اجراءات البحث العلمي

  1. مشكلة البحث وتحديدها:

يبدأ البحث بتحديد مشكلة ما وتحليلها  تحليلاً منطقياً دقيقاً، وتعد عملية اختيار مشكلة البحث وتحديدها من المراحل المهمة والصعبة في عملية البحث، ويصفها العديد من الباحثين بانها مشكلة في حد ذاتها.

وعادة ما يدفع الباحث الى اختيار مشكلة ما هو الاحساس بوجود موقف غامض يحتاج الى اجابة او حل. (محمد، 2011، ص 17).

تواجه المهتمين بالبحث العلمي مجموعة من المواضيع التي تحتاج الى دراسات تستوجب جمع المعلومات عنها، وتحليلها وتفسيرها، وايجاد الحلول والمعالجات لها، او على الاقل استطلاع اتجاهاتها ومؤشراتها التي قد تؤثر على حياة المجتمع او على فرد منه او على مجموعة افراد ، وعند اقدام الباحث على تحديد موضوع بحثه قد تواجهه حيرة كبيرة نتيجة تفكيره الجاد في البحث العلمي، ومع الحيرة قد يصاحبه قلق شديد يجعل الباحث بين الاقدام والاحجام عن الموضوع. ولهذا ينبغي ان نعرف ان الحيرة هي درجة متقدمة من التفكير العلمي المركز الذي ينبغي على الباحث تقبله وعدم الحياد عنه الى ان يصل بتفكيره المنظم الى الانتباه الذي يقوده الى الاختيار واتخاذ القرار بيقين.

وتحديد موضوع البحث ليس بالأمر الهين مما جعل البعض يسميه بمشكلة البحث، التي تستوجب من الباحث بذل الجهد العلمي من اجل ايجاد حلول تخرجه من الحيرة التي هو فيها، او تدفعه الى البحث عن معالجات لموضوع دراسته، اذن الخروج من المشكلة تكون بدايته بتحديد موضوع البحث، وتبيان معالمه الاساسية من تحديد الاسباب الي وضوح الاهداف.

وعليه اول مشكلة تواجه الباحث كيف يتخلص من الحيرة التي تعيق تفكيره في ان يحدد موضوع بحثه.

وكيف ينتقل من الشك الى اليقين بان مشكلته تكمن في القلق الذي يحيط به والغموض الذي يتطلبه منه صبرا مكتبيا لاستطلاع ما كتب عن الموضوع قدر الامكان في مجال تخصصه، والاطلاع على المعارف المتوفرة لتساعده على صياغة وتحديد مشكلةبحثه، والتي تنقله من الضلالة الى الهداية.ولهذا الحيرة مقبولة لان بعدها هداية وتعلم حكمة.

ولا تتضح مشكلة البحث اذ لم يلم الباحث بفلسفة الموضوع الذي يود دراسته، او انه لم يعرفها على الاطلاق، وتتضح فلسفة البحث بإجابة الباحث على السؤال لماذا اختار هذا الموضوع بالذات؟ ولماذا لم يختر غيره؟ (عقيل، 1999، ص 29-30).

  • هناك مجموعة من الاسئلة ينبغي ان يجيب عنها عند اختيار مشكلة البحث، ولعل ابرز هذه الاسئلة يتعلق بمدى كون المشكلة التي جرى اختيارها قابلة للبحث، واذا كانت الاجابة على السؤال الذي يطرحه الباحث معروفة او كانت هناك جوانب اخلاقية تمنع اجراء البحث او يصعب الحصول على اجابات من خلال بيانات موضوعية يمكن جمعها حول مشكلة البحث، فلن يكون هناك مسوغ لمواصلة السير في اجراءات هذا البحث. ( العزاوي، 2008، ص40).

ان كلمة ((مشكلة)) كثيراً ما تتردد امامنا، فهل تعني وجود صعوبة ما؟ وجود نقص ما؟ خطا ما؟ اننا حين نكون امام موقف غامض فأننا نقول هذه مشكلة، وحين نكون امام سؤال صعب فأننا نواجه مشكلة، وحين نشك في حقيقة شيف اننا امام مشكلة، وحين نحتاج شيئا ليس امامنا فأننا في موقف مشكلة.

فما المقصود بالمشكلة؟

ان الانسان يعيش في بيئته ويتفاعل معها باستمرار، ويتولد نتيجة هذا التفاعل عدد من الحاجات نستطيع اشباع بعضها بسهول ونواجه صعوبة في اشباع بعضها.

فالمشكلة اذن هي حاجة لم تشبع او وجود عقبة امام اشباع حاجاتنا.لنأخذ مثالاً على مدرس يشعر بعدم اهتمام طلابه ولا يعرف سبباً لذلك،  فهو يواجه مشكلة! لماذا لا يهتم طلابي بدروسهم؟ هل هذا يرجع الى اسلوبي؟ الى المادة الدراسية؟

فالمشكلة هي موقف غامض لا نجد له تفسيراً محدداً.

قد تكون هي موقف غامضاً، وقد تكون نقصاً في المعلومات او الخبرة، وقد تكون سؤالا محيراً او حاجة لم تشبع، وقد تكون رغبة في الوصول الى حل للغموض او اشباع للنقص، او اجابة للسؤال، ومهما كان مفهوم المشكلة  فهي لا تتعدى الموقف التالي:

وجود الباحث امام تساؤلات تاو غموض مع وجود رغبة لديه في الوصول الى الحقيقة. ( عبيدات، عدس، عبد الحق، 1996، ص 68).

  • اعتبارات اختيار مشكلة البحث:

إن هنالك بعض المعايير التي يمكن ان يحتكم  اليها الباحث عند اختياره مشكلة البحث ومنها:

  • ان يكون هنالك ما يبرر البحث في هذه المشكلة.
  • ان يكون الباحث مؤهلاً لدراسة المشكلة من حيث الخبرة والمهارة في المجال.
  • ان تولد دراسة المشكلة او تضيف معرفة جديدة.
  • ان تسهم نتائج البحث بتقدم المعرفة الانسانية. ( محمد، 2011، ص17).

هناك عدة اعتبارات لابد من مراعاتها قبل اختيار مشكلة معينة مناسبة للبحث من قبل الباحث، وترتبط هذه الاعتبارات بالجوانب الاتية:

  • حداثة المشكلة
  • اهمية وقيمتها العملية
  • اهتمام الباحث بالمشكلة
  • كفاية الخبرة والقدرة بحث المشكلة
  • توفر البيانات ومصادرها
  • توفر الاشراف
  • الوقت والتكلفة.

وسوف نناقش فيما يلي هذه الاعتبارات:

حداثة المشكلة:

يرتبط بحداثة المشكلة خصائص معينة الجدة والاصالة والابتكارية بمعنى ان تكون المشكلة جديدة ومبتكرة ولم يسبق دراستها من جانب باحثين اخرين، ومما يساعد في ذلك القدرات والخصائص العقلية للباحث من ناحية والسمع الشامل للدراسات والبحوث السابقة من ناحية اخرى.

ويمكن ان يرتبط بحداثة المشكلة ايضاً حداثة البيانات والاساليب والادوات المستخدمة في دراستها.واذا كانت مثل هذه الاعتبارات لها أهميتها عند اختيار مشكلة معينة للبحث فان ذلك لا يعني ان جميع المشكلات التي سبق بحثها لم تعد جديرة بالبحث مرة اخرى.  ففي ضوء التطورات المعرفيةوالثقافية والتطورات في اساليب وأدوات البحث يعتبر تكرار بعض البحوث السابقة باستخدام تصميمات واساليب وادوات  جديدة للبحث عن الاعمال ذات القيمة العلمية.

م/ مصادر اختيار مشكلة البحث:

تتنوع المصادر التي يأخذ منها الباحث مشكلة بحثه، فقد يتطوع الباحث للبحث في مشكلة جرى تحديديها من قبل اخرين.وقد تمثل هذه المشكلة جانباً ينصب عليه اهتمامه، وقد يقوم اكثر من باحث بدراسة مشكلة معينة يتناول كل منها جانباً محدداً من جوانبها.

ويمثل الادب المهني المنشور مصدراً اخر لمشكلة البحث، اذ تتضمن كثير من تقارير البحوث توصيات بإجراء مزيد من البحوث في جوانب لم يتمكن الباحث  من استكمالها، ويلزم في بعض الاحيان اعادة لبعض البحوث التي سبق ان اجريت وخاصة عندما تظهر نتائج احدى الدراسات حاجة الى احداث تغيرات في  الممارسات التربوية.

وتبقى الخبرة الشخصية للباحث في الميدان الذي يعمل فيه مصدراً مهماً لاختيار مشكلة بحثه. (العزاوي، 2008، ص40).

اما المصادر الاخرى التي يستقي الباحث منها موضوع بحثه فهي:

  1. اطلاع الباحث والمامه بالتراث الفكري في فرع تخصصه.
  2. الاطلاع على الدراسات والبحوث السابقة المتعلقة بالموضوع او موضوعات مشابه.
  3. من حضور المناقشات العلمية حلقات الدراسة المختلفة.
  4. من مشاكل الساعة التي تحدث في المجتمع ويهتم بها الرأي العام.
  5. من الموضوعات والمشاكل التي تبحثها مراكز البحوث والهيئات والمؤسسات العلمية المتخصصة.
  6. يستقي الباحث مشكلة بحثه من تحقيق او رفض نظرية او قانون سابق، او حينما يريد التأكد من صحة فرض او بحث معين.
  7. من فكرة مفاجئة اتت بشكل مباشر.
  8. من محادثة او نتيجة تم استنباطها من نظرية او قانون.
  9. حينما يقرأ مقالا يختلف مع مؤلفه اختلافاً بيناً.
  10. من الخبرات اليومية التي يعيشها الفرد. (مسعد، 2000، ص25-26).
  • ومن المصادر الأخرى للحصول على المشكلة هي:
  1. الخبرة العلمية والشخصية:

يواجه الانسان في حياته اليومية سواء في البيت او الشارع او مكان العمل عدداً من المواقف والصعوبات التي تتطلب حلولاً، ولكن بعض الناس لا يهتمون بهذه المواقف وسرعان ما يتكيفون معها، فتختفي هذه الصعوبات والمواقف، ان هؤلاء الناس لا يهتمون بتحليل المواقف والصعوبات التي يوجهونها.

اما اذا وقف الانسان من هذه المواقف وقفة نقد وفحص وتساءل عن اسبابها ودوافعها وشعر بالقلق تجاهاها فانه يجد فيها مشكلات حقيقة تستحق الدراسة. (عبيدات، عدس، عبد الحق، 1996، ص69).

اما الخبرة الشخصية تمثل مصدراً خصباً لكثير من الباحثين في تحديد مشكلة البحث، اذ ومن خلال عملهم في المجال النفسي يمكن ان يتحسسوا الكثير من المشكلات التي تعترض سير عملهم، بالإضافة الى طرحهم مجموعة من الاسئلة التي تحتاج الى اجابات واضحة. ( محمد، 2011، ص18).

  1. النظريات والقراءات:

تعد النظريات مبادئ عامة تحقق مصداقيتها من خلال التجريب والاختبار العملي، (محمد، 2001، ص18).

كثيراً ما نجد في قراءتنا ودراستنا مواقف مثيرة لا نستطيع فهمها او تفسيرها، وكثيراً ما نجد بعض القضايا تقدم كمسلمات صحيحة دون ان يقدم الكاتب عليها اي دليل، فقد نقرا كتاباً نجد فيه راسا غامضاً، او نشك في  حقيقية مطروحة فيه، او نتساءل عن صحة رواية ما، فنحاول اثبات خطأ فكرة ما او اثبات صحتها. (عبيدات، عدس، عبد الحق، 1996، ص70).

  1. الدراسات والابحاث السابقة:

تعد المجلات العملية المحكمة ورسائل الماجستير والدكتوراه مصدراً اساسياً في هذا المجال بما تتضمنه من ابحاث يمكن الرجوع اليها واشتقاق الكثير من الدراسات  البحثية. (محمد، 2011، ص 18).

كثيراً ما يلجأ الطاب في الجامعات او الكليات، والباحثون في مختلف المجالات الى الابحاث والدراسات السابقة، يطلعون عليها، ويناقشونها ويبحثون في نتائجها، من اجل التوصل الى مشكلة ما تثير اهتمامهم، حيث تعتبر هذه الدراسات والابحاث مصدراً هامً يزود الباحثين بمشكلات تستحق الدراسية. (عبيدات،  عدس، عبد الحق، 1996، ص70).

  1. القضايا الاجتماعية:

ان القضايا لاجتماعية التي تواجه الامة تعد مصدراً من مصادر الحصول على مشكلة البحث، وبخاصة تلك الكوارث التي تمثلت بالحروب ما خلفته من اثار مدمرة في نواح مختلفة/ والتي تدفع بالباحثين الى اجراء دراسات بهدف تقصي اثارها على نواحي معينة في حياة الافراد. ( محمد، 2011، ص 18).

  • صياغة المشكلة:
  • هناك طريقتان لصياغة المشكلة هما:
  • ان تصاغ المكلة بعبارة لفظية تقديرية فاذا اراد الباحث ما ان يبحث في العلاقة بين متغيرين مثل الذكاء او التحصيل الدراسي فانه يكتب مشكلته بالعبارة التقديرية التالية:

((علاقة الذكاء بالتحصيل الدراسي))

ان هذه العبارة تحتاج الى مزيد من التحديد ولذلك تصاغ بطريقة اخرى كما في العبارة التالية:

(( علاقة الذكاء بالتحصيل الدراسي لدى طلاب المرحلة الابتدائية)).

  • يفضل معظم العاملين في ميدان البحث العلمي ان تصاغ المشكلة بسؤال او بأكثر من سؤلين، وبهذا يمكن صياغة المشكلة السابقة بالسؤال التالي:

(( ما اثر الذكاء على التحصيل الدراسي  لطلاب المرحلة الابتدائية))

 ان صياغة المشكلة في سؤال تبرز بوضوح العاقة بين المتغيرين الاساسين في الدراسة، وهذه الصياغة تعني ان جواب السؤال هو الغرض من البحث  العلمي ولذلك تساعدنا هذه الصياغة في تحديد الهدف الرئيسي للبحث. ( عبيدات، عدس، عبد الحق، 1996، ص 76).

م/ القراءات الاستطلاعية

  • مصادر المعلومات والدراسات السابقة

يتوفر للباحث ايجاد العديد من مصادر المعلومات التي تساعده في اعداد خطة البحث وكتابة تقريره والاطلاع على العديد من عناصر البحث كالاطار النظري، والدارسات السابقة، وأدوات القياس، والتصاميم البحثية والاجراءات الاحصائية وغيرها. وهناك ثلاث مصادر معروفة في جمع المعلومات بشكل عام، والحصول على الدراسات السابقة بشكل خاص وهي

اولاً: المراجع العامة(General References)

  • وهي المراجع التي قد يبدا بها الباحث لتزويده بمصادر المعلومات ذات العلاقة بمشكلة الدراسة مثل الكتب والمقالات والمواد التربوية والفهارس والملخصات والكشافات، وتهدف هذه المصادر الى تزويد الباحث بالمعرفة العلمية الاولية حول موضوع بحثه او اهتمامه المبدئي حيث هذا ما يسميه البعض القراءات الاستطلاعية، وتساعد القراءات الاستطلاعية او العامة على التأكد من اهمية موضوع البحث في الدراسة المراد اجراءها والتعرف على حجم المعرفة والبحث المتوفر فيها مما يساعد الباحث على اتخاذ القرار المناسب  حول الاستمرار في بحثه او التوقف والبحث عن موضوع اخر او تعديله.

