أسباب الاعاقة البصرية

تشير الادبيات النفسية ان الاعاقة البصرية تنقسم وفق ثلاثة مجموعات رئيسية هي:

  • أسباب ما قبل الولادة، ويقصد بها:
  • العوامل الوراثية والبيئية التي تؤثر على نمو الجهاز العصبي المركزي والحواس بشكل عام، منها على سبيل المثال العوامل الجينية.
  • سوء التغذية.

جـ- تعرض الأم الحامل للأشعة السينية.

د- العقاقير الطبية.

هـ- الامراض المعدية والحصبة الالمانية والزهري، وتعتبر هذه العوامل من العوامل المشتركة في احداث أشكال مختلفة من الاعاقة ومنها الاعاقة البصرية، وتعتبر العوامل الوراثية مسؤولة عن أكثر من (35%) من حالات الاعاقة البصرية.

  • أسباب أثناء الولادة:
  • نقص الاوكسجين.
  • الولادة القيصرية.

جـ- الولادة البيتية.

  • أسباب مابعد الولادة:
  • زيادة نسبة الاكسجين المعطى للطفل الخداج.
  • إصابة الطفل ببعض الامراض التي تؤثر على العين.

جـ – الاصابات الناجمة عن الحوادث.

– العوامل الوراثية والاصابة بالإعاقات البصرية :

قد تنتج الاعاقة البصرية نتيجة العوامل الوراثية سواء من جهة الام او من جهة الاب او من الاثنين معا، والتي تتراوح درجاتها بين الفقدان البصري الكلي او الجزئي، فضلا عن الضمور الشبكي والأخطاء الانكسارية مثل قصر النظر وطول النظر والتي يكون سببها وراثي. ومن الاعاقات البصرية التي تتأثر بالوراثة هي :

1- توسع الحدقة الولادي:- (Aniridia)

هو تشوه ولادي ينتقل على هيئة جين سائد، تكون فيه الحدقة واسعة جداً نتيجة عدم تطور القزحية في كلتا العينين، ويحدث لدى الفرد حساسية مفرطة للضوء وحدة إبصار محدودة وربما أيضاً رأرأة ومياه سوداء وضعف في مجال الإبصار، ويستخدم الافراد المصابون أحياناً النظارات والمعينات البصرية لتقليل كمية الضوء التي تدخل الى العين.

2- القصور في الانسجة أو مرض كولوبوما (Coloboma):

ومرض كولوبوما هو عدم إكتمال نمو العين أو عدم إكتمال جزء من العين وهو مرض خلقي يصيب الاطفال حيث يولد الطفل مصاب بهذا المرض وتكون الشبكية غير مكتملة النمو أو عدم وجود قزحية العين بمعنى عدم إكتمال النمو في العين أو عدم إكتمال نمو جزء من أجزاء العين وهو يؤثر على درجة الرؤيا والمجال البصري وهو مرض تنكسي وراثي يظهر فيه بروز أو شق في الحدقة وتشوهات في اجزاء مختلفة من العين مثل عدم نمو بعض الاجزاء المركزية أو المحيطية في الشبكية، ويحدث في هذه الحالة ضعف في حدة البصر ورأرأة وحول وحساسية للضوء ومياه العين.

3- رأرأة العين (Nystagmus)

يصيب الجزء العضلي، حيث يحدث فيها حركات لاإرادية سريعة في العيون وهذا ينجم عنه غثيان ودوخة، وقد تكون حالة الرأرأة مؤشر على وجود خلل في الدماغ، او مشكلة في الاذن الداخلية.

4- العين الكسولة : (Amblyopia)

حالة تحدث في مرحلة الطفولة المبكرة وهي غير مفهومة جيداً طبياً، يحدث الكسل في عين واحدة عادة ولكنه قد يشمل كلتا العينين، ويجب معالجة الكسل قبل بلوغ الطفل الثامنة أو التاسعة من العمر، ويتمثل العلاج بإثارة العين المصابة بصورة عادية وذلك يشمل إغلاق (تغطية) العين الطبيعية ليستخدم الطفل العين الضعيفة، إن أي عامل يعيق مرور الضوء بالشكل الطبيعي عبر العين قد يؤدي الى هذه الحالة لأن ذلك قد يؤثر سلباً على النمو البصري الطبيعي مما قد يقود الى كسل العين.

5-الجحوظ (Exophthalmos)

الجحوظ هو بروز العين الى الامام، وقد يكون البروز في عين واحدة أو ثنائي الجانب، وينتج الجحوظ أحادي الجانب عن الاورام في الحجاج او التكيس او فرط افراز الغدة الدرقية، أما الجحوظ ثنائي الجانب فقد ينتج عن صغر حجم الحجاج أو فرط إفراز الغدة الدرقية، وتتقرر طبيعة العلاج في ضوء النتائج التي تتمخض عنها عملية الفحص والتشخيص والتي تشمل الصور الشعاعية والتصوير المحوري والتصوير بالأمواج فوق الصوتية .

6- عمى الالوان (Colour Blindness):

حالة وراثية لا يستطيع الفرد فيها تمييز الالوان بسبب خلل في المخاريط وتتأثر حدة البصر فتضعف الى درجة كبيرة وقد يحدث حساسية للضوء ورأرأة، أما مجال الرؤية فهو في العادة يكون عادياً.

عين الانسان قادرة على استقبال اشعة ضوئية ذات طول موجي يتراوح بين (400-700 ) ميليميكرون يعرف ذلك المدى بإسم الطيف البعدي (Visual Speetrum) وتكون من الالوان التالية: الاحمر –البرتقالي- الاصفر- الازرق- الاخضر- النيلي- البنفسجي، عندما تتحد هذه الالوان كلها وتخرج بنسب معينة فإنها تعطي الاحساس بالضوء الابيض. يعتمد اللون الذي تراه العين على الطول الموجي لاشعة الضوء الساقطة عليها، تبدو الاجسام ملونة حسب طريقة عكسها وتفريقها للضوء الساقط عليها، للإحساس باللون يجب ان تكون هناك كمية كبيرة من الاضاءة وذلك لان الخلايا المخروطية الموجودة بالشبكية والمسؤولة  عن استقبال الضوء الملون لا تعمل في درجات الاضاءة الضعيفة.

إن إزدياد شدة الاضاءة تؤثر على التغير الظاهري في اللون في حالة ثبات الطول الموجي       ( اي اللون المعين الذي تراه العين نتيجة هذا الطول الموجي) على سبيل المثال اذا كان اللون (100%) احمر اي (اي مشبعاً تماماً فإنه مع ذلك اذا ماحدث مزج مع اللون الاحمر بلون ابيض فإن الاحمر يتحول الى احمر فاتح ( وردي) ويكون هذا لون غير مشبعاً يمكن تقسيم عمى الالوان كما يلي:

  • الثنائي اللون: فيه يغيب احد المستقبلات الضوئية الثلاث ويمكن تقسيم هذه المجموعة الى:
  • عمى اللون الاحمر: يكون المريض غير حساس للضوء الاحمر اللون
  • عمى اللون الاخضر: فيه يخلط المريض بين اللون الاحمر والاخضر والاصفر

ج- عمى اللون الازرق: يكون غير حساس للضوء الازرق ويخلط بين الازرق والاخضر وكذلك عادة اللون البرتقالي والوردي.

  • أحادي اللون: يعتبر هذا نوع نادر من عمى الالوان فيه تغيب وظيفة المخروطات، عادة ما يصاحب هذه الحالة حساسية العين للضوء وتخطر المقلة.
  • أحادي اللون المخروطي: نادراً الحدوث أيضاً وفيه يرى المريض الاسود والابيض فقط.
  • الضعف في الرؤية الملونة: فيها يكون المريض غير حساس جزئياً للون معين من الضوء مثل الاحمر أقل شيوعاً اللونين الاخضر والازرق وهي بالطبع أقل شدة من المجموعة الاولى.

أغلب انواع عمى الالوان تنتقل عن طريق الوراثة وتكون متصلة بكروموزمات الجنس، أشد أنواع عمى الالوان شيوعاً هي عدم الحساسية للون الاحمر، لا يوجد هناك علاج لهذه الحالة ولكن من المهم أن يعرف الشخص إذا ما كان مصاب بعمى الالوان قبل أن يختار مهنته.

هناك لوحات معينة يمكن عن طريقها تشخيص ومعرفة نوع عمى الالوان المصاب بها الشخص، ويجب ان يجري هذا الكشف بصورة روتينية على الاطفال بين سن الثامنة والثانية عشر.

 وهو اضطراب بصري وراثي يسبب خلل في انكسار الضوء في العين مما ينتج عنه قصر او بعد النظر لدى المصاب ، ومن انواعه:

  • قصر النظر)Myopia)

يحدث قصر النظر عندما تكون مقلة العين طويلة، وفي هذه الحالة تكون الصورة أمام الشبكية وليس عليها، على هذا فإن النقطة البعيدة للعين( هي نقطة اللانهاية في حالات الهيبروبيا) تكون موجودة على مسافة أقرب من ستة أمتار في حالات قصر النظر ويختلف بعد هذه النقطة باختلاف درجة الميوبيا، تنشأ الميوبيا عن كبر حجم العين وتعرف باسم الميوبيا المحوري نظراً لأنها تنشأ عن طول محور العين الامامي الخلفي، وقد تنشأ الميوبيا كذلك عن زيادة في القوة الضوئية للعدسة أو القرنية بحيث تنكسر الاشعة الضوئية الداخلية الى العين بدرجة أكبر من الطبيعي لذلك تعرف بإسم الميوبيا الانكسارية، إذن تتأثر القدرة على رؤية الاشياء البعيدة، أما رؤية الاشياء القريبة فقد تكون عادية وغالباً ما يظهر هذا الخطأ في المرحلة العمرية من (8-12 سنة)، ومن أشكال قصر النظر مايعرف بإسم قصر النظر التنكسي وهو حسر بصر شديد يظهر مبكر جداً، ويزداد حسر البصر هذا مع تقدم العمر الى درجة قد يضعف فيها البصر بشدة، وأحد أول المؤشرات على هذه الحالة اضطراب في الرؤية المركزية، ويمكن تحسين حدة البصر بالنظارات، ولكن قد لا يتحسن البصر تماماً، ويبدو أن هذه الحالة وراثية، أما كيف تنتقل وراثياً فذلك أمر غير معروف تعالج الميوبيا باستعمال العدسات المقعرة (السالبة) في صورة نظارات.

ب . طول النظر (Hyperopia):

يحدث طول النظر عندما تكون مقلة العين قصيرة فتكون الصورة خلف الشبكية وليس عليها، وتتأثر القدرة على رؤية الاشياء القريبة، أما رؤية الاشياء البعيدة فقد تكون عادية، وفي كل من قصر وطول النظر قد تكون الحالة شديدة فتؤدي الى ضعف بصري شديد، وفي العادة تستخدم النظارات والعدسات اللاصقة لكي تصبح قدرة الانسان البصرية ضمن الحدود العادية، وعند الكبار، قد يحدث فقدان تدريجي لقوة العدسة، فبسبب عامل العمر تضعف قدرة العين على التكيف ويحدث صعوبة في التركيز على الاشياء القريبة وفي القراءة، هذا وقد يحتاج الانسان العادي الى نظارات للقراءة بعد أن يبلغ الثانية والأربعين من عمره.

  • حرج البصر الاستجماتزم (Astigmatism):

الاستجماتزم هو انخفاض في حدة الابصار نتيجة خلل في القوة الانكسارية الضوئية للعين في المدارات المختلفة، إذن فهي تؤثر على حدة الرؤية المركزية (صعوبة رؤية الاشياء بشكل مركز)، وفيها تكون القرنية او العدسة غير منتظمة ولذلك فإن بعض الضوء يتركز امام الشبكية وبعضه الاخر خلفها، ولهذا لا تكون الصورة واضحة فيعاني الفرد من صداع وتعب عند القراءة. إذا حدثت عيوب الانكسار سريعاً فقد يكون السبب انحراف العدسة أو السكري او المياه البيضاء او القرنية المخروطية، فكما هو معروف، فإن انكسار الضوء الخاطئ يتغير ببطء عبر سنوات، ولذلك فإن أي تغير سريع يتطلب الرعاية الطبية المباشرة.

يعالج الاستجماتزم بعدسات اسطوانية مقعرة او محدبة تبعاً لنوع الاستجماتزم ( ميوبي او هيبروبي) ، تضع العدسة الاسطوانية النظارات بحيث يكون محورها في الاتجاه المناسب الذي يصلح للاستجماتزم بحيث تساعد مثل هذه العدسة على تركيز الاشعة الساقطة من العدسة وتجميعها على الشبكية.

8- اضطراب القرنية (Corneal Disorders):

قد تتعرض القرنية لإصابات مختلفة، فقد يحدث التهاب في القرنية وهذه قد تكون سطحية او عميقة، في التهابات القرنية السطحية تظهر مجموعة من الاعراض من اهمها الدماع، والإحساس بوجود اجسام غريبة في العين ، واحتقان الملتحمة ، والتحسس من الضوء، وتعالج هذه الالتهابات القرنية العميقة فهي تظهر بشكل مفاجئ ويحدث فيها اختلاف في سمك القرنية، وتتمثل الخطورة الاساسية لاضطرابات القرنية في حدوث كثافة بيضاء تحجب الرؤية وتؤدي في بعض الحالات الى فقدان البصر، واذا حدثت هذه المضاعفات فالعلاج يكون جراحياً بزراعة القرنية.

9- الحصبة الالمانية:

لقد ثبت أن الام التي تصاب بالحصبة الالمانية خلال الشهور الاولى من الحمل فإن إحتمال إنجابها لطفل معاق بصرياً بالاضافة الى بعض الاعاقات الاخرى المصاحبة يبلغ حوالي (17- 24 %)، لهذا فالحصبة الالمانية تعتبر من العوامل التي تتسبب وبشكل كبير في حالات الاعاقة البصرية الولادية.

10- الحول:

يقصد بذلك صعوبة قيام عضلات العين بالتحكم في كريات العين، وقد يأخذ الحول شكلين رئيسيين، الأول يتمثل في توجيه كلتا العينين نحو الداخل أما الثاني فيتمثل في توجيه كلتا العينين نحو الخارج، ومهما كان شكل الحول فإنه يؤثر تأثيرا مباشرا على الرؤية السليمة، ولذا تعتبر الاجراءات الطبية ضرورية لتصحيح مثل هذه الحالة.

11-الإصابات:

إصابة العين عند استخدام بعض الادوات الحادة مثل السكاكين، المقصات البراغي، والمسامير، أو التعرض لشظايا المعادن كما في حالة العمال الذين يعملون في اللحام أو النجارة او الحدادة .

x