أوجـه السلــوك والنفــس الإنسانيـة

   أن الدين وحسب التوجه الإلهي , يكفل للإنسان روحاً نقية وعقلاً راجحاً , ونفسية رضية , وضميراً صالحاً , وجسداً عامراً , والدين روحه الأيمان هكذا يفترض بكل ذي دين , فالنفس بالأيمان تطمئن ولكن هل يتم ذلك لكل نفس  ؟ …

   أن الأيمان تزكية لنفس الأنسان ويعدل سلوكه , وترقية لروحه غير أن النفس واحدة من حيث جبلتها , لكنها تباينت في سلوكها الذي ينعكس على نشاط الأنسان لأن الأنسان لا يسمى أنساناً ألا عندما تكون له خصائص أختصه بها خالقه ومن هذه الخصائص نفسه التي بها  يتفرد .

    ففي علم النفس يطلق مصطلح السلوك على كل نشاط يقوم به الفرد في بيئته التي يكون موجوداً فيها ساعة أبداء ذلك السلوك , والحياة النفسية بالنسبة للإنسان هي محور سلوكه , ومحك الرقي في السلوك هو التسامي لكي يصدق عليه مقام الفطرة السامية التي فطر عليها .

   للنفس في محور السلوك دوافعها وجواذبها ويتوقف الأمر في هذه الحالة على مقدار ما يتصف به كل دافع من قوة ومن غرض , فضلاً عن عوامل الرغبات والمشتهيات , والنفس بدوافعها , والدافع اصطلاحاً هو كل ما يدفع السلوك , حركياً كان هذا السلوك أو النشاط , أو ذهنياً , سواء كان ملحوظاً كان هذا النشاط أم معنوياً , فالأنسان من حيث عناصر تكوينه , وخصائصه الذاتية وغرائزه ودوافعه وملكاتها العليا , ومن حيث كامل تكوينه فطرة لا يتغير , فالأنسان هو الأنسان أنى كان لأن خصائصهُ واحدة , وفطرتهُ واحدة , وجبلتهُ واحدة , لذا فأن ما يتغير في سلوك الأنسان حقيقة نفسه , وأن ما يتبدل فيه وجود نشاطه النفسي والفكري والإرادي , وكلما كانت تيارات نفسه موجهة أو متوجهة نحو

ما لا يراد لفطرة الأنسان ساء السلوك وتفاقمت الآثام وذلك لعدم التزامها بميزان العمل الإنساني ولكن هنالك من يتعظ وما يتبع النفس هواها متوجهة الى الشر سيء النوايا فأنه يأبى الأصغاء الى ما يصدره الضمير الحي من نداء عليه فأن الأيمان الحق خير وازع للنفس وأعظم رادع للنزوات والأيمان أعظم مدد للنفس يغذيها ويهديها ويعدل سلوكها , وللضمير في النفس تسترشد به تستهدي به , وللضمير في النفس المؤمنة مكانة تزكي مكارم الأخلاق وسلوك معتدل , ففي أعماق النفس الإنسانية قوة خفية لا تشاهد بالعين المجردة ولا يكشف عنها المجهر أنها قوة معنوية يحسها الأنسان في حناياها , تهديه الى الواجب كأنها كشاف ينير له الطريق هذا هو (( الضمير )) والذات الانسانية ( نفس , وعقل , وروح ) وبانسجام هذه الأركان الثلاثة هذه ترعوى النفس فتكون استجابتها في الحياة تبتلاً واستقامة , فتكون حياتها سلوكاً قويماً وتهللاً [ الجسماني / 1997 / ص 222 – 227 ] .

x