سمات المدن

تمثل كل مدينة ظاهرة فريدة لاتتكرر، وبالتالي فمن الصعوبة تحديد سمات للمدن، إذ تفسر كل مدينة في ضوء ظروفها التاريخية وعوامل نموها، وقد حدد لويس خصائص التحضر في مقالته الشهيرة :”التحضر كأسلوب للحياة Urbanism as a way of life”- الحجم ،الكثافة و اللاتجانس، فترتبط هذه العناصر فيما بينها ارتباطا وثيقا مما يؤدي لوجود تجمع من الناس يتسم بكبر الحجم وشدة الكثافة واللاتجانس،وربما كانت خاصية التمايز واللاتجانس الاجتماعيين أبرز ما يميز الطابع الحضري نظرا لما تتصف به المدينة من اختلافات شديدة من حيث المهن والمراكز الإجتماعية والإقتصادية، يجعلنا نقول أن المدينة هي مكان يعمل سكانه في أغلب المهن ما عادا الزراعة وهي بيئة صناعية يتزايد تحكم الإنسان فيها وبحياته ووقته وإنتاجه.

*ومن السمات العامة للمدن:

1- المــهنـة: تخصصت في :

الوظائف الإجتماعية:(دفاع،دين،ثقافة،إدارة،ترفيه).

الوظائف الاقتصادية:(تجارة، صناعة، إنتاج، خدمات).

وينتج عن ذلك أن المدينة تنقسم إلى مواقع ومناطق مميزة، فهناك أقسام للسكن، وأقسام للتجارة، وأخرى للصناعة، ورابعة للنزهة والترفيه، وينقسم السكن إلى مناطق للطبقات الفقيرة، المتوسطة والغنية.

2-المظاهر الثقافية: تمتاز المدينة بأنها كبيرة ومتنوعة وبها ميادين فسيحة ، ومعارض ومتاحف ومقاهي، وفي العمارة ترى العمارة الحديثة إلى جوار المبنى القديم ، وحي الأغنياء ملاصقا لحي الفقراء، كل هذه الأضداد مجتمعة في المدينة وهي بوتقة تختلط فيها الأجناس والثقافات ، وهي تسمح وتشجع تأكيد الفروق الفردية باستمرار، وللناس فيها طبائع متباينة بعضها ريفي والآخر مستورد من الخارج.

3- الإنسان الحضري: مع نمو حجم المدينة يقل معرفة الفرد بالآخرين معرفة شخصية،وبالتالي تصبح العلاقات الاجتماعية سطحية ومؤقتة، ولا يتصف إنسان المدينة بالتنقل، ولا يقف موقفا جامدا إزاء التقاليد.

4- التشريعات القانونية: تبرز هذه التشريعات للضبط الاجتماعي في المدينة لتحل محل طاعة التقاليد، وذلك بصفتها وسيلة أساسية لتنظيم علاقات سكان المدن وحياتهم الاقتصادية.

5- إمتداد حدود المدينة للخارج: لا تقف المدينة عند حدودها المحلية، بل تمتد خارج حدودها وتؤثر وتسيطر على المناطق التي تقع خارج هذه الحدود تصنيف المدن:

تعتبر المدينة بصفتها نموذج لمجتمع حضري ظاهرة قديمة، وهي تعتبر كذلك انعكاسا لتزايد التعقد الإجتماعي ، واستجابة لظروف إجتماعية وثقافية وجغرافية، وقد انعكس هذا على أساسه االوظيفي الذي يختلف بإختلاف الزمان والمكان، فوظائف مدينة 1950 تختلف عن وظائف مدينة 2000، بالرغم من احتفاظها بالمكان الذي تقوم فيه ، وعلى ضوء هذا يتبين صعوبة تصنيف المدن ،

ومع ذلك ظهرت بعض التقسيمات:

أولا:تقسيم المدن من حيث الحجم:

يعتبر هذا التصنيف أبسط هذه التصنيفات ،ويستخدم عند التفرقة بين الحضر والريف فقد أوضح مان Mannالاختلاف بينهم ،وقد قسم دنكان Dunkan وريس Reiss المدن الأميركية إلى 11 نموذجاً حسب حجمها، وقسم فيليب هاوز Hauser المدن إلى ما قبل صناعية وصناعية ومتروبوليتانية.

ومن تلك التقسيمات التي تضع الحجم معياراً للتقسيم:

–       المدينة الصغيرة(Town):وهي البلدة أو المدينة الصغيرة التي تتميز عن الوحدات الصغرى(القرى)والوحدات الكبرى(المدن)، وهي تتمتع بموقع حضري يسيطر على المنطقة الريفية ، وكما تتمتع بأهمية ثقافية كبيرة ،وتمارس المدينة الصغيرة التجارة البسيطة الداخلية.

–       المدينة الصناعية(City):وتتميز بتقسيم العمل، وينتظم وجودها حول الإنتاج الذي تنتجه، وهي تتمتع بموقع حضري يسيطر على الإقليم برمته وريفه وحضره.

–       المدينة( Metropolitan): وهي المدينة العظمى أو المدينة الكبيرة، ولها خصائص المدينة الصناعية.

ثانيا:تقسيم المدن من حيث عدد السكان:

هو أسهل هذا التقسيمات لارتباطه بتعقد الحياة في المدينة ،وقد طبقته معظم الدول في تقسيماتها الإدارية، ففي فرنسا كل مجموعة من السكان تعيش في مركز واحد يبلغ عددها 2000نسمة تعتبر مجموعة حضرية، وكل مركز يقل عدد سكانه عن هذا العدد يعتبر قرية في عداد الريف، وفي أمريكا يصل العدد إلى 2500نسمة ،و في بلجيكا إلى 5000 نسمة .

ثالثاً:تقسيم المدن من حيث تطورها التاريخي:

لهذا التقسيم أهميته العظمى في تتبع الحضارات التي أثرت في كل مدينة.

رابعا:تقسيم المدن من حيث العوامل الاجتماعية والثقافية:

ميز ريدفلد RedfieldوسنجرSingor في هذا التقسيم بين المدن التي تسودها العقائد الدينية المختلفة، والتي كان بعضها يساند ويقوى استقرار النظام الاجتماعي والثقافي والبعض الآخر كان يستجيب للتغير الاجتماعي.وميز فيبرFeber بين مدن النبلاء ومدن الفقراء،وبين مدن الإقطاعيين والبدائيين، ومدن نشأت في ظل الاستعمار الأوروبي ومدن قبل دخول الاستعمار كما في جنوب أفريقيا.

خامساً:تصنيف المدن حسب المتغيرات الاقتصادية:

قسم بريسBreeseالمدن إلى مدن صناعية وإدارية وتجارية،وأكد لامباردLampard أن الصناعة السائدة كانت أساس تصنيف المدن ،وأن نمو المدن يرتبط بمعدل النمو الاقتصادي.وصنف هاريس Harris وأولمانUllman المدن حسب موقعها المركزي إلى مدن النقل ومدن ذات وظائف متخصصة، وصنف ماركس في ضوء علاقات الإنتاج المدن إلى مدن العبيد ومدن الإقطاعية ومدن الرأسمالية والاشتراكية. وأشار هوزليتز إلى وظيفة المدينة في ضوء نموها الاقتصادي ،وصنف المدن إلى مدن منتجة Generative وهي التي يعود تأثيرها بالفائدة على النمو الاقتصادي،ومدن طفيليةParasiticوهي المدن الاستهلاكية.

سادسا:تقسيم المدن من حيث درجة تقدمها:

حاول تورنديك تقسيم المدن من حيث نوع وكمية الخدمات التي تقدمها للسكان، فقسم الخدمات إلى 37 نقطة تقع في ستة أقسام عامة:الصحة والتعليم والترويج والاقتصاد ونثريات.واكتشف من هذه الدراسة أن هناك ارتباط عام بين التقدم والتأخر في المدن، فالمدن التي بها نسبة تعليم مرتفعة يكون سكانها أحسن حالاً من الناحية الاقتصادية والصحية والترفيهية.

x