يمكن تلخيص خمسة امور نفسية واجتماعية في علاقة المراهق بالأصدقاء والآخرين

 

1-بناء الهوية : يبدأ المراهقون بتصنيف اراء الاخرين كالآباء والمعلمين والأصدقاء وآراء يحبها وآراء لا يحبها ، وعلى اية حال فأنهم ينجحون في بناء هوية امنة يعرفون جيدا مكانهم المناسب في البيئة التي يعيشون فيها .

2-الصراعات الداخلية : وهي الصراعات التي تطرأ من انتقال المراهق من مرحلة الطفولة الى مرحلة المراهقة وبالرغم من محاولات المراهق المستمرة نحو تحقيق الاستقلال وتحمل المسؤولية إلا انه يبقى محتاجا لمساعدة الاخرين

3-الضغوط الاجتماعية : ان المراهق في هذه المرحلة يسلك ويفكر لذاته في الحاضر والمستقبل ضمن معايير الجماعة وكذلك سعيه لإشباع حاجاته وتحقيق ميوله تكون ضمن هذه المعايير .

4-الاختيارات والقرارات : يبقى المراهق في اخذ اراء الاخرين وخاصة المقربين منه كالوالدين والأصدقاء ليطمئن على جودة قراراته وصحتها التي يتخذها لرسم حياته ومستقبله .

5-عدم الوضوح : الغموض الذي يملكه من اباء ومربين حول عدد من المفاهيم التي يسعى المراهق الى تحقيقها في هذه المرحلة مثل الحرية والسلطة والطاعة والديمقراطية وعدم قدرة هؤلاء الكبار من ايصالها حسب فهمهم لها الى ابنائهم مما يحدث تشويها واختلافا في وجهات نظر الطرفين .

المراهق والمهنة والعوامل المؤثرة في اختيارها :

ان العمل وسيلة من وسائل التعبير عن الذات ، يحاول بها الفرد ان يحقق اهدافه وان يشبع حاجاته وان يحول قيمه ومثله الى واقع يعيشه ، وهم في تفاعله مع الوسط الذي يعمل فيه ويتكامل بشخصيته ويشعر بقيمته وإنسانيته ، فالعمل يعطي فرصة للاندماج مع من حوله كما يزيد من معرفة الفرد بالناس وخصائصهم وأحوالهم الاجتماعية ، ