الإعاقة السمعية تعريف وخصائص

الإعاقة السمعية : Hearing Impairment مفهوم الإعاقة السمعية :
يذهب كل من يسلديك والجوزينYsseldyke&Algozzine ( 1995 ) إلى أن الإعاقة السمعية تعنى القصور في السمع بصفه دائمة أو غير مستقره والذي يؤثر بشكل سلبي على الأداء التعليمي للطفل 0
( Ysseldyke&Algozzine , 1995 : 384 )

وتعرف عبيد ( 2000 ) الإعاقة السمعية بأنها تعنى حرمان الطفل من حاسة السمع إلى درجة تجعل الكلام المنطوق ثقيل السمع بدون أو باستخدام المعينات, وتشمل الإعاقة السمعية الأطفال الصم وضعاف السمع( ماجدة عبيد, 2000 : 33 (
ويوضح عبد الحي ( 2001 ) أن الإعاقة السمعية مصطلح يعنى تلك الحالة التي يعانى منها الفرد نتيجة عوامل وراثية أو خلقية أو بيئية مكتسبة من قصور سمعي يترتب عليه آثار اجتماعية أو نفسية أو الاثنتين معاً, وتحول بينه وبين تعلم وأداء بعض الأعمال والأنشطة الاجتماعية التي يؤديها الفرد العادي بدرجه كافيه من المهارات, وقد يكون القصور السمعي جزئياً أو كلياً, شديداً أو متوسطاً أو ضعيفاً, وقد يكون مؤقتا ً أو دائماً, وقد يكون متزايداً أو متناقصاً أو مرحلياً ( محمد عبد الحى , 2001 : 31 .)

مصطلح القصور السمعي (Hearing impairment ) من المصطلحات العامة التي استخدمت لتميز أي فرد يعاني من فقدان السمع بغض النظر عن درجة القصور السمعي التي يعاني منها وفي إطار هذا المصطلح العام يتـم التميز بين فئتين رئيسيتين هما : الصـم ( Deaf ) وضعاف السماع ( Hard of hearing ) . على أن المحك المستخدم للتميز بين الفئتين يتوقف على نوع التوجيه المهني الذي ينتمي إليه أحد الأخصائيين أو الآخر ، والذي غالباً ما يكون توجيها فسيولوجيا أو توجيها تربويا .

المنظور الفسيولوجي :
يكن المنظور الفسيولوجي في مجال علم السمع ( audiology ) وهو المجال الذي يهتم بدراسة السمع ما كان منه عاديا أو منحرفا . يركز علم السمع على قياس فقدان السمع في إطار حساسية الفرد لسماع إرتفاعات الأصوات على ذبذبات مختلفة . وقياس مدى الحساسية بالديسبل ( Deciblel ) وهو وحدة قابلة قياس شدة الصوت ، وكلما إرتفع الصوت إزدادت شدته . على سبيل المثال ، الصوت الصادر عن طلقة البندقية أعلى في شدته من الصوت الصادر عن الهمس ، ويعبر عنه عادة في عدد أكبر من الديسبل .
الأشخاص المصابون بضعف السمع توجد لديهم درجات من السمع تتضمن درجات من القصور إلا أن السمع يظل يؤدي بعض الوظائف . أما الأشخاص الصم فتكون لديهم درجات من السمع غير الوظيفي – ( non functioal ) أحد الاعتبارات المميزة الأخرى بين الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع بدرجة شديدة أو حادة يقوم على الزمن الذي يحدث فيه فقدان السمع . فالصمم الولادي يضم الأشخاص الذين يولدون وهم فاقدون للسمع ، أما عندما يولد الفرد بدرجة عادية من السمع ثم يصبح أصما بعد ذلك نتيجة للإصابة في حادثة أو نتيجة للصدمات والرضوض أو الأمراض فإنه في هذه الحالة يصبح مصاباً بالصمم المكتسب .

يركز المنظور التربوي على العلاقة بين فقدان السمع وبين نمو الكلام واللغة . وفي حين أن زمن الاصابة بالقصور السمعي يعتبر عاملا من العوامل الحرجة من وجهة النظر التعليمية ، فإن المربين يفضلون أن تحل محل مصطلحات الصمم الولادي والصمم المكتسب مصطلحات أخرى مثل ما قبل اللغة وما بعد تعلمها.
الصمم قبل تعلم اللغة ( pelingual ) هو ذلك النوع الذي يوجد عند الميلاد أو الذي يحدث قبل نمو الكلام واللغة .
أما الصمم بعد تعلم اللغة (postlingual ) فيشير إلى فقدان السمع الذي يحدث بعد أن يكون الفرد قد تعلم الكلام واللغة . وبالإضافة إلى التركيز على تنمية وتطوير الدرجة المتبقية من السمع لدى الطفل المعوق سمعياً ، يؤكد المربون على أهمية التعرف المبكر والتدخل المبكر والاستخدام الملائم لأجهزة تكبير الصوت والاستراتيجيات التعليمية الخاصة .

من المنظور التربوي يشير الصم إلى أولئك الأطفال الذين تكون قنوات السمع لديهم قد أصيبت بالتلف بما يعوق النمو السمعي وفهم الكلام واللغة واستيعابها سواء باستخدام أجهزة تكبير الصوت أو بدون هذا الاستخدام أما الطفل ضعيف السمع الأصوات – مهما كانت محدودة – ويستخدم القنوات السمعية لتطوير مهارات التواصل .
تعريف الأصم( المعوق سمعيا) : هو الفرد الذي يعاني من فقدان سمعي يصل إلى أكثر من (70(dbدسبيل مما يحول دون تمكنه من المعالجة الناجحة للمعلومات اللغوية من خلال جهاز السمع وحده ،سواء باستخدام السماعات أو بدونها وتتكون هذه المجموعة من فئتين:

أ: الأصم قبل مرحلة اكتسابه اللغة :وتشمل كل حالات الفقدان السمعي عند الفرد منذ الولادة أو في السنوات الثلاث الأولى إلى السنوات الخمس من العمر أي قبل مرحلة اكتساب اللغة .

ب: الأصم بعد مرحلة اكتسابه اللغة : وتشمل كل حالات الأفراد الذين يولدون بدرجة عادية من السمع ثم تفقد حاسة السمع لديهم بعد اكتسابهم اللغة والكلام أي بعد سن 5 سنوات .

ضعيف السمع :هو الفرد الذي لا تفقد حاسة السمع لديه وظيفتها بالكامل مما يساعده على القيام بمعالجات ناجحة للمعلومات اللغوية ويتراوح مدى الفقدان السمعي لديه مابين (35و 69db (دسبيل من خلال حاسة السمع سواء باستخدام المعينات السمعية أو بدونها بغض النظر إذا كان الضعف منذ الولادة أو بعده .
تعريف اخر
الأصم : هو الفرد الذي يعاني من عجز سمعي إلى درجة فقدان سمعي ( 70 ديسبل فأقل ) تحول دون اعتماده على حاسة السمع في فهم الكلام سواء باستخدام المعينات السماعات أو بدونها .

– ضعيف السمع :هو الفرد الذي يعاني من فقدان سمعي إلى درجة فقدان سمعي ( 35 – 69 ديسبل ) تجعله يواجه صعوبة في فهم الكلام بالاعتماد على حاسة السمع فقط سواء باستخدام السماعات أو بدونها .

التمييز بين مفهوم الأصم Deaf, وضعيف السمع Hard of Hearing, كما يلي:

يوضح القريطى ( 2001 ) أن الأطفال الصم هم أولئك الذين لا يمكنهم الانتفاع بحاسة السمع في أغراض الحياة العادية سواء من ولد منهم فاقدين السمع تماما ً, أو بدرجه أعجزتهم عن الاعتماد على آذانهم في فهم الكلام وتعلم اللغة, أو من أصيبوا بالصمم في طفولتهم المبكرة قبل أن يكتسبوا الكلام واللغة, أو من أصيبوا بفقدان السمع بعد تعلمهم الكلام واللغة مباشرة لدرجة أن آثار هذا التعلم قد تلاشت تماماً, مما يترتب علية في جميع الأحوال افتقاد المقدرة على الكلام وتعلم اللغة ( عبد المطلب القريطى( 2001 : 312

أما عن مفهوم ضعيف السمع, فيذهب  يونس وحنوره ( 1990 ) إلى أن الطفل ضعيف السمع هو الذي لديه تلف في السمع, وعلى الرغم من تخلفه السمعي فإنه يمضى وفقاً للنمط العادي والذي يحتاج من أجل تربيته ترتيبات خاصة أو تسهيلات معينه على الرغم من عدم الحاجة إلى كل الطرق التي تستخدم مع الأطفال ذوى الصمم الكلى ( أحمد يونس ومصري حنوره, 1990: 72 ) 0
ويعرف السرطاوى ( 1991 ) ضعيف السمع بأنه ذلك الشخص الذي يعانى من نقص في حاسة السمع بدرجه تجعل من الضروري استخدام أجهزة أو أدوات مساعدة حتى يتمكن من فهم الكلام المسموع ( زيدان السرطاوى, 1991: 309 ) 0
ويذكر كل من يسلديك والجوزينYsseldyke&Aklgozzine ( 1995 ) أن ضعيف السمع هو الفرد الذي يعجز سمعة لدرجة تبلغ عادة ( 35 إلى 69 ديسيبل ), مما يجعل من الصعب علية بدرجة لا تعوقه عن فهم الكلام عبر الأذن فقط سواء باستخدام معين سمعي أو بدونه ( Ysseldyke&Agozzine , 1995 : 385 ) 0

وترى  عبيد ( 2000 ) أن الطفل ضعيف السمع هو الذي فقد جزءاً من قدرته على السمع بعد أن تكونت عنده مهارة الكلام والقدرة على فهم اللغة وحافظ على قدرته على الكلام, وقد يحتاج هذا الطفل إلى وسائل سمعية معينة ( ماجدة عبيد, 2000: 33 ) 0
ويشير القريطى ( 2001 ) إلى أن ضعاف السمع هم أولئك الذين لديهم قصور سمعي أو بقايا سمع, ومع ذلك فإن حاسة السمع لديهم تؤدى وظائفها بدرجة ما, ويمكنهم تعلم الكلام واللغة سواء باستخدام المعينات السمعية أو بدونها ( عبد المطلب القريطى, 2001: 312(

وفى ضوء ما سبق يتضح, أن الأصم هو الشخص الذي يعانى من فقدان حاسة السمع بدرجة تعوقه عن التواصل مع الآخرين إلا باستخدام طرق خاصة اعتماداً على حاسة الأبصار, في حين أن ضعيف السمع يعانى من عجز جزئي في حاسة السمع فلديه بقايا سمعية تؤهلة للتفاعل مع الآخرين عبر وسائل معينه أي باستخدام المعينات السمعية للحفاظ على ما لديه من بقايا سمعية.

تصنيفات الاعاقة السمعية

تنقسم تصنيفات الإعاقة السمعية إلى وجهات نظر متعددة: طبية، وفسيولوجية، وتربويـة، وهـي كلها وجهات نظر مكملة لبعضها البعض، والاهتمام بهذه التصنيفات يرجع إلى أهمية تحديـد مـدى الإعاقة وأسبابها مما يسهل توفير البرامج التعليمية التي تناسب درجة الإعاقة، وبالتالي يمكن تنـاول التصنيفات الآتية:

أ- التصنيف الطبي:

يقوم هذا التصنيف على تحديد الجزء المصاب من الجهاز السمعي المسـبب للإعاقـة السـمعية، ووفقاً للمجال الطبي يتم تصنيف الإعاقة السمعية إلى الفئات الآتية:

 1- الفقدان السمعي التوصيلي( Conductive Hearing Loss ): ويشير إلـى الإعاقـة السمعية الناتجة عن خلل في الأذن الخارجية أو الأذن الوسـطى، علـى نحـو يحـول دون وصول الموجات الصوتية بشكل طبيعي إلى الأذن الداخلية، وبوجه عام فإن فقدان السـمع لا يتجاوز(٦٠) ديسبل ،وغالباَ ما يأتي العلاج الطبي أو الجراحي بنتـائج ايجابية في علاج هذه الحالة.

٢- الفقدان السمعي الحس عصبي( Sensorineural Hearing Loss): ويشـير إلـى الإعاقة السمعية الناجمة عن تلف في القوقعة بالأذن الداخلية أو في العصب السمعي أي عـن تلف في المستقبلات الحسية بالأذن الداخلية أو في المسارات العصبية للعصب السمعي إلـى المخ أو في مركز السمع بالمخ ويعتبر هذا النوع من الصمم من النوع الدائم وقد يكون ولادياً أو مكتسباً وقد لا يفيد التدخل الطبي أو العلاجي مع هذه الحالات.

٣- الفقدان السمعي المركب أو المختلط (Mixed Hearing Loss ): يعتبر فقـدان السـمع مركباً أو مختلطاً إذا ما حدث تداخل بين تلك الأسباب التي يمكن أن تؤدي إليه لتجمع بـذلك بين النوعين السابقين من فقد السمع أي التوصيلي والحس عصبي، وهو الأمر الـذي يجعـل من الصعب علاج هذه الحالة

٤- الفقدان السمعي المركزي( Central Hearing Loss): وفيه يحدث تفسير خاطئ لمـا يسمعه الإنسان بالرغم من أن حاسة السمع ذاتها قد تكون طبيعية. فالمشكلة ترتبط بتوصـيل السيالات العصبية من جذع الدماغ إلى القشرة السمعية الموجودة في الفص الصـدغي فـي الدماغ وذلك نتيجة الأورام أو أي تلف دماغي آخر. وفي هذا النوع تكون المعينات السـمعية ذات فائدة محدودة.

ب- التصنيف الفسيولوجي(الوظيفي) :

تصنف الإعاقة السمعية وفق هذا البعد إلى أربع فئات حسب درجة الخسارة السمعية التـي تقاس بوحدات تسمى ديسبل db)Decibels) وأشار بعض الباحثين إلـى تصـنيف ليبورتـا  (Laporta, et al. 1978) وزملائها كما يلي :

١- الإعاقة السمعية البسيطة Mild وتتراوح درجة الفقدان السـمعي بـين(٤٠ -٢٠) ديسـبل: ويجد هؤلاء الأطفال صعوبة في سماع الأصوات البعيدة والمنخفضة، كما يجـدون صـعوبة في فهم الموضوعات الأدبية اللغوية.

٢- الإعاقة السمعية المتوسطةModerate وتتراوح درجة الفقدان السـمعي بـين(٧٠ -٤٠) ديسبل ويستطيع هؤلاء الأطفال فهم كلام الحوار من مسافة( ٥-٣) أقدام( وجهاً لوجه).

٣- الإعاقة السمعية الشديدة Severe وتتراوح درجة الفقدان السمعي بين(٩٠-٧٠) ديسبل : وهنا قد يسمع الطفل الأصوات العالية التي قد تكون على بعد مسافة قدم واحد من الأذن، وقد يستطيع تمييز الأصوات وليس كل الأصوات الساكنة، ويلاحظ عليهم خلل في اللغة والكـلام ولن ينمو الكلام واللغة تلقائياً إذا كان فقد السمع قبل السنة الأولى من العمر.

٤- الإعاقة السمعية الشديدة جداً Profoundly وهنا تزيـد درجـة الفقـدان السـمعي عـن ٩٠ ديسبل : قد يسمع  الطفل الأصـوات العاليـة ولكـن لا يعـي التـرددات بـل يشـعر بالنغمـات فقـط، ويعتمـد علـى الرؤيـة أكثـر مـن السـمع فـي عمليـة التواصـل.

جـ – التصنيف حسب العمر عند الإصابة:

تصنف الإعاقة السمعية تبعاً للعمر عند حدوث الإعاقة السمعية إلى إعاقة سمعية قبل تعلـم اللغة وإعاقة سمعية بعد تعلم اللغة ويمكن توضيح ذلك بما يلي:

١- الصمم قبل اللغوي (Prelingual Deafness):

في هذا النوع تحدث الإعاقة السمعية مبكراً وقبل تطور الكلام واللغة. وقد يكـون هـذا النوع من الصمم ولادياً أو مكتسباً في مرحلة عمرية مبكرة، بعبـارة أخـرى إن المشـكلة الأساسية لدى هؤلاء الأطفال أنهم لا يستطيعون اكتساب الكلام واللغة بطريقة طبيعية، فعـدم مقدرة الطفل الأصم على سمع الكلام تعني عدم القدرة على تقليد كـلام الآخـرين أو علـى مراقبة كلامه ولذلك فإنه يحتاج إلى أن يتعلم اللغة بصرياً (إما بطريقة الشفاه أو بقراءة المادة المكتوبة) ولكن قراءة الشفاه غير ممكنة دون معرفة اللغة المنطوقة، وذلك يعنـي أن الطفـل مرغم على تعلم الكلمات المكتوبة.

٢- الصمم بعد اللغوي (Postlingual Deafness):

يوضح (Denmark,1981) أنه إذا حدث الصمم بعد أن تكـون المهـارات الكلاميـة واللغوية قد تطورت فهو يعرف بالصمم بعد اللغوي، والصمم بعد اللغوي قد يحدث فجـأة أو تدريجياً على مدى فترة زمنية طويلة، وغالباً ما يسمى هذا النوع بالصـمم المكتسـب، وقـد يحدث في الطفولة بعد تطور اللغة عند عمر الخامسة أو أي مرحلة عمرية لاحقـة. وتعتمـد تأثيرات الصمم بعد اللغوي على عدة عوامل من أهمها شدة الصمم وسرعة حدوثه وشخصية الفرد وذكائه ونمط حياته. وتصنف الإعاقة السمعية أيضاً حسب معيار العمر إلى:

١- إعاقة سمعية ولادية: وهؤلاء الأطفال يكون لديهم ضعف سمعي منذ لحظة الولادة فهـم لن يستطيعوا تعلم الكلام تلقائياً.

٢- إعاقة سمعية مكتسبة: وهؤلاء الأطفال يحدث لديهم الضعف السمعي بعد الولادة، وفـي هذه الحالة قد يبدأ الأطفال بفقدان القدرة اللغوية التي تكون قد تطورت لديهم إذا لم تقـدم لهم خدمات تأهيلية خاصة.

د- التصنيف التربوي:

يركز التصنيف التربوي على العلاقة بين فقدان السمع وبين نمو الكـلام واللغـة، ويميـز التربويون بين فئتين من المعوقين سمعياً كالآتي:

١- الصمDeaf : يعرف الأصم بأنه من فقد القدرة على السمع إلى درجة تعوقه عن فهم الحديث من خلال الأذن سواء باستعمال أو بدون استعمال المعين السمعي، وتجعله يعتمد علـى بصره في  اللغة والتواصل.

٢- ثقيلو السمع (ضعاف السمع) Hard of Hearing : ويعرف ضعاف السمع بأنهم أولئك الذين يكون لديهم قصـور سـمعي أو بقايا سمع Residual Hearing، ومع ذلك فإن حاسة السمع لديهم تؤدي وظائفها بدرجة مـا، ويمكنهم تعلم الكلام واللغة سواء باستخدام المعينات السمعية أم بدونها.

وبوجه عام ومهما كانت تصنيفات الإعاقة السمعية، ومهما اختلفت مسمياتها ومجالاتها سواء في الجانب الوظيفي أو الطبي أو التربوي أو العمري، إلا أنها تشترك جميعها في تفسـير مـدى تـأثير الفقدان السمعي على حياة الفرد المعاق سمعياً وإعاقته عن التواصل مـع الآخـرين وحرمانـه مـن الاستفادة من وظيفة حاسة السمع، وبالتالي فإن هذا الفقدان يمنع المعاق سمعياً من فهم كلام الآخـرين ومحادثاتهم، وقد يولد لديه مشاعر الإحباط والعزلة، الأمر الذي قد يقوده إلـى الشـعور بـالاغتراب النفسي سواء عن ذاته أو عن مجتمعه من الصم أو من العاديين.

الخصائص المعاقين سمعياً

يمثل الأفراد المعاقين سمعياً فئات غير متجانسة فكل فرد لـه خصـائص تميـزه عـن غيـره ولذلك فإن الإعاقة السمعية لا يكون لهـا نفـس التـأثير علـى جميـع الأفـراد المعـاقين سـمعياً وذلك لوجود عدد من الأسباب منها: مقدار الفقـدان السـمعي، العمـر عنـد الإصـابة بالإعاقـة، مدى الاستفادة من القدرات السمعية المتبقية، لـذلك فـإن الباحـث يـورد عـدد مـن الخصـائص المشتركة التي تجمع بين المعاقين سمعياً كالأتي:

أ- الخصائص اللغوية Lingual Characteristics:

لا شك في أن النمو اللغوي هو أكثر مظاهر النمو تأثراً بالإعاقة السمعية. فالإعاقة السمعية تؤثر سلبياً على جميع جوانب النمو اللغوي،  ومن تلك الآثار السلبية على النمو اللغوي: عدم تلقي الطفل المعاق سمعياً لأي تعزيز سمعي عندما يصدر أي صوت من الأصوات، كما أنه لا يستطيع سماع كلام الكبار كي يقلده وبالتالي فهو محروم من معرفة نتائج أو ردود أفعال الآخرين نحو ما يصدره من أصوات.

