تطبيق نظرية التمثيل المسرحي على بعض الأبحاث الاجتماعية

يمكن تطبيق نظرية التمثيل المسرحي على العديد من الأبحاث التي تتعلق بالصلة التي تربط العلاقة الإنسانية , طرف يحتل مكانه عالية وطرف آخر يحتل مكانه متدنية أو واطئة كدراسة العلاقة بين الأب والابن والعلاقة بين المعلم والطالب والعلاقة بين الضابط والجندي . 

 وسنطبق النظرية على العلاقة بين الأب والابن كما يلي: * تطبيق نظرية التمثيل المسرحي على العلاقة بين الأب والابن : 
 الابن يمكن أن يكون محبوبا من قبل أبيه أذا مثل دوره بطريقة يريدها ويرتضيها الأب , وهذا يكون عن طريق التقيد بالسلوك والممارسات التي يفضلها الأب ويرغب بها , وهنا يتطلب من الابن التعرف على ما يريده الأب ويرتضيه من ممارسات وعلاقات لكي يأخذ بها الابن , وإذا ما أخذ بها فإنه لا يكون مقربا للأب ومحبوبا من قبله.
 وعندما يكون الابن مرغوبا من قبل أبيه ومقيما من قبله فان هذا التقييم سرعان ما يصل إلى الابن فيقيم الابن ذاته تقيما عاليا لأن تقييم الذات يعتمد على تقييم الآخرين لها , وعندما يقيم الابن نفسه تقيما ايجابيا عاليا فانه يكون ناجحا في حياته وبالتالي يكون في موقع يستطيع من خلاله التكيف للمجتمع الذي يعيش فيه أو العمل الذي يمارسه .
علما بأن السلوك الذي يمكن أن يلتزم به الابن والذي يرضي أبيه يتكون من المفردات الآتية : 
1- إطاعة الأب طاعة كلية والالتزام والتقيد بجميع أوامره ونواهيه بدون كلل أو ملل .
2- احترام الأب وتقديره واعتباره مثلا أعلى للسلوك والأخلاق والقيم والمبادئ . 
3- تقمص شخصية الأب وتقليده في الصغيرة والكبيرة إلى درجة أن الابن يكون صورة مجسدة ومعبرة عن شخصية أبيه. 
4- توجه الابن لبناء شخصيته ومستقبله وفقا لما يريده الأب ويطلبه.
5- ملازمة الابن لأبيه في جميع الأحوال والظروف وعدم الابتعاد عنه أو تركه مع استعداد الابن العالي على التضحية ونكران الذات في سبيل إسعاد أبيه وتحقيق طموحاته القريبة والبعيدة .
إذا تقيد الابن بمفردات المبادئ والممارسات التي يريدها الأب فان الأخير يحمل الانطباع العالي نحو الابن إلى درجة أن الأخير يكون ناجحا وموفقا في حياته.
 أما أذا لم يمثل الابن دوره كما يريد منه أبيه وأظهر الابن الجوانب السلبية من شخصيته وسلوكه لأبيه فأن الأب سيرفض الابن ولا يحترمه وبالتالي لا يكون الابن ناجحا في حياته لأنه لا يحظى بتقدير وتقييم الأب له . 
 وعند رفض الأب للابن وعدم تقييمه فإن هذا الرفض سرعان ما يصل للابن فلا يقيم الابن ذاته تقييما ايجابيا , أي ينظر نظرة دونية لذاته وبالتالي لا يستطيع التكيف لمحيطه ولا يكون محترما من قبل الآخرين .
 لذا فاحترام الابن من قبل الأب إنما يعتمد على تمثيل دوره أمام أبيه, فإذا كان التمثيل بطريقة ترضي الأب وتقنعه فأن الابن يكون مقبولا ومقربا من أبيه, وبالتالي يكون ناجحا في علاقته مع الأب.
 أما أذا لا يعرف الابن تمثيل دوره بالطريقة التي يريدها الأب ويرتضيها فإن الابن لا يكون مقبولا أو مقربا من أبيه, أي يكون فاشلا في علاقته مع الأب وربما مع الآخرين.
 ومثل هذا الفشل لا يمكنه من إجراء التكيف الصحيح للوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه ويتفاعل معه. .

x