مفهوم الجماعة

ما يميز الإنسان عن الحيوان وجودهِ في جماعة بشرية ذات بناء ثقافي معقد ويرتبط معها في علاقات معقدة ومنظمة تهذب غرائزه وتضيف إليه صفة الإنسانية وتوفر له سبل الارتقاء والتقدم. علم النفس الاجتماعي كفرع متخصص من فروع علم النفس العام يركز على دراسة التفاعل بين الفرد بما له من خصائص والجماعة بما تمثله من معايير وقيم ومعتقدات ونظم.
مفهوم الجماعة: الجماعة وحدة اجتماعية تتكون من مجموعة من الأفراد (اثنين فأكثر) بينهم تفاعل اجتماعي متبادل وعلاقة صريحة وتتحدد فيها الأدوار الاجتماعية للأفراد ولها مجموعة من المعايير الخاصة بها ويكون فيها وجود الأفراد مشبع لحاجات بعضهم.
تعريف آخر للجماعة: هي التي يتفاعل أفرادها مع بعضهم في مواقف محددة وما ينشأ عن هذا التفاعل من علاقات اجتماعية متبادلة وقد يقتصر على فردين فتسمى جماعة ثنائية وقد يمتد إلى ما يقرب من ثلاثين فرد فتسمى جماعية صغيرة وقد يزيد العدد فتسمى جماعة كبيرة.
ماذا نلاحظ من التعريفين؟ وجود أفراد- تفاعل اجتماعي بينهم + اشباع حاجات الأفراد من جوع وأمن وانتماء – وجود أدوار اجتماعية ومعايير وعلاقات.
الدور: هو المركز الذي يحتله الفرد في النسيج الاجتماعي مثل أب، أخ، ….. الخ
المعايير: هي القيم والمعتقدات والاتجاهات العامة التي توجه سلوك الأفراد في الجماعة وعلى أساسها يحكم على سلوك الفرد مقبول أو غير مقبول.
العلاقات الاجتماعية: هي أشكال وصيغ التعامل بين أفراد الجماعة وتتشكل نتيجة لاستمرار التفاعل وقيام قواعد ومعايير للسلوك ضمن الأدوار المختلفة.

خصائص الجماعة:
1- وحدة المعايير والقيم: التي توجه سلوك كل فرد من أفرادها في تفاعله مع الآخرين ومع البيئة. وظيفة القيم والمعايير: أ‌- تكون إطار مرجعي ينسب أفراد الجماعة سلوكهم إليه ويحدد توقعاتهم من سلوك زملائهم نحوهم. ب‌-تحدد القيم والمعايير مكانة الفرد في الجماعة بمقدار ما يدافع عنها ويتمسك بها ويتخذها أسلوب لحياته وموجهاً لسلوكهِ.
2- وحدة الهدف الذي تسعى الجماعة إلى تحقيقه: وهدفها هو إشباع حاجاتها (الأمن الغذائي- الأمن القومي).
3- الجماعة كيان وهذا الكيان دينامي (حي) وأفرادها في حالة تفاعل مستمر.
4- وجود نمط تفاعل ثابت ومنظم له نتائجه بالنسبة إلى أعضاء الجماعة ويكون التفاعل إما صريح أو ضمني بالتوحد والارتباط (الجماعة الدينية).
5- وجود بناء للجماعة: قوامه الأدوار الاجتماعية والمراكز الاجتماعية.
6- وجود طريقة للاتصال: خاصة اللغة والرموز.
7- وجود قيم ومعايير وحاجات مشتركة: تؤدي إلى ضبط التفاعل بين أفراد الجماعة الواحدة من جهة وبين الجماعة الجماعات الأخرى من جهة ثانية أمثلة على الجماعة: الأسرة- الجيش- …. الخ، وهي تجمعات بشرية تمثل جماعة.

أهمية الجماعة للفرد:
1- اكتساب معايير السلوك: ففي إطار الجماعة يتعلم الفرد والمعايير والموجهات لسلوكه بما يسد حاجاته الاجتماعية والفردية.
2- نمو التفكير واكتساب خبرة الجماعة مما يساعد الفرد على حل مشكلاته.
3- اكتساب فلسفة خاصة بالحياة تجعل لوجود الفرد معنى ومبرر.
4- اكتساب قوة تواجه بها الحياة كأفراد.
5- إشباع حاجاتنا مثل الأمن الاطمئنان والانتماء.
6- الشعور بالرضا في عملنا كأفراد مع الجماعة نتيجة إشباع حاجاتنا.

تصنيف الجماعات وأنواعها:
1- الجماعات الأولية والجماعات الثانوية: يقوم تصنيف الجماعات إلى أولية وثانوية على أساس أسبقية ظهور الجماعة في حياة الفرد.
– الجماعة الأولية مثل الأسرة ورفاق اللعب. – الجماعة التي تسبق الجماعة الثانوية مثل الأحزاب السياسية- الهيئات العلمية- النقابات المهنية من حيث الظهور في حياة الفرد والتأثير في تكوينه – يسبق الجماعة الأولية ظهور الجماعة الوثقى (الأم وطفلها، الزوج والزوجة) – يسبق الجماعة الثانوية ظهور الجماعة الوسطى (سكان الحي- زملاء العمل).

– مقارنة بين الجماعة الأولية والثانوية:
الجماعة الأولية يكون اتصال الفرد مباشر مع الجماعة ومستمر وعميق، الجماعة الثانوية تمثل الرغبات والحاجات العامة للفرد ويتصف سلوكه بالقصد والاختيار ومن أمثلتها المدرسة والوزارة والمستشفى وتكون غير مباشرة وتعتمد على وسائل اتصال غير مباشرة كالصحف.
2- الجماعات المؤقتة والجماعات الدائمية: مدى ثبات العلاقات بين الفرد وأفراد الجماعة فمنها الثابتة كالأسرة ومنها الغير ثابت كتجمع الجمهرة تنشأ الجماعة غير الثابتة عرضاً وبسبب عارض مثل اجتماع الناس لمشاهدة حادث ما ويكون الشعور المشترك آني. وهناك الجماعات الثابتة أو شبه الثابتة مثل نادي الخريجين في جامعة واحدة.
3- الجماعة المرجعية: هي تلك الجماعة التي يرجع إليها الفرد في تقويم سلوكه الاجتماعي ويربط نفسه بها ويأمل أن يرتبط بها نفسياً ويتأثر بمعاييرها والاتجاهات السائدة فيها ويؤدي فيها أحب الأدوار إلى نفسه. وتقسم إلى أنواع هي:
أ‌- جماعات الانتماء الفعلي: مثل (أسرة- حزب سياسي) ينتمي إليها الفرد فعلاً.
ب‌- جماعات الانتماء الآلي: مثل جماعة السن والجماعات الثقافية ينتمي إليها الفرد بصورة آلية.
ت‌- جماعات متوقعة أو منتظرة: مثل رابطة الخريجين لا ينتمي إليها الفرد فعلاً ولكنه يتوقع الانتماء إليها.
أما العوامل التي تؤثر في مدى تأثير الجماعة المرجعية في سلوك الفرد فهي:
1- مدى إدراك الفرد لمكانة الجماعة.
2- مدى وضوح موقف الجماعة من موضوعات السلوك الاجتماعي لدى الفرد
3 – مدى إدراك الفرد للأهداف المشتركة في الجماعة.
4- مدى إشباع حاجاته فيها.
5- مدى شعوره بالأمن فيها.

x