العادات والضبط الاجتماعي

العادات الاجتماعية.

تعد العادات الاجتماعية جزءاً مهماً في دستور الأمة غير المكتوب إلا أنها مدونة في صدود الأفراد وراسخة في تكوينهم ، وتمثل دعامة جوهرية من دعائم التراث الاجتماعي، ويضفي التاريخ الطويل على العادات قدراً من التقديس والاحترام ويؤكد ثباتها واستقرارها ويوسع نطاق عموميتها وانتشارها بين سائر أفراد المجتمع،(67) والعادة هي عبارة عن أنماط السلوك الجمعي التي تنتقل من جيل إلى جيل وتستمر فترة طويلة حتى تثبت وتستقر وتصل إلى درجة اعتراف الأجيال المتعاقبة بها.

– التقاليد.

الواقع أن الألفاظ: (تقاليد، تقليد، تقليدي)، أصبحت معروفة عند كثير من كتابنا ومؤلفينا من علماء الاجتماع وغيرهم، بدلالاتها على القدم ومضي الزمن، وإذا اتصف السلوك بأنه تقليدي يستشف من ذلك أن مزاولته دامت حقبة طويلة، وأنه محاكاة لسلوك القدامى ومتوارث عنهم،(68) والتقاليد هي عبارة عن: طائفة من قواعد السلوك الخاصة بطبقة معينة أو طائفة أو بيئة محلية محدودة النطاق، وهي تنشأ من الرضا والاتفاق الجمعي على إجراءات وأوضاع معينة، خاصة بالمجتمع المحدود والذي تنشأ فيه، ولذلك فإنها تستمد قوتها من قوة الطبقة التي اصطلحت عليها، وآياً كان المعنى الذي تعرف به التقاليد، فإنها تنتقل في ثلاث صور هي:

(التقاليد الشفهية، التقاليد المكتوبة أو المدونة، تقاليد تنتقل بالتجربة).

– الدين.

يقرر علماء الاجتماع أن الدين يعد من أقوى وسائل الضبط الاجتماعي، و من أهم النظم، وله تأثير بالغ من خلال ما يؤديه من وظائف في حياة الفرد والمجتمع.

وهذه الأنواع من المعايير الاجتماعية تؤدي غرضاً واحداً، هو إمداد أفراد المجتمع بمعاني موحدة يستطيعون بواسطتها أو عن طريقها التعامل فيما بينهم وفق هذه المعايير وأن يفهم بعضهم البعض الآخر، وبذلك تصبح هذه المعايير ضرورية لكل شكل من أشكال السلوك وتفسيره. ولذلك فالحكم على السلوك وتفسير السلوك إنما يخضع لبعض المعايير الاجتماعية.

ونخلص مما سبق إلى أن المعايير الاجتماعية هي القواعد التي يستند إليها المجتمع، بينما أساليب الضبط الاجتماعي هي الطرق والوسائل التي تمارس لتطبيق تلك القواعد بهدف الحفاظ على المجتمع من التفكك والانهيار.

x