الادراك الحسي

الإدراك لا يتم دون إحساس ،والإحساس لا يعني الإدراك .

الأحساس :

هو الأثر النفسي الذي ينشأ مباشرة عن تنبيه عضو حسي وتأثر مراكز الحس في الدماغ .

الإدراك الحسي :

هو تأويل الإحساسات تأويلا يساعدنا على معرفة ما في عالمنا الخارجي من أشياء .

كيف ندرك ؟

على الرغم من أن العالم مليء بالمثيرات والمواد إلا أن ما ندركه هو :

1 – أشياء متميزة بعضها عن بعض .

2 – أشياء ذات معنى .

وكيفية حصول الإدراك لمثيرات متداخلة على هذا النحو المنظم تتلخص في مرحلتين :

1 – التنظيم الحسي

2 – التأويل .

قوانين التنظيم الحسي :

هي القوانين التي يتم من خلالها تحويل المنبهات الحسية المتداخلة إلى وحدات مستقلة (صيغ) بسبب عوامل خارجية موضوعية (راجح:1421). وهي :

1 – الشكل والأرضية :

الشكل : هو الشيء المتماسك الذي له هيئة .

الأرضية : هي الخلفية التي يظهر فيها الشكل .

والفرد يميل دائما إلى تنظيم الأشياء إلى شكل وأرضية (نجاتي:1423).

2 – عامل التقارب : سواء كان زمانيا أو مكانيا .

3 – عامل التشابه :التشابه في الحجم أو اللون أو الاتجاه أو السرعة أو المصدر ..

4 – عامل الاتصال والاستمرار

5 – عامل الشمول

6 – عامل الإغلاق : فالفرد يميل إلى إكمال الأشياء الناقصة كي يدركها .

ثبات الإدراك الحسي :

إن الإحساس بالأشياء يختلف أحيانا في حين يبقى إدراكنا لها ثابتا .

فالأحجام والأشكال والألوان ،قد تختلف سورها في شبكية العين حسب قربها أو زاويتها أو درجة الإضاءة في حين أن إدراكنا لتلك الأحجام والأشكال والألوان يبقى ثابتا .

وفي ثبات الإدراك الحسي فائدة كبيرة للفرد إذ تجعله قادرا على التعامل مع الأشياء في ظروف مختلفة دون أن يحسبها جديدة على خبراته (نجاتي:1423).

عملية التأويل :

  • يستطيع الفرد تأويل الأشياء المألوفة لديه على الفور .
  • الأشياء المعقدة أو الجديدة تحتاج إلى جهد في التحليل حتى يفرغ عليها معنى .
  • قد يؤول الفرد الأشياء حسب حالته المزاحية .
  • وتؤثر الخبرات السابقة في تأويل الفرد للأشياء .
  • تأويل الجزء يتوقف على تأويل الكل الذي يوجد فيه .

¨الإدراك يسير من المجمل إلى المفصل :

¨الإدراك عملية انتقائية .

الفروق الفردية في الإدراك :

يختلف إدراك الأفراد للبيئة تبعا لعدة عوامل :

1 – التوقع : فكل إنسان يدرك ما يتوقعه .

2 – الحاجات الفسيولوجية : فما يشعر الفرد أنه بحاجة إليه هو ما يدركه في المحيط الذي حوله .

3 – الميول والعواطف والانحيازات :

فالأمور التي يميل الفرد إليها يكون أكثر دقة في إدراكها ،والأمور التي يحبها يدرك محاسنها دون مساوئها ويفسر إدراكه لمساوئها كما يشاء ،والأمر كذلك بالنسبة للانحياز .

4 – الانفعال والحالة المزاجية : فالانفعال الشديد يشوه الإدراك .

5 – المعتقدات : فالفرد عادة ما يدرك الأشياء حسب معتقداته لا كما هي عليه حقيقة .

6 – القيم : القيم هي معايير اجتماعية ذات صبغة وجدانية يتخذها الفرد ميزانا لسلوكه وتؤثر في إدراكه وشعوره .

7 – الكبت : الكبت يؤدي لخداع النفس وإنكار عيوبها ،وإسقاط تلك العيوب على الغير ،وهذا يمنع الفرد من التكيف السليم مع الواقع (راجح:1421).

8 – الخبرة السابقة : فقوانين الإدراك الحسي التي تعتبر فطرية تعتبر ناقصة دون الخبرات التي يمر بها الفرد ،ومعظم العوامل الإخرى المؤثرة في الإدراك تعتبر من صنف الخبرات المكتسبة ، فتوقعات الإنسان وانحيازاته ومعتقداته وقيمه …تنبع من خبراته السابقة .

9 – العوامل الاجتماعية : فالثقافة التي ينشأ فيها الفرد والتنشئة الاجتماعية التي يخضع لها توجه انتباهه إلى إدراك أمور تعتبر مهمة في مجتمعه ،مما يجعله قادرا على إدراك أمور لا يستطيع أفراد من المجتمعات الأخرى إدراكها .

ومن العوامل الاجتماعية المؤثرة في الإدراك أيضا الإيحاء الاجتماعي ،فالفرد يميل لإدراك الأشياء بنفس الطريقة التي يدركها بها الآخرون

x