سمات الفلسفة

  • فهم النظام التعليمي عن طريق معرفة مفاهيمه وهي مسؤلية مشتركة يسهم فيها جميع العاملين في هذا النظام بدء من المعلم في المدرسة مرورا بالادارة وحتى اعلى مسؤول في سلم النظام التعليمي الا انها يمكن القول ان للمعلم دورا رئيسيا في ذلك وكلما كان فهم المعلم للقيم والمفاهيم الموجه للنظام التعليمي سليما كلما زاد وعيه بالنظام  ككل وزادت قدرته على حسن التصرف وحسن الاداء..
  • تشخيص بعض المفاهيم الخاطئة.يشيع بين الناس مجموعات ضمنيه لبعض المفاهيم الخاطئة تراكمت في بعض العقول واستقرت فيها شعوريا او لا شعوريا  ناتجة عن سلوك خاطئ اكتسبه الفرد خلال عملية التنشئة الاجتماعية ولم تتمكن الاسرة من ازالته او تعديله اذ ان تنشئة الطفل تعد المحدد لطبيعته في المستقبل ةنتيجة لذلك تحدث الثنائيات بين الافراد في شخصياتهم وفي درجة تشبعهم بالمفاهيم الخاطئة والصحيحة وهذا ناتج في الواقع عن الاختلافات الموجدة بين الاباء في فهمهم وتقويمهم للصيغ والاشكال الاعتيادية للمعلومات المتاحة لهم في ممارستهم لعملية التنشئة الاجتماعية وهنا يحدث الصراع القيمي داخل المجتمع وتتسرب الينا كافراد ومعلمين ومربين بعض القيم والمفاهيم السلبية وبعض الاتجاهات التي تحتاج الى حذف وتهذيب..
  • التدريب على التحليل والتركيب..المقصود لدى خبراء التحليل بما يسمونه النظام وهو الاجزاء المستقلة في نشاطها المتفاعلة فيما بينها في الوقت نفسه وتحقيق اهداف مرسومة سلفا فالنظام لا يعتمد على العناصر التي يتألف منها فحسب بل يعتمد كذلك على التنظيم يسير سيرا حسنا اما التحليل يهتم بمعرفة ما انجزه النظام من خطوات وبتجديد مجالات التطبيق وتذليل العقبات التي تصادفه من اجل التوصل الى اساليب عقلانية في تسيير الامور وبعد التدريب على التحليل والتفكير رياضة عقلية يتوقع منها الفرد زيادة قدرته في هذا الاتجاه الذي يبعده عن التسليم المجرد لكل القضايا والمشكلات والاستسلام للواقع الراهن بكل ضغوطه وتحدياته لانه من الخطر جدا ان يعتمد الفرد في حل مشاكله المتشابكة والمترابطه على فرص جزئية ضيقة اذ ان ذلك سيقوده حتما الى تخلف في التفكير ويجعله عاجزا عن مسايرة عالمه المعاصر المتشابك مشكلات والمتداخل في احداثة وانه ينبغي عليه ان يعمل بشجاعة لمواجهة المواقف المختلفة على اساس من التحليل والدقة العلمية مستغلا التراكم المعرفي في تحسين قدراته ..
  • ادراك العلاقات الجديدة . ونقصد بذلك عمليات التفكير الانتاجي التي تتطلب الادراك الواضح لتركيب المشكله واعادة تركيبها اذا تطلب الامر ذلك ةخاصة اذا ما صادف الفرد في مواقف حياته المختلفه عناصر جديدة ومشكلات جديدة عندها ستكون خبرات الفرد السابقة عاملا مساعدا في افادته للمواجه ومعالجة هذه المواقف الجديدة كما ان ادراك العلاقات الجديدة سيكون هو الاخر خبرة لخبرات الفرد السابقة..وهي الوظائف الثلاث .الفهم – والتشخيص والتحليل .
  • مواجهة بعض مشكلات الصراع القيمي. تعمل التربية غرس واكتساب الفرد مجموعة من القيم منها على سبيل المثال (القيم الانسانية) حب الناس والتعاطف والايثار والرحمة والشجاعة …الخ ومنها القيم الجمالية تثقف الحواس والعين المثقفة تستطيع ترى جمال اللون والاذن المثقفة تستطيع ان تسمع جمال الصوت او اللحن وكذا الحال مع باقي الحواس..
  • تطوير العملية التعليمية..ان اهم ما يميز هذه الوظيفة هو اعتماد التجديد الفلسفي التربوي الذي ينبغي ان يحتل مركزا استراتيجيا في المجتمع يقوم على اساس مراجعة الافكار والقيم الثقافية الموروثة وتوجيه الناس نحو ما تتطلبه عملية التطوير والتجديد للقيم ومفاهيم واساليب جديدة ومثل هذه المسؤولية تقع على عاتق التربية لكونها عاملا اساسيا في تحقيق الكثير من الامور والجوانب المرتبطة بمصير ما فهي المسؤولة عن اعداد الجيل اعدادا يساير التغيير الذي يعد من خصائص هذا العصر ان التغيرات في هذا العصر في حد ذاتها متعددة الوجوه ومعقدة التفاصيل ومتنوعة اشد التنوع وما من مجتمع من المجتمعات الا تعرض لهذه التغيرات وفضلا عن ذلك فان التغيرات ذات بعدين البعد الاول يفتح افاقا جديدة والبعد الثاني يهدد الانسان والبيئة التي يعيش فيها بالخراب والدمار ةهنا يقع العبئ على التربية وتقوم بتحمل مسؤوليتها وتؤدي دورها في اتجاهين وهما كالاتي::
  • اتجاه يتمثل في اعداد الانسان لمسايرة هذه التغيرات وان تجعله قادرا على تقبلها والاستفادة منها وان تخلق لديه حاله من نشاط والحيوية بعيدا عن التقليد الاعمى او الركون المحافظة.
  • اتجاه يتمثل بتقديم الحلول والمعالجات الشافيه من الامراض والافات والمشكلات الاجتماعية التي يتعرض لها الفرد والمجتمع فعليها معالجة الحرمان الثقافي والانسلاخ عن الشخصيه الاجتماعية والضياع فيخصم هذه المتغيرات التي يشهدها عالمنا المعاصر.

وبطبيعة الحال لا يجوز ان ننتظر من التربية تحقيق المعجزات ولا ينبغي ان نتصور انها تحل بصورة تلقائية كل المشاكل التي تشهدها البشرية في هذا العصر ولكن عليها بذل الجهود من اجل تجديد الطرائق التربويه واعادة النظر في وظائفها وواجباتها ةغاياتها كلما دعت الضرورة الى ذلك التجديد عندها ستعمل على تطوير العملية التربوية التعليمية اذا كانت هذا الجهود قائمة على التبصر في معالجة المشكلات التي يمر بها الانسان اليوم.

وبهذا المعنى تستطيع فلسفة التربية ان تعين الناس على اتخاذ خطوات صحيحة في حياتهم اليومية والانتقال بهم من المصلحة الشخصية الى المصلحة العامه ومن عدم المساواة الى العدالة الاجتماعية ومن الجمود والرجعية الى التجديد والتجريب.

ان تطوير العملية التعليمية يستند الى ذلك كله فضلا عن استناده الى الوظائف الخمس التي سبق الحديث عنها وهي الفهم- والتشخيص- والتحليل- التركيب- وادراك العلاقات الجديدة وحل مشكلات الصراع القيمي بمعنى اخر ان تطوير العملية التعليمية لا يتم بمعزل عن ذلك كله وان الفرد لا يدرس او يتعلم لمجرد الفهم والتشخيص بل من اجل التطوير والتجديد ولا يتم تعلمه لمجرد الحل والتركيب بل من اجل فتح افاق جديدة للاستحداث والتجويد والمعلم لو استطاع استيعاب ذلك وتمثل الوظائف التي سبق الحديث عنها فلا بد له من ان يصبح طاقة هائلة للتجديد والتجويد .

كثيرا ماتتهم مهنة التعليم بانها اقل المهن تجديدا وتطويرا ولهذا الاتهام اسانيده وحججه القويه فلا ينكر احد ان كثيرا من المعلمين يؤدون عملهم بطريقة نمطيه تقليديه تغلب عليها اللفظية والالقاء وان الكثير منهم يمتثل ويخضع لضغوط المهنة من غير رغبة في الاصلاح والتجديد لهذا فنحن بحاجة الى قراءة الجديد والاطلاع على تجارب الغير ومحاولات الاخرين في مجالات التجديد والتطوير ومثل هذه الوظيفه تقوم بها فلسفة التربية حيث تعمل على اكتساب سبل جديدة وتجويد العملية التعليمية داخل الصف وخارجه واثناء اعداد الدرس وتقويم التلاميذ وهذا مايشير الى ان تطوير العملية التعليميه من اهم الاسباب التي قد تدفعنا لدراسة فلسفة التربية وهي في الوقت ذاته اهم وظائف فلسفة التربية.

x