وتتصف لغة المعاقين سمعياً بالفقر البالغ قياساً بلغة الآخرين ممن لا يعانون من هـذه الإعاقـة، وتكون ذخيرتهم اللغوية محدودة وألفاظهم تدور حول الملموس، وتتصف جملهم بالقصـر والتعقيـد علاوة على بطء كلامهم واتصافه بالنبرة غير العادية، فالطفل السامع فـي الخامسة من عمره يعرف ما يزيد عن (٢٠٠٠) كلمة، أما الطفل الأصم لا يعرف أكثر مـن (٢٠٠) كلمة، وبدون تعليم لغوي منظم للطفل الأصم لا يعرف أكثر من (٢٥) كلمة فقط، وبذلك فأن الخصائص اللغوية تختلف من فرد لآخر، وهناك علاقة طردية بين النمو اللغوي للمعاق سمعياً وبين درجة الإعاقة، فكلما زادت درجة الإعاقة السمعية زادت المشكلات اللغوية لدى المعاقين سمعياً، الأمر الذي يجعل من الصعب على الوالدين فهم المعاق سمعياً وما يريد إيصاله من معنى بسهولة ويسر، وبالتالي قد تسوء المعاملة الوالدية له الأمر الذي يؤدي إلى شعوره بالاغتراب النفسي نتيجة لعدم فهمه وتعرضه لأساليب والديه غير سوية.

ب- الخصائص المعرفية Cognitive Characteristics:

تباينت الآراء ونتائج الدراسات حول أثر الإعاقة السمعية على القدرات المعرفية للأفراد المعاقين سمعياً مقارنة بعادي السمع، فقد أشارت بعض البحوث إلى أن النمـو المعرفـي لا يـرتبط باللغـة بالضرورة ولذلك فهم يؤكدون أن المفاهيم المتصلة باللغة هي وحدها الضعيفة لدى المعوقين سـمعياً، ويعزو هؤلاء اختلاف المعاقين سمعياً على العاديين في اختبارات الذكاء إلى عدم توافر طرق فعالـة لتعليم المعاقين سمعياً، بينما أشار البعض الأخر إلى ارتباط القـدرة العقليـة بالقدرة اللغوية، وبما أن الإعاقة السمعية تؤثر بشكل كبير على القدرات اللغوية فليس من المسـتغرب أن نلاحظ تدني أداء المعاقين سمعياً على اختبارات الذكاء وذلك لتشبع هـذه الاختبـارات بالناحيـة اللفظية.

والجدير بالذكر وجود فروق في القدرات المعرفية بين المعاقين سمعياً والعاديين، فيعزو المخلافي (٢٠٠٥) هذه الفروق في القدرات المعرفية بينهم إلى الفارق الزمني، فما قد يتعلمه عادي السمع خلال ساعة قد يتعلمه المعاق سمعياً خلال ساعتين، ويضيف أن الطفل المعاق سمعياً لا يتعرض إلى ما يتعرض له الطفل العادي من رعاية وخدمات، ففاقد الشيء لا يعطيه، بالإضافة إلى ضعف كفاءة القائمين على تطبيق اختبارات الذكاء في عملية التواصل مع المعاقين سمعياً، وعدم ملائمة هذه الاختبارات لقياس ذكاء المعاقين سمعياً.

على أية حال، فيما يتعلق باختلاف الآراء حول تأثير الإعاقة السمعية علـى القـدرات المعرفيـة للمعوقين من حيث ارتباطها بالجانب اللغوي أو عدم ارتباطها، فإن الباحث يرى أن الإعاقة السـمعية تؤثر في أي حال من الأحوال على القدرات المعرفية سواء اعتمدت القدرات المعرفية على اللغـة أم لا، وما يهم هو هذا التأثير الذي ينبغي أخذه بعين الاعتبار عند التعامل مع المعاقين سمعياً سواء مـن حيث تدريبهم أو تعليمهم أو تأهيلهم، وبالتالي التقليل من حدة شعورهم بالعزلة الاجتماعية والاغتراب النفسي.

جـ- الخصائص الأكاديمية Academic Characteristics:

بالرغم من أن ذكاء الطلاب المعوقين سمعياً ليس منخفضاً إلا أن تحصيلهم العملي عموماً منخفض بشكل ملحوظ عن تحصيل الطلاب العاديين، فغالباً ما يعاني هؤلاء الطلاب- وبخاصة الصم منهم- من مستويات مختلفة من التأخر أو التخلف في التحصيل الأكاديمي عموماً وبوجه خاص في التحصيل القرائي، والفارق التعليمي بين ذوي الضعف السمعي وذوي السمع

العادي يتسع مع التقدم العلمي، وبذلك فإن تحصيل المعاقين سمعياً يأتي ضعيفاً، حيث يتناسب ضعف تحصيلهم الأكاديمي طردياً مع ازدياد المتطلبات اللغوية ومستوى تعقيدها ويزداد الطين بله بازدياد عدم فاعلية أساليب التدريس حيث أشارت بعض الدراسات بأن (٥٠%) من أفراد هذه الفئة ممن هم في سن العشرين كان مستوى قراءاتهم تقاس بمستوى قراءة طلاب الصف الرابع الأساسي، وأن (١٥%) كانوا بمستوى الصف الثامن من التعليم الأساسي.

د- الخصائص الاجتماعية والنفسية Social and psychological Characteristics:

إن افتقار الفرد في أي مجتمع من المجتمعات لمهارات التواصـل الاجتمـاعي مـع الآخـرين، وضعف مستوى قدراته وأنماط تنشئته الأسرية يقود إلى عدم بلوغه النضـج الاجتمـاعي المناسـب لعمره الزمني، ولا يستثنى من ذلك الأفراد المعاقين سمعياً، وبما أن المعوقين سمعياً لديهم فقراً في طرق الاتصال الاجتمـاعي فـإنهم يعـانون مـن الخجـل والانسحاب الاجتماعي، ويتصفون بتجاهل مشاعر الآخرين، ويسيئون فهـم تصـرفاتهم، ويتصـفون بالأنانية، كما يتأثر مفهومهم عن ذواتهم بهذه الإعاقة، ومن أهم خصائصهم النفسـية عـدم تـوافقهم النفسي وعدم الاستقرار العاطفي. ويتصف هؤلاء بالإذعان للآخرين، والاكتئاب، والقلق، والتهـور، وقلة توكيد الذات، والشك في الآخرين، والسلبية والتناقض، والدونيـة ونقـص الثقة وسوء التوافق الانفعالي والضبط الذاتي والشعور بنقص الكفاءة، وتوقع مواجهة مواقف إحبـاط جديدة لم يسبق مواجهتها نتيجة لفقد السمع مما يثير لديهم القلق والاضطراب الانفعالي الـذي يـؤدى إلى العزلة والعجز والاغتراب وشعورهم بالوحدة النفسية.

ويشير كل من دوجان وانجلش ( English, 2001),( Dugan, 2003 ) إلـى أن الدراسـات أوضحت أن مفهوم الذات لدى الأشخاص المعوقين سمعياً يتصف بعدم الدقة فهو غالباً مبـالغ فيـه، وتشير الدارسات أيضاً إلى أن المعوقين سمعياً الملتحقين بمؤسسات خاصة للمعوقين سمعياً أو الـذين يعاني آباؤهم أو أمهاتهم من الإعاقة السمعية يكون لديهم مفهوم ذات أفضل من غيرهم من المعـوقين سمعياً، وتوصلت دراسة (حرب، ١٨١ :٢٠٠٣) إلى أن الـذكور من المعاقين سمعياً لديهم مشكلات في مفهوم الذات الجسمية والرضا عن الذات، بينما كانت مشـكلة الإناث في مفهوم الذات الاجتماعية.

كما يشير حسن (١٩٩٩) إلى عدد من الدراسات التي بينت أن المعاقين سمعياً يؤثرون العزلة على المشاركة، والانسحاب على الإقدام، ويميلون إلى الانزواء، ويميلـون إلـى الألعاب الفردية التي تتطلب مشاركة عدد محدود ويشير بعض الباحثين إلى أن القصور في قدرة المعوقين سمعياً على التواصـل مـع الآخـرين، وكذلك أنماط تنشئتهم الاجتماعية تؤدي إلى الاعتمادية وعدم النضج الاجتماعي، كمـا إن المعـاقين سمعياً يبدون قدراً كبيراً من التفاعل الاجتماعي مع أقرانهم المعوقين سمعياً وذلك بشكل يفـوق مـا يحدث بين فئات الإعاقات الأخرى وهو ما يعني التعصب من جانبهم لفئة المعـوقين سـمعياً حتـى يحصلوا على القبول من الآخرين، كمـا يعدون أقل معرفة بقواعد السلوك المناسب، ويعانون من قصور واضح في المهـارات الاجتماعيـة، كذلك فإنهم يعدون أكثر شعوراً بالوحدة النفسية قياساً بأقرانهم المعوقين من فئات الإعاقات المختلفـة، وقد يلجئون إلى السلوك العدواني من جراء ما يصادفونه من إحباط، وقد ترجع الخصائص النفسية للمعوقين سمعياً إلى تعرضهم لمواقف تتسم بالإهمال وعدم القبـول والسخرية أحياناً أو تتسم بالإشفاق والتعبير عن هذا الإشفاق أمامهم.

كما أن المعاقين سمعياً الذين يولدون لأسرة تعاني من العوق السمعي قد يكونون أكثـر توافقاً من الناحية الاجتماعية مقارنة بالمعاقين سمعياً الذين يولدون لأبوين عاديين، ذلك لأن الأبـوين المعاقين سمعياً يستطيعان فهم ابنهم المعاق سمعياً ويكون بمقدورهما أيضاً التواصل معـه، وبالتـالي يحصل المعاق سمعياً على فرص أكبر لتطوير علاقاته الاجتماعية سواء مع مجتمع العاديين بشـكل عام أو مجتمع المعاقين سميعاً بشكل خاص، ويحصل على فهم أكثر من قبل والديه ومن ثم يـنعكس هذا على إتباع الأساليب الايجابية في معاملة الوالدين له الأمر الذي يخفف من شعور المعاق سـمعياً بالعزلة الاجتماعية والاغتراب النفسي.

هـ- الخصائص الجسمية والحركية Physical Characteristics:

لم يحظ النمو الجسمي والحركي لدى المعاقين سمعياً باهتمـام كبيـر مـن قبـل البـاحثين فـي ميدان الطفولة أو التربية الخاصـة، وعلـى أيـة حـال، فـإن الإعاقـة السمعية تؤثر على حركة الأطفال حيث يعاني أفراد هذه الإعاقـة مـن مشـكلات فـي الاتصـال تحول دون اكتشافهم للبيئة والتفاعل معها، لـذلك يجـب تزويـد أفـراد هـذه الإعاقـة بالتـدريب اللازم للتواصل إن الفقدان السمعي ينطوي على حرمان الشخص من الحصول على التغذية الراجعة السمعية مما قد يؤثر سلبياً على وضعه في الفراغ وعلى حركاته الجسمية، ولذلك فإن بعض الأشخاص المعوقين سمعياً تتطور لديهم أوضاع جسمية خاطئة، أما نموهم الحركي فهو متأخر مقارنة بالنمو الحركي للأشخاص العاديين، كذلك فإن بعضهم يمشي بطريقة مميزة فلا يرفع قدميه عن الأرض، وترتبط هذه المشكلة بعدم مقدرتهم على سمع الحركة وربما لأنهم يشعرون بشيء من الأمن عندما تبقى القدمان على اتصال دائم بالأرض.

وتشير بعض الدراسات إلى أن الأشخاص المعاقين سمعياً كمجموعة لا يتمتعون باللياقة البدنية مقارنة بالأشخاص السامعين، هذا بالإضافة إلى هذه الخصائص الخاصة بالمعوقين سمعياً فإن هناك خصائص عامة يشترك فيها المعاقين سمعياً مع السامعين، وتكون أكثر بروزاً ووضوحاً في مرحلة المراهقة وتشمل التغيرات الجسمية والانفعالية والعاطفية، وينبغي أخذها بعين الاعتبار عند التعامل مع الطلبة المعاقين سمعياً في المرحلة الثانوية كون هذه المرحلة تقابل مرحلة المراهقة.

x