أبيقور وأفكاره الاجتماعية

ولد أبيقور حوالي سنة 341 ق م وتوفٌي حوالي 270 ق م (أي أنٌه يأتي بعد سقراط وأفلاطون أرسطو في التٌرتيب الزٌمني) وهو فيلسوف يوناني أسٌس المدرسة الأبيقوريٌة. هاجر إلى أثينا حوالي سنة 311 ق م واستقرٌ فيها ودرٌس الفلسفة. لم يبقى من الكتب التي ألٌفها سوى شذرات من الحكم وثلاث رسائل.
كان أبيقور ينكر تدخل الآلهة في شؤون العالم، وينطلق من الاعتراف بخلود المادة، التي تملك مصدرا داخليا للحركة. وقد أحي أبيقور المذهب الذري عند ليوكيبوس وديمقريطس مضيفا تغييراته الخاصة. فقد أدخل فكرة ‘الانحرافات” الآني (المشروط بظروف داخلية) للذرات عن مسارها، لكي يفسر إمكان تصادم الذرات المتحركة في الفضاء الحاوي بسرعة متساوية. وهذا هو أساس نظرة أعمق للتداخل بين الضرورة والصدفة، وخطوة للأمام بالمقارنة بالحتمية الآلية عند ديمقريطس. وأبيقور حسي في نظرية المعرفة، فالأحاسيس صادقة بذاتها لأنها تنطلق من الواقع الموضوعي: أما الأخطاء فتنشأ عن تفسير الأحاسيس. ويشرح أبيقور أصل الأحاسيس بطريقة مادية ساذجة: تدفق مستمر للجزئيات الدقيقة يزاح من سطح الأجسام ليخترق الحواس ويحدث فيها صورا للأشياء. وهدف المعرفة تحرير الإنسان من الجهل والخرافات، من الخوف من الآلهة والموت، الذي بدونه تكون السعادة مستحيلة. وفي مجال الأخلاق، يبرر أبيقور المتع العقلية القائمة على المثل الأعلى الفردي للافلات من الألم وتحقيق حالة هدوء ومتعة للروح. وأكثر حالات الإنسان عقلانية ليست هي النشاط وإنما السلام الكامل، السكينة. وقد شوهت الفلسفة المثالية (هيجل مثلا) المذهب المادي لأبيق
أهمٌ ما وصلنا من فلسفته يدور حول المسألة الخلقيٌة. وأطروحته الأساسيٌة تتمثٌل في أنٌ اللذٌة هيٌ الخير الأسمى وهي “غاية الحياة السٌعيدة”. ويتأسٌس تصوٌر أبيقور للسٌعادة على تصوٌره للإنسان فباعتبار أنٌ الإنسان جسد و نفس فإنٌ سعادته تكمن في تحقيق الخير الملائم لطبيعة كليهما. والخير الملائم لطبيعة الجسد هو اللٌذٌة أماٌ الخير الملائم لطبيعة النٌفس فهي الطٌمأنينة . وبالتٌالي سيكون على الفلسفة الأبيقوريٌة أن تجيب عن السٌؤالين التٌاليين : كيف السٌبيل إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من اللٌذٌة؟ وكيف السٌبيل إلى تحقيق الطٌمأنينة؟
أمٌا عن السٌؤال الأوٌل فيجيب أبيقور أنٌ ذلك يتحقٌق بالإعتدال. إذ خلافا لما يعتقده البعض، ليست الأبيقوريٌة دعوة إلى التٌمتٌع باللٌذٌة في كلٌ الحالات ودون أيٌ شروط، ذلك أنٌ اللٌذٌة التي تحصل بإشباع الرٌغبات هيٌ لذٌة يخالطها الكثير من الألم والإفراط في طلبها لا يمكن أن يؤدٌي إلاٌ إلى التٌعاسة والهلاك. وفي الحقيقة يقدٌم أبيقور معنى جديدا للٌذٌة إذ اللٌذٌة عنده لا تكمن في إشباع الرٌغبة وإنٌما في غياب الرٌغبة وهي عندئذ غياب للألم الذي يصحبها.
أمٌ عن السٌؤال الثٌاني فيجيب أبيقور إنٌ ذلك يتحقٌق بالتٌخلٌص ممٌا يسبٌب اضطراب النٌفس والنٌفس تضطرب من الخوف من أمرين أساسيين : الآلهة والموت. ولا يستطيع الإنسان أن يتخلٌص من هذا الخوف إلاٌ بالوعي بلا مشروعيٌته في كلتا الحالتين. فبالنٌسبة للموت ليس هنالك ما يدعو إلى الخوف منه إذ الموت في الحقيقة أمر لا يهمٌ الأحياء. إذ بناء على أنٌ الموت هو نهاية فعلية للإنسان فلا يمكن للإنسان أن يواجهه “فعندما أوجد لايوجد الموت وعندما يكون الموت لن أكون موجودا” فلم الخوف إذا؟ أمٌا الآلهة فأبيقور لاينفي وجودها لكنٌه يعتبر أنٌ الكائن الكامل لا يهتمٌ إلاٌ بنفسه وبالتٌالي فالإلاه لاتهمٌه شؤون البشر ومن ثمٌة فليس هنالك ما يدعونا إلى الخوف من عقابه.
يقول ابيقور عو اللذة:
أمٌا أنٌ الٌلذٌة خير فذلك أمر بديهيٌ يشعر به الإنسان كما يشعر أنٌ النٌار حارٌة وانٌ الثٌلج أبيض.
إنٌ اللٌذٌة هيٌ بداية الحياة السٌعيدة وغايتها.
بالنٌسبة لي لا يمكنني أن أتصوٌر ماهو خير إذا استبعدنا ملذٌات الطٌعام والحبٌ وكلٌ ما يمتٌع العين والأذن.
إنٌنا لا نبحث عن أيٌة لذٌة… ولا ينبغي أن نتجنٌب كلٌ ألم.
اللٌذٌة التي نقصدها هي التي تتميٌز بانعدام الألم في الجسد والإضطراب في الجسد.
وبمجرٌد أن تتحقٌق لنا هذه الحالة حتٌى تهدأ كلٌ عواصف النٌفس ولن يكون على الكائن الحيٌ أن يسعى إلى شيء ينقصه.
عندما أوجد لايوجد الموت وعندما يكون الموت لن أكون موجودا.
وعن الإلهيات، يكتب سام علي انه قال:
إن الغاية التي يرمي إليها الأبيقوريون من وراء هذه الطبيعيات هي أن يزيلوا عن الإنسان كل الأوهام والآراء السابقة التي من شأنها أن تعكّر السعيدة، فكأنها في الواقع متصلة اتصالاً تاماً بمسألتين دينيتين رئيستين:
المسألة الأولى: مسألة الآلهة من حيث تصورهم ووجودهم.
والمسألة الثانية: مسألة العناية الإلهية.
أما الدين وما يتصل بالله بوجه عام فقد لاحظ الأبيقوريون، وأبيقور على رأسهم، أن عدم الإيمان بالدين الشعبي المألوف والمعتقدات الدينية عموماً أسلم بكثير من الإيمان بها، حتى أن الذي يؤمن بها هو الذي يرتكب خطيئة دينية في الواقع، بينما الذي لا يؤمن بها هو الذي يسلك سبيل الصواب.
ويذهب “لوكرتيوس” إلى أبعد من هذا فيقول: إن الدين شرٌّ ما بعده شر، وإن الواجب على الإنسان ومهمة الفلسفة الأولى أن تتخلص نهائياً من كل دين، لأن الدين هو ينبوع كل شر. أما العناية الإلهية فقال عنها الأبيقوريون أنها وهم من الأوهام، ولا تتفق مع مقام الألوهية، فأين هذه العناية الإلهية في عالَمٍ حظُّ الشر فيه أكبر من بآلاف المرات من حظ الخير، ومصير الخيِّر أسوأ بكثير جداً من مصير الشرير؟
ثمانيه مفاهيم ابيقوريه :
1- لاتخاف من الله .
2- لاتخاف من الموت .
3- لاتخاف من الالم .
4- عش ببساطه .
5- ابحث عن المتعه بحكمه .
6- اعقد صداقات وابحث عن اصدقاء وكن حسن المعامله لاصدقاؤك .
7- كن مخلصا في حياتك وعملك .
8- ابتعد عن الشهره والطموح السياسي .
وادناه بعض الحورات الابيقوريه الاساسيه والتي تبين يعض جوانب فلسفته في الحياه :
1- اذا كان الله كامل وكلي القدره فهو اذن في سلام دائم ولذا لايمكن ان يغضب او ان ينزعج من اي شيء او من اي مخلوق لان غير الكامل هو الذي ينزعج ويغضب ويضطرب واذا كان الله كاملا فهو لايحتاج الى اي شيء او الى اي احد لانه اذا احتاج الى شيء او طلب من اي احد شيء ما سيكون ليس الخالق الكامل او الكلي القدره .
2- ان الموت لايعني لنا الكثير فعندما يتحول الجسد والدماغ الى تراب ورماد لن يبقى هناك شعور او تفكير .
3- ان قمه اللذه ان تكون حرا من الحسد.
4- من المستحيل ان تكون سعيدا بدون ان تكون حكيما ومحترما وشريفا ومن المستحيل ان تكون حكيما ومحترما وشريفا بدون ان تكون سعيدا .السعاده تعتمد على ممارسه الحكمه ،الاحترام والامانه وان تكون مهملا لواحده من هذه الامور يعني ان حياتك سيسودها الاضطراب والضياع والاسى .
5- ليس هناك لذة او متعه هي سيئه بحد ذاتها او لذاتها ،ماهو سيء هو ان لاتستخدم عقلك عندما تختار اي من المتع  التي تقبل عليها او تلك التي تتجنبها .
6- اذا كان مايجلب البهجه لحياه الانسان يسهم يتحريرهم من الخوف من الرب والموت ويسهم بتعليمهم كيقيه التحكم برغباتهم بشكل عقلاني ومنطقي ،سيصبحوا احرارا من اي الم جسدي او عاطفي وسيكونون بدون اخطاء ويكون هذا بدايه القضاء على الشر .
7- اذا لم يتعكر صفو اذهاننا بايه خرافات حول المذنبات والنجوم الساقطه او ايه خرافات فلكيه اخرى وبالخوف من الموت وبقله معرفتنا بحدود الالم او كيف تعامل بمنطقيه مع رغباتنا سيكون سهلا علينا ان نمتلك معرفه كليه وشامله لعلوم الطبيعه .

x