تعريف المراهقة و تقسيماتها

 تعريف المراهقة:
-لغة: كلمة مراهقة adolescence مشتقة من الفعل اللاتيني adolescere و معناها التدرج نحو النضج (الجنسي الانفعالي و العقلي..) و هي مشتقة من الفعل رهق بمعنى قرب، فراهق الشيء معناه قاربه، و راهق البلوغ تعني قارب البلوغ و راهق الغلام أي قارب الحلم و الحلم هو القدرة على إنجاب النسل و بذلك فالمراهقة هي: التدرج في النضج من جميع الجوانب الجنسية الجسمية الاجتماعية و العقلية و هذا التعريف لا يختلف كثيرا عن المعنى العلمي.
اصطلاحا: المراهقة تنطلق من مرحلة كمون و هي بهذا تعتبر بداية ثانية لانطلاقة جديدة لعمليات النمو من جهة كما تعتبر عودة قوية لمشاكل النمو التي توارت مؤقتا أثناء مرحلة الكمون من جهة أخرى و هكذا تبدو المراهقة و كأنها عملية استيقاظ من مرحلة كمون متسمة بالبطيء في النمو و هدوئه و باختفاء المشاكل مؤقتا مما يؤدي إلى كشف الغطاء عن المشاكل و الصراعات و تجددها.
و قد اهتم بهذه المرحلة العديد من العلماء و الباحثين الغربيين على رأسهم (آرنولد جازل) A-Gessel
و معاونوه، كما اهتم بها أيضا العالم النفساني (أوسبل) Ausbel 1955 و قد عرفها بأنها: “الوقت الذي يحدث فيه التحول في الوضع البيولوجي للفرد” كما عرفها العالم الكبير (ستانلي هول) S-Hall سنة 1956 بأنها: “الفترة من العمر التي تتميز فيها التصرفات السلوكية للفرد بالعواصف و الانفعالات الحادة و التوترات العنيفة” كما انه يعتبرها “مولد جديد للفرد” و “فترة عواصف و توتر و شدة” و لذلك سميت نظرية Hall “بالعاصفة” أو “الأزمة” لأنها تتضمن في رأيه تغييرات ضخمة في الحياة و هي نوع جديد من الميلاد مصحوب هذه المرة بالتوترات و مشاكل لا يمكن تجنب أزماتها و ضغوطها
تقسيم مرحلة المراهقة
هناك اتفاق على أن مرحلة المراهقة لا تحدث فجأة و بلا موعد، و لكنها عادة ما تكون مسبوقة بعملية البلوغ التي تمهد لها و قد اتفق معظم علماء النفس على أنا تنقسم إلى ثلاث مراحل:
1-المراهقة المبكرة (البلوغ -15 سنة(
2-المراهقة الوسطى(16 سنة-18 سنة(
3-المراهقة المتأخرة (18 سنة- بداية الرشد)
وسنحاول التفصيل في كل مرة:
المراهقة المبكرة: تبدأ بمجموعة من العمليات التي تؤدي إلى البلوغ
عملية البلوغ و مظاهر النمو فيه:
تعريفه لغة: هو الوصول و يعرفه الكثير من العلماء بأنه المرحلة التي يعرف فيها الفرد نضجا من الناحية الجنسية فقط و ذلك بنضج الأعضاء التناسلية التي تنقل الفرد من مرحلة الطفولة إلى الرشد.يختلف سن البلوغ حيث يتراوح ما بين 12-13 سنة للإناث، بينما يتراوح ما بين 13-14 سنة للذكور و قد يتأخر لدى البعض إلى سن 15-16 سنة تقريبا. تواكب هذه العملية حدوث طفرة نمو و زيادة سريعة تستمر لمدة 3 سنوات.
العوامل المؤثرة في البلوغ:
1- حالة النشاط الغددي.
2- الحالة الصحية العامة.
3- نوعية الغداء.
– سمات المراهقة المبكرة:
1- تتميز هذه المرحلة في نظرية بياجيه بالانتقال من التفكير الواقعي( المادي الملموس) المميز للطفل إلى العمليات المنطقية المنهجية.
2 – الشعور بعدم الاتزان.
3 – زيادة إحساس الفرد بجنسه.
4- نفور الفتى من الفتاة و العكس.
5- ظهور العناصر الجنسية الثانوية مع عدم اكتمال نضجها ودون القيام بوظائفها.
6- ضغوط الدوافع الجنسية التي لا يعرف المراهق كيفية كبح جماحها.
مظاهرها:
1- الاهتمام بتفحص الذات وتحليلها.
2- الميل لمظاهر الطبيعة وقضاء أكثر الوقت خارج البيت.
3- التمرد على التقليد، وحب التجديد.
سمات المراهقة الوسطى:
سماتها:
1- الشعور بالمسؤولية الاجتماعية.
2- الميل إلى مساعدة الآخرين وتقديم العون لهم.
3- الاهتمام بالجنس الآخر ويبدو على شكل ميول واهتمامات بتكوين صداقات وإقامة علاقات مع أفراده.
4- اختيار الأصدقاء من بين الأفراد الذين يميل المراهق إليهم.
5- الميل إلى الزعامة.
6- وضوح الاتجاهات والميولات لدى المراهق

محاضرة رقم:13

خصائص نمو المراهق

تفيد هذه الكلمة من الناحية اللغوية معنى الاقتراب و الدنو، وهي في معناها الاصطلاحي قريبة من هذا المعنى، إذ أن المراهق هو الفتى الذي يدنو من النضج واكتمال الرشد، كذلك فإن كلمة المرهق تعني الطغيان و الزيادة.
فالمراهقة مرحلة وسيطة تنقل الإنسان تدريجيا من الطفولة إلى الرشد، أين يكتمل نضجه، وتبدأ مرحلة المراهقة عند الإنسان حيث يصل إلى البلوغ الجنسي، وهو ظهور مميزات جنسية نتيجة لنضج الغدد التناسلية، وغالبا ما يكون هذا البلوغ بين 11-13 سنة لدى البنات وعند البنين بين 12-14 سنة، وتعتبر هذه الفترة سيكولوجيا فترة أزمة للمراهق، لأنه يفاجأ فيها بتغيرات جسمية تترك صدى عميقا في ذهنه ووجدانه.

وتنقسم مرحلة المراهقة إلى ثلاث مراحل هي:
1- مرحلة المراهقة المبكرة (12-15) ويصطلح عليها ” مرحلة البلوغ ”
2- مرحلة المراهقة الوسطى ( 15- 17)
3- مرحلة المراهقة المتأخرة (18-21 )
و سوف نبرز الخصائص المميزة لها في مختلف جوانب النمو المعروفة
( الجسمي، الانفعالي، العقلي و الاجتماعي) بالإضافة إلى جانب نمو جديد لم يكن سائدا خلال مرحلة الطفولة ألا وهو النمو الجنسي، إذ أنه هو المظهر البارز باعتبار أن المراهقة في بداياتها لا تختلف كثيرا عن مرحلة الطفولة إلا في التغير الحاصل على نشاط الغدد الجنسية، أما نهاياتها فتكون ممهدة بشكل واضح لمرحلة الرشد، ولا يظهر التأرجح أو الهامشية إلا في أواسطها، حيث يكون المراهق أشبه بإنسان الحدود، فلا هو بالطفل ولا هو بالراشد.
1- خصائص المراهق:
1-1 الخصائص الجنسية:
يعرف النضج الجنسي على أنه نمو الغدد التناسلية وقدرتها على أداء وظائفها التناسلية، ويمكن تقسيم الصفات الجنسية إلى قسمين: صفات جنسية ثانوية و صفات جنسية أولية ناتجة عن نشاط الغدد الجنسية.
ويمكن تلخيص هذه الصفات كما يلي:
المراهقة
المتأخرة تتحقق القدرة على التناسل عند الجنسين، ويصبح الدور الجنسي لكل منهما أكثر دقة و تحديدا.
تزداد المشاعر الجنسية خصوبة وعمقا وتندمج مشاعر الرغبة الجنسية مع مشاعر المودة و المحبة.
يصبح الفرد أكثر واقعية في إظهار ميله نحو الجنس الأخر.
المراهقة المتوسطة ينشط الدافع لدى المراهق نشاطا يدفعه إلى الميل نحو الجنس الآخر.
الرغبة في تحصيل أكبر قدر من المعرفة في الأمور الجنسية.
يكون النشاط الجنسي لدى الذكور أسبق منه لدى الإناث، ويصل الذكور إلى الطاقة الجنسية.
المراهقة المبكرة الإناث تثبط الغدد التناسلية وتصبح قادرة على أداء وظائفها التناسلية وهي المبيضات وتفرزان الخلايا الجنسية أو ما تسمى بالبويضة و هنا تبدأ العادة الشهرية ( الطمث) – نمو الشعر في مواضع خاصة من الجسم.
– نعومة الصوت.
– نمو عظام الحوض و الفم و المهبل.
– اختزان الدهن في الأرداف و نموها.
الذكور – تنشط الغدد التناسلية وتصبح قادرة على أداء وظائفها التناسلية وهي الخلايا الجنسية أو ما تسمى بالحيوانات المنوية. – نمو الشعر في مواضع خاصة من الجسم كالإبط و الوجه و غيها.
– خشونة الصوت.
الصفات الجنسية الأولية الصفات الجنسية الثانوية

-2- الخصائص الجسمية: تحدث للمراهق تغيرات جسمية سريعة و عنيفة في الحجم، الوزن، الشكل،
و يمكن تلخيصها عبر المراحل الثلاث كما يلي:
المراهقة المبكرة * يحدث نمو سريع و مفاجئ في الطول و الوزن و الهيكل العظمي.
* اتساع الكتف و الصدر بالنسبة للذكور.
* تحدث أكبر زيادة في الطول متأخرة مدة عامين تقريبا عند الذكور، بينما تحدث هذه الزيادة عند البنات في الفترة التي تسبق أول حيض.
* تتغير ملامح الفرد نتيجة للنمو السريع حيث يصبح الفم واسع و الفك العلوي ناميا أكثر من الفك السفلي.
المراهقة المتوسطة * تباطؤ النمو الجسمي و دقة سرعته تدريجيا.
* زيادة الطول و الوزن عند كل من الذكور و الإناث مع وجود فرق بينهما( استمرار الزيادة ببطء):
– الزيادة لدى الذكور أعلى من الإناث.
– وصول الإناث إلى أقصى النمو في الطول في نهاية هذه المرحلة تقريبا.
– انخفاض سرعة النمو في الوزن لدى الإناث قبل الذكور.
* زيادة سعة المعدة زيادة كبيرة.
* تحسن الحالة الصحية للمراهق تحسنا واضحا.
* تفوق الذكور على الإناث في القوة العضلية.
* قلة ساعات نوم المراهق.
* انخفاض طفيف في معدل النبض لدى المراهق و انخفاض استهلاك جسمه للأوكسجين.
* ارتفاع ضغط الدم تدريجيا عند كلا الجنسين.

المراهقة المتأخرة * يتواصل النمو الجسمي في هذه المرحلة حتى يصل إلى غايته و تتضح السمات الجسدية للفرد و تستقر ملامح و جهه.
* تستمر الزيادة الطفيفة أو البطيئة لدى الجنسين حتى الرشد و يلاحظ تفوق الذكور على الإناث في كل من الوزن و الطول.
* يصل الفرد إلى التوازن الغددي.
* تكتمل الأسنان الدائمة بظهور أضراس العقل الأربعة و يكتمل النضج الهيكلي و النضج الجسمي.
* تتضح درجة وضوح القوة البدنية عند الذكور عنها عند لدى البنات مما يجعلهم يتفوقون عليهن في الأنشطة الرياضية خلال سنوات هذه المرحلة.

1-3الخصائص الحركية: يمكن تلخيصها فيما يلي:
المراهقة المبكرة
* يعاني البالغ من اضطرابات في حركاته فيتعرض للوقوع أو التعثر أو سقوط الأشياء من بين يديه.
* يفقد كثيرا من توازنه و تبدو حركاته الناجم عن العضلات الكبيرة و الدقيقة غير منتظمة، فقد نتوهم توفر لدى البالغ حيث يهب لمساعدتنا و لكنه سرعان ما يشعر بالتعب و الإرهاق و الإجهاد.
* يتصف البالغ بالخجل و الكسل و الخمول مما يؤدي إلى اضطرابه و تشويه أدائه.
المراهقة المتوسطة * توافق و انسجام حركات المراهق و ازدياد نشاطه.
* ازدياد قدرة المراهق على اكتساب المهارات الحركية.
* تحسن على مستوى السرعة التي تتضمن استخدام العضلات الكبيرة.
* تحسن على التآزر البصري اليدوي.
المراهقة المتأخرة * يصل المراهق إلى أقصى قوة عضلاته، ودقة حركتها سرعتها.
* يزداد نشاطه و التنسيق بين حركاته.
* تزداد قدرته على اكتساب مهارات حركية جديدة.
* تحسن بعض الأنشطة لدى المراهق، و خاصة منها الأنشطة المركبة كالتوازن و المرونة و الرشاقة، و القوة البدنية و التحمل.
* يزداد و وضوح الفروق في النمو الحركي بين الذكور و الإناث.

1-4-الخصائص الانفعالية:
المراهقة المبكرة * عدم التماثل بين سرعة النمو الجسمي و النمو الانفعالي، مما يؤدي إلى الاضطراب وعدم الثبات.
* تذبذب الحالة المزاجية و تقلبات حادة في السلوك و اتجاهات متناقضة أحيانا.
* الميل إلى الخجل و الانطواء أحيانا، وقضاء المراهق بعضا من و وقته في جو من أحلام اليقظة أحيانا أخرى.
* زيادة الحساسية و الانفعالية، فيضطرب و يشعر بالقلق لما يعتريه من نمو جسمي.
المراهقة المتوسطة الاتجاه إلى تقبل الحياة بكل مافيا من اختلافات أو عدم الوضوح، و زيادة القدرة على التوافق مع التغيرات التي تطرأ على جسمها وتقبلها.
* يزداد شعور المراهق بذاته، فتظهر مشاعر التمرد و الثروة و الغضب.
* تتسع أماله و أحلامه، وقد يتعذر عليه تحقيقها أو تحقيق معظمها.
* تأخذ عاطفة الحب و تتبلور مما يولد إحساس القبول بالآخرين.
* انفعالات قوية و حساسية مفرطة وعدم الثبات.
* يعاني المراهق من عدم وضوح الرؤيا و الشعور بالحيرة.
* يشعر بعض المراهقين كثيرا في أحلام اليقظة، تعويضا عما يعانونه من أنواع النقص و الحرمان.
* تخف درجة المخاوف التي كانت تلازم المراهق في طفولته و مراهقته المبكرة.
* الشعور أحيانا بالهدوء و السكينة.
* تذبذب الحالة الانفعالية من الانبساط إلى الاكتساب.
المراهقة المتأخرة  التميز بقوة الشعور و الاستقلال و الالتزام بعد أن يكون قد استقر على مجموعة من الاختيارات.
* تبدو مشاعر الود و الحب واضحة لدى المراهق، و تتكون عنده عواطف نحو الجماليات كحب الطبيعة.
* تبلور بعض العواطف الشخصية كالاعتناء بالنفس.
* تتضح الصفات المزاجية و تصبح أكثر تمايزا.
* اقتراب الانفعالات من النضج و اتسامها بالرصانة و الثبات.
* القدرة على المشاركة الوجدانية و ازدياد الميل إلى الرحمة و الرأفة.
إعادة النظر في المطامح و الآمال.
خصائص النمو الانفعالي

الخصائص العقلية :

المراهقة المبكرة * تقل سرعة النمو في القدرة العقلية نظرا لأن معظم طاقة الطفل البيولوجية تكون مشغولة بمواجهة مطالب النمو الجسمي السريع حتى أنه ليشعر بالإرهاق إذا قام بمجهود عقلي مركز.
* يزداد الانتباه في هذه الفترة من حيث مداه وعدد مثيراته.
* يصاحب قدرة الانتباه نمو القدرة على التعلم، و نمو القدرة على التذكر.
* يكون التذكر في هذه الفترة قائما على الفهم و ليس على التذكر الآلي الذي كان مسيطرا في الطفولة.
* ينتقل التخيل في هذه المرحلة من الخيال القائم على معالجة صور الأشياء إلى الخيال القائم على معالجة مفاهيم الفرد للأشياء، و لعل ذلك هو ما يسهل على المراهق تناول المواد الرياضية و القوانين العلمية و النظرية.
* تتسع دائرة ميول الفرد الاستطلاعية فنجده يقلب صفحات الجرائد- يطالع القصص، ويقرأ دواوين الشعر و يكتب المذكرات الخاصة و يكثر من الرحلات.
المراهقة المتوسطة * استمرار الذكاء في النمو بسرعة أقل من سرعته في المراحل السابقة.
* استمرار نمو المواهب و القدرات العقلية الأخرى (اللغوية, العددية, المكانية…)
* تبلور الميول العقلية للفرد.
* التباين في الفروق الفردية في الميول و الاستعدادات و القدرات.
*تطور موضوعات القراءة و اتجاهها نحو كسب المعلومات توطئة للتخصص التعليمي و المهني.
* تميز أسلوب الكتابة لدى المراهق بطابع فني جميل.
* اتجاه خيال المراهق إلى الخيال المجرد .
* نمو التفكير المجرد و ألابتكاري و يظل التذكر المعنوي مطردا في نموه.
* زيادة قدرة الفرد على الفهم العميق و الانتباه المركز لما يتعلم و ازدياد قدرته على التحصيل.
* يغدو تفكير الفرد أكثر مرونة و أقل تمركزا حول الذات .
*الاهتمام الواضح بالمستقبل التربوي و المهني.
المراهقة المتأخرة * تطور البناء العقلي تطورا كبيرا.
* تتطور طريقة التفكير لدى المراهق من التفكير العيني إلى الاستنتاج النظري.
* يصل النمو في الذكاء إلى أقصاه مابين (18-20) و يستمر أو يزداد التباين في القدرات و الميول.
* التمكن من استيعاب المفاهيم و القيم الأخلاقية المتعلقة بالصواب و الخطأ.
* يميل المراهق في حل مشاكله إلى وضع الفروض المختلفة, و تحليل المواقف تحليلا منطقيا متسقا.
* ازدياد قدرته على التفكير المستقل, و اتخاذ القرارات و اصطناع فلسفة معينة له في الحياة.
* يصبح المراهق أكثر قدرة على تقويم نفسه و التمييز بين ما هو واقعي و ما هو
مثالي.
* ازدياد القدرة على التحصيل و على الإحاطة بمصادر المعرفة المتزايدة.
* تظهر النظرة المستقبلية لدى المراهق خاصة عند الذكور.
* يرتبط التخيل بالتفكير ارتباطا قويا و يستمتع المراهق استمتاعا كبيرا بالنشاط العقلي.
الطفولة المبكرة (من 2 – 6 سنوات )

 

تتميز هذه المرحلة بمميزات عامة منها استمرار سرعة النمو ولكن اقل من سرعته في المرحلة السابقة ، والتحكم في الاخراج ، وزيادة الميل الى الحركة والشقاوة ، ومحاولة التعرف على البيئة المحيطة والنمو السريع في اللغة ، وبداية التنميط الجنسي ، والتوحد مع نماذج الوالدين ، والتفرقة بين الخطأ والصواب ، والخير والشر ،وتكوين الضمير .

النمو الجسمي :

-تستمر الاسنان بالظهور ويكتمل عدد الاسنان المؤقتة ، ويبدأ تساقطها لتظهر الاسنان الدائمة (يظهر في السادسة واحد او اثنان من الاسنان الدائمة ) .

-ينمو الراس نموا بطيئا ويصل في نهاية هذه المرحلة الى مثل حجم راس الراشد .

-في نهاية السنة الثالثة يكون الطول حوالي (90) سم .

-يزداد الوزن بمعدل كيلو غرام واحد تقريبا في السنة ، ويلاحظ ان التغير في الوزن والحجم في هذه المرحلة ابطا منه في المرحلة السابقة .

-يكون البنون اقل وزنا بدرجة طفيفة من البنات ، بينما يتفوقون عليهن بالنسيج العضلي في حين يتفوقن علي البنين في الانسجة الشحمية .

النموالعقلي :

-يطلق البعض على هذه المرحلة (مرحلة السؤال )حيث يكثر الطفل من اسئلته في هذه المرحلة ، انه يريد ان يعرف الاشياء التي تثير انتباهه ، وقد يفهم الاجابة او قد لا يفهم ، وفد ينصت وقتا لسماع الاجابات وقد لا يفعل ، ويقرر بعض الباحثين ان حوالي ( 10-15%) من حديث الطفل في هذه المرحلة يكون عبارة عن اسئلة .

-ويلاحظ في اول هذه المرحلة عدم المقدرة على تركيز الانتباه ، ثم تزداد بعد ذلك مدة الانتباه

-اما عن الذاكرة يكون تذكر العبارات المفهومة ايسر من تذكر العبارات الغامضة

-اما بالنسبة للتخيل فيلاحظ ان اللعب الايهامي او الخيالي يميز هذه المرحلة ، حيث يطغى خياله على الحقيقة ، وكثيرا ما نرى الاطفال يلعبون بتمثيل شرب الشاي في اقداح متخيلة او يشربون من اكواب فارغة .

النمو الانفعالي :

تتميز الانفعالات في هذه المرحلة بأنها شديدة ومبالغ فيها (غضب شديد،حب شديد) وتتميز كذلك بالانتقال من انفعال الى اخر(من الانشراح الى الانقباض ومن البكاء الى الضحك …وهكذا ) ويتركز الحب حول الوالدين .

-تظهر في هذه المرحلة الانفعالات المركزة حول الذات مثل الخجل والإحساس بالذنب ومشاعر الثقة بالنفس والشعور بالنقص ولوم الذات .

-يزداد الخوف ويقل حسب شعوره بالأمن والقدرة على التحكم بالبيئة .

-تزداد مثيرات الخوف عددا وتنوعا ، فيخاف الطفل بالتدريج من الحيوانات والظلام والأشباح والفشل والموت .

-من اهم مخاوف الاطفال في هذه المرحلة هو الخوف من الانفصال عن الوالدين .

-يلاحظ ان هناك علاقة بين مخاوف الامهات ومخاوف الاطفال ، لان الطفل يتعلم الخوف مما يخافه الكبار ، فهو يقلد امه وأباه وإخوته في خوفهم من الظلام والرعد والبرق .

-تظهر نوبات الغضب المصحوب بالاحتجاج اللفظي ، ويصاحبها ايضا العناد والعدوان خاصة عند حرمان الطفل من اشباع حاجاته ، وفي مواقف الاحباط والصراع والعقاب . وكثيرا ما نسمع كلمة (لا) في بداية هذه المرحلة .

-تتأجج الغيرة عند ميلاد طفل جديد ، فعند ميلاد هذا الطفل يشعر بتهديد لمكانته ويحول اليه الانظار ويستحوذ على كل الاهتمام .

-ان الطفل في هذه المرحلة والذي يعتقد انه مركز اهتمام الجميع فعندما يأتي له اخ جديد فانه لا يستطيع ان يعبر عن عدوانه الصريح نحوه وان كان يحاول ذلك احيانا . فإذا لم يفلح في استعادة انتباه الوالدين له او اخطئوا في ذلك واستمروا في توجيه اهتمامهم الى المولود الجديد سلك الطفل سلوكا يتسم غالبا بالنكوص أي الارتداد والعودة الى سلوك طفلي مثل مص الابهام والكلام الطفلي او التبول وفي رأيه ان هذه الانماط السلوكية التي يقوم بها اخوه الوليد وتلقى كل ترحيب من الوالدين فإذا قام بها فلعله يسترعي انتباه الوالدين ويستعيد ما فقد او لعل فيها انتقاما من الوالدين .

-تؤثر وسائل الاعلام في النمو الانفعالي للطفل في هذه المرحلة وقد درس (اوسبورن واندزلي 1971 Osborn and endsley) ردود الفعل لانفعالات الاطفال في عمر (4-5 سنوات) عند مشاهدة افلام العنف على شاشة التلفزيون ووجد ان الاطفال يستجيبون انفعاليا بدرجة اكبر لأفلام العنف لأبطال الادميين ويستجيبون انفعاليا ولكن بدرجة اقل نسبيا لأفلام الكارتون التي تصور العنف ولا يبدو عليهم ردود فعل انفعالية غبر عادية حين يشاهدون افلام خالية من العنف ويفضلون الكارتون من هذه الافلام .

النمو الاجتماعي :

-من اهم مطالب النمو الاجتماعي في هذه المرحلة ان يتعلم الطفل كيف يعيش في بيئة يتفاعل معها مع غيره من الناس ومع الاشياء ومن مطالبه نمو الاحساس بالثقة والتوافق الاجتماعي .

-من مظاهره زيادة وعي الطفل في البيئة الاجتماعية ونمو الالفة وزيادة المشاركة الاجتماعية.

تتسع دائرة العلاقات والتفاعل الاجتماعي في الاسرة ومع جماعة الاقران التي تزداد اهميتها من العام الثالث حيث يستطيع ان يصادق الاخرين ويلعب معهم ويستطيع ان يحادثهم ويتطيع ان يستمع الى احاديث الكبار ويعلق عليها .

-يحب الطفل في نهاية هذه المرحلة ان يساعد والديه وان يساعد الاخرين وهذه المساعدة يصاحبها طلبات كثيرة من جانب الطفل .

-يهتم الطفل بجذب انتباه الراشدين ويهتم بمعرفة اوجه ن

-يكون العدوان مع الاقران لأبسط الاسباب وسرعان ما ينتهي كل شيء ويعودون الى اللعب وكان شيئا لم يكن .

-يلاحظ ان الطفل في عامه الثالث يغلب على سلوكه الانانية حيث يتمركز حول ذاته ولا يهتم كثيرا بالآخرين ولا يهتم بأقوالهم وأفعالهم الا بالقدر الذي يرتبط بذاته ، وهو يحب الثناء والمدح .

-يميل الطفل الى المنافسة التي تظهر في الثالثة وتبلغ ذروتها في الخامسة .

-تدل البحوث على ان الجمود والقسوة في الرضاعة والتغذية في مرحلة المهد تؤدي الى الاعتماد في مرحلة الطفولة المبكرة ، وان الطفل المرفوض يكون اكثر اعتمادا على الاخرين

-ينمو الضمير والذي يعني التعاليم الدينية والقيم الاخلاقية والمعايير الاجتماعية ومبادىء السلوك السوي ، ويتضمن نمو الضمير الشعور والإحساس بما هو حسن او خير او حلال وما هو سيئ او شر او حرام من السلوك ، ويعادل اصحاب مدرسة التحليل النفسي بين الضمير conscience) ) وبين مصطلح الانا الاعلى (superego) والضمير يوجه السلوك ليجعله مقبولا عند الفرد بالنسبة للثقافة التي يحدث فيها ، والضمير قوة داخلية تضبط سلوك الفرد .

-من اهم عمليات التنشئة الاجتماعية استدخال عوامل الضبط الخارجي للسلوك ونقلها الى عناصر ضبط داخلي للسلوك يحتويها الضمير .

-يلاحظ هنا اهمية الوالدين وسلوكهما كقدوة للطفل ، وتدل الدراسات حول هذا الموضوع انه كلما كان ضبط سلوك الطفل وتوجيهه قائما على اساس الحب والثواب ادى ذلك الى اكتساب السلوك السوي والسيطرة بطريقة افضل في ضبط السلوك للطفل وينمو احساسه بالإثم عندما يقوم بسلوك غير ملائم وكلما قل دفء الوالدين وزاد عقابهما للطفل ادى الى بطيء نمو الضمير وكذلك تفاوت قولهم عن فعلهم ادى ذلك الى بطيء وضعف نمو الضمير عند الطفل .

-يؤثر غياب الام او الاب في تعليم السلوك الذكري او الانثوي فقد قام (بيلرbiier1969) بدراسة اثر غياب الاب على اكتساب السلوك المناسب لجنسه مقارنا ذلك بسلوك جماعة من الاطفال (ابائهم غائبون) بسلوك مجموعة اخرى (ابائهم موجودين ) فوجد ان وجود الاب الى اكتساب الابن السلوك الذكري بدرجة واضحة بالمقارنة بحالة غياب الاب ، ويلاحظ ان الابناء يعانون اكثر مما تعاني البنات في حالة غياب الاب خاصة في هذه المرحلة .

x