ثانيا: المصادر الاولية(Primary sources )

  • وتتمثل في البيانات والبحوث الاصلية والتي يشرف عليها الباحثون انفسهم، ويقومون بجمع البيانات وتحليها وكتابة تقرير البحث وتتميز هذه المصادر بانها اكثر دقة وموضوعية من غيرها كما انها مباشرة و اصلية حيث لا يتدخل فيها وسيط او جهة معينة ولا يتم نشرها وتوثيقها الا بعد اطلاع الباحث وموافقته على محتويات البحث.

ثالثا: المصادر الثانوية (Secondary Sources)

وهي مصادر تنقل المعلومات عن المصادر الاولية مثل:

  • الكتب المتخصصة:

تحتوي العديد من الكتب العلمية معلومات ونتائج بحوث مستقاة من المصادر الاولية.

  • الموسوعات ودوائر المعرفة:

هناك العديد من الموسوعات التربوية والانسانية والاجتماعية التي تقدم معلومات مفيدة للباحث منها ما يزيد عن 100 موسوعة الكترونية ( المتيزل، العتوم، سنة 2009).

صياغة الفروض

ان الصياغة الجيدة للفرضيات تعتبر خطوة اولى على طريق الدراسة الفعالة للمشكلة. فالفرضيات هي الادوات العاملة للنظرية التي يمكن اختيارها والتأكد من معقوليتها. وهي ادوات قوية لتقدم المعرفة لكونها خاضعة لعملية التجريب. كما ان الفرضية الجدية تعلب دوراً في توجيه البحث انطلاقاً من ان العلاقات التي تتضمنها الفرضية تخبر الباحث ما الذي  عليه عمله، وهي جسر بين النظرية والمنهجية التجريبية. (عليان، غنيم، 2010م).

م/ صياغة الفروض

لكي يتمكن الباحث من اختيار  الفرضيات بأسلوب علمي ودقيق، فانه لابد من صياغة فرضيات الدراسة وفق اسس وقواعد تساعد على ذلك، ومن اهم هذه الاسس ما يأتي:

  • توخي الدقة والوضوح عند صياغة الفرضيات واختصارها بأسلوب لغوي بسيط
  • بفضل صياغة الفرضيات على شكل علاقات بين متغيرات وبشكل يجمعها قابلة للقياس والاختبار.
  • ضرورة ان تصاغ الفريات بما يتلاءم مع كبيعة ومحتوى المشكلة او الظاهرة قيد الدراسة وبشكل يعمل على تفسيرها بناء على هذه الاسس ويمكن صياغة الفرضية بإحدى الطريقتين هما/
  • طريقة الاثبات

وتفرض الفرضيات في مثل هذه الحالة بالفرضيات المباشرة وتصاغ على شكل يؤكد وجود علاقة سالبة او موجبة بين متغيرين او اكثر.

امثلة: يوجد فرق بين اداء طلبة التوجيهي العلمي وطلبة التوجيهي الادبي في مادة مبادئ الاحصاء.

  • طريقة النفي:

تعرف الفرضيات في هذه الحالة بالفرضيات الصفرية وتصاغ بأسلوب ينفي وجود علاقة بين متغيرين او اكثر.

امثلة: لا يوجد فرق ذو دلالة احصائية بين تحصيل الطلبة وتحصيل الطالبات في مقرر مبادئ الرياضات. (عليان، غنيم 2010م، ص 126- 127).

اهميتها:

  1. انها القاعدة الاساسية لتحديد ابعاد البحث والتي يعتمد عليها الباحث في تفاسيره وتحاليله العلمية، والتي يبنى عليها البحث بشكله النهائي.
  2. تعتبر الفروض المرشد الاساسي للباحث تجاه المنهج الذي يمكن ان يختاره ويساعده على تحقيق اهدافه.
  3. تعبر الفروض عن وضوح البحث في ذهن الباحث، وقدرته على صياغة وتبيانه للأخرين.
  4. تشكل الفروض وحدة البحث وترابطه العلمي والمنطقي وعدم تشتته وتناثر مكوناته ومعطياته.
  5. تبين الفروض اتجاهات البحث والباحث والتي تتضح بشكل نهائي عند اتمام البحث بصورته الشاملة.
  6. تربط الفروض المبادئ بالأهداف، من خلال ربطها المعطيات بالنتائج .
  7. تستوعب فلسفة البحث وتحقق اهدافه. ( عقيل، 1999، ص 43).

وللفروض اهمية كبيرة، في الت يتوجه الباحث الى الباحث الى نوع الحقائق التي يبحث عنها بدلا من تشتيت جهوده  دون غرض محدد، كما انها تساعد على الكشف عن العلاقات الثابتة بين الظواهر. (مسعد، 2000، ص20).

م/ مصادر الفرضية

  • مصادر اشتقاق الفرضيات

يستطيع الباحث اشتقاق وصياغة فرضياته من مصادر عديدة اهمها:

أ.المعرفة الشخصية الواسعة للباحث ومدى قدرته على التخيل وتجميع وربط الافكار مع بعضها البعض في انماط تفسيرية معقولة.

ب. الملاحظة والتجربة والخبرة العلمية خصوصاً فيما يتعلق بالمشكلة او الظاهرة المدروسة

ج. الدراسات السابقة حول المشكلة او الظاهرة قيد الدراسة

م/ مكونات الفرضية:

الفرضية عادة ما تكون من المتغير الاول المتغير المستقل والتالي المتغير التابع، والمتغير المستقل لفرضية.

في بحث معين قد تكون متغير تابع في بحث اخر حسب طبيعة البحث والغرض منه.

مثال/ التحصيل الدراسي في المدرسة الثانوية يتأثر بشكل كبير بالتدريس  الخصوصي خارج المدرسة.

المتغير المستقل ( التدريس الخصوصي)

المتغير التابع ( التحصيل الدراسي) المتأثر بالتدريس الخصوصي

م/ شروط صياغة الفرضية:

  • معقولية الفرضية وانسجامها مع الحقائق العلمية المعروفة اي لا تكون خيالية او متناقض معها.
  • صياغة الفرضية على تفسير الظاهرة وتقديم حل للمشكلة
  • ان تتسم الفرضية بالإيجاز والوضوح في الصياغة واستخدام الفاظ سهلة حتى يسهل فهمها.
  • قد تكون هناك فرضية رئيسية للبحث او قد يعتمد الباحث على مبدأ الفروض المتعددة (عدد محدود) على ان تكون غير متناقضة او مكملة لبعضها.
  • ان تكون بعيدة عن احتمالات التحيز الشخصي للباحث.

انواع الفرضيات:

تشير المصادر العلمية الى ان فرضيات البحث نوعان:

  1. الفرضية الصفرية: وهي الفرضية التي تنفي وجود الفرق او الاثر. (محمد، 2011،ص20).

يفترض الباحث بان العلاقة بين المتغيرات المدروسة او الفرق (صفراً) او ( اي فرق او مقدار العلاقة ما هو الا مجرد صدفة)، وتنطق المعالجات الاحصائية التي تساعد الباحث على قبول الرفض او عدمه. (العزاوي، 2008، ص42).

تعلن الفرضية الصفرية عدم وجود فرق يتجاوز فروقات الصدفة.واذا وجدنا فرقاً ذا دلالة احصائية\، علينا عندئذ رفض الفرضية الصفرية وفي حال ودنا بان الفروقات هي ضمن حدود الصدفة، نستنتج عدموجود برهان كاف لرفض الفرضية الصفرية. ( مجذوب، 203، 289).

2.الفرضية البديلة:

وهي التي تشير الى وجود الفرق او الاثر، وهي على نوعين:

أ.الفرضيات المتجهة: يلتزم الباحث بهذا النوع من الفرضيات عندما يمتلك اسباباً محددة كأن تكون نظريات او نتائج دراسات سابقة.

ب.الفرضيات غير المتجهة: في حالات معينة تقع بين يدي الباحث بيانات متناقضة كأن يشير      بعضها مثلاً الى ان مستوى القلق لدى الذكور اعلى منه لدى الاناث بينما يشير بعضها الى العكس من هذه النتيجة. ( محمد، 2011، ص20).

يفترض الباحث في الفرضية البديلة بان العلاقة بين المتغيرات المدروسة ليست صفراً اي انه يميل الى جهة ما. ( العزاوي، 2008، ص 42).

وهناك تقسيم اخر للفرضيات:

  1. الفرض المباشر: النوع الايجابي الذي يشير للعلاقة الايجابية بين متغيرين (عنصرين) مثل: يؤثر التلفزيون على المستوى العلمي للطلبة بشكل كبير.

2.الفرض الصغرى: ويعني ان العلاقة بين العنصرين  سلبية مثل:  لا يؤثر التلفزيون على المستوى العلمي للطلبة بشكل كبير. ( القيم، 2012، ص 246).

م/ تصميم خطة البحث

يجب ان تتضمن خطة البحث جزءاً خاصاً بتصميم البحث الذي سوف يعتمد عليه في اجراء الدراسة او البحث حيث يتوقع من الباحث ان يقدم وصفاً لتصميم البحث، وعند اختيار التصميم البحثي على الباحث ا ن يراعي ان ذلك التصميم  سوف يسمح له بالإجابة عن اسئلة الدراسة او باختيار فرضاته، ولعل هذا الجزء من خطة البحث هو الذي يشكل الموضوع الرئيسي لهذا الكتاب. ( الطبش، ابو زينة، 2011، ص65)

  • ويتوقع ان تتضمن خطة البحث العناصر التالية
  • المقدمة
  • ووصف المشكلة
  • اهداف الدراسة واسئلتها وفرضياتها
  • ادوات القياس التي سوف تستخدم في الدراسة
  • عينة الدراسة وكيفية اختيارها
  • تصميم البحث
  • ووصف لعملية جمع البيانات
  • الاجراءات التي سوف تستخدم من اجله تحليل البيانات التي سوف يتم جمعها., ( الطبش، ابو زينة، 2011م، ص 43).

ان الاهمية الاساسية لخطة البحث تمكن في انها توجهللباحث لكي يضع افكاره بشكل مكتوب، وبالتالي يجعلها اكثر قابلية للتقييم والتحسين، فهي تساعد على ان يتجنب الباحث الوقوع بخطأ في مشروع  بحثته، بشكل يقوده الى بذل الجهد  واضاعة ا لوقت دون ان يخرج بنتائج لها مصداقية وموثوقية. ( الطبش، ابو زينة، 2011م، ص 43-44).

م/ كيفية كتابة البحث

يتكون البحث من المكونات الثلاثة الاتية:

أ. الصفحات الابتدائية: وتشمل صفحة العنوان وملخص اللغة العربية وملخص اللغة الانكليزية

ب. النص ( المتن): ويتكون من جميع عناصر البحث الاساسية وهي مقدمة الدراسة او خلفية الدراسة مع مشكلة الدراسة وفرضياتها – مراجعة الادب السابق – الطريقة والاجراءات – النتائج – المناقشة والاستنتاجات والتوصيات.

ج. المراجع والملاحق: وتشمل كافة المراجع التي استعملها  بالإضافة الى الملاحق التي تشمل ادوات الدراسة والبرامج و0والثائق والجداول الاحصائية التفصيلية. (ان وجدت).

اولاً: الصفحات الابتدائية: وتشمل :

  1. صفحة الغلاف(title page): تحتوي صفحة الغلاف على عنوان البحث، والاسم الثلاثي او الرباعي لمقدم – مقدمي البحث، تاريخ تقديم البحث، وعنوان الباحث, المؤسسة التي يعمل بها.
  2. صفحة الملخص العربي والانكليزي: ملخص البحث هو خلاصة المعلومات الموجودة في البحث، ويكتب على هيئة فقرة واحدة تظهر بعد ايراد عنوان البحث ويشتمل الملخص على اهداف البحث، ونوع وحجم عينات الدراسة، ومتغيرات الدراسة، وطرق جمع البيانات، وتلخيص النتائج والاستنتاجات الرئيسية التي توصل اليها الباحث.

ثانيا:المتن (الجسم الرئيسي):

يشتمل هذا الجزء على عناصر البحث الاساسية وهي على الترتيب : مقدمة الدراية او خلفية الدراية – مراجعة ادبيا الدراسات السابقة – الطريقة والاجراءات – النتائج- المناقشة والاستنتاجات والتوصيات.

ثالثا: المراجع والملاحق

  1. قائمة المراجع: لابد من الاشارة هنا الى جميع المراجع التي تم الاستعانة بها في كتابة مع مراعاة القواعد التي سوف يتم الاشارة لها لاحقاً.
  2. الملاحق: تحتوي على تفصيلات ومواد لا يتسع لها متن البحث حيث يمكن وضعها في ملحق في نهاية البحث وبعد قائمة المراجع شريطة عدم التكرار مع المتن. وقد لا تسمح بعض الدوريات بنشر الملاحق بينما تصر بعضها الاخر على ضرورة ارفاقها مع البحث.

م/ كيفية كتابة المصادر

  • تعتمد جميع الدوريات والمجلات التربوية وكذلك المثمرات العلمية التربوية أسلوب التوثيق المعتمد على دليل المؤسسة الامريكية لعلم النفس (APA) وفق الطبعة الخامسة المتوفرة الياً. وهذا النظام العالمي اصبح اكثر الانظمة العالمية انتشاراً وفي جميع التخصصات وليس التخصصات التربوية والنفسية فقط وفيما يلي عرض لنظام لتوثيق في متن البحث والمراجع وخطواته:

اولا: نظام التوثيق في متن الحث:

تقتضي الامانة العلمية الاشارة الى جميع المصادر التي تم الاستعانة بها خلال كتابة البحث واعداده. ويتم التوثيق في متن النص من خلال ذكر الاسم الاخير للمؤلف وسنة ا لنشر فقط. اما باقي المعلومات حول المصدر فهي مدونة في قائمة المراجع. ووهناك شكلان للتوثيق في النص:

  1. التوثيق في بداية الجملة: يكتب الاسم الاخير للمؤلف ( المؤلفين) ثم سنة النشر بين قوسين في بداية الجملة.
  2. التوثيق في نهاية الجملة: يكتب الاسم الاخير للمؤلف ( المؤلفين) ثم سنة النشر بين قوسين في نهاية الجلمة.

ثانيا: التوثيق في قائمة المراجع: يهدف التوثيق في قائمة المراجع الى توفير معلومات  حول المراجع التي استخدمها الباحث، وتسمح  للأخرين بالوصول الى هذه المراجع  بسهولة ويسر، ولا يجوز ان يوثق في قائمة المراجع اية مصادر او مراجع لم يستخدمها الباحث او لم ترد في متن البحث.

  • خطوات التوثيق:

أ. توثيق الكتب: يتم توثيق الكتب كما يلي:

  1. اسم المؤلف او المؤلفين يبدا باسم العائلة للمؤلف الاول، ثم فاصلة، ثم الاسم الاول او الاحرف الاولى من الاسم الاول والثاني لنفس المؤلف، اذا اكن معروفاً، ويتبع ذلك اسم المؤلف الثانين والثالث، وبقية الاسماء بنفس الطريقة، يفصل بين اسماء المؤلفين بحرف واو في حال المراجع يليها نقطة.
  2. 2. سنة النشر بالأرقام العربية ( بين قوسين) ويتبع السنة نقطة.
  3. عنوان الكتاب: يكتب العنوان كاملا كما هو وارد ودون اية اختصارات. ويكتب بشكل مائل Italic، ويتبع عنوان الكتاب نقطة.

مكان النشر ثم نقطتان ثم اسم الناشر يتبعه نقطة.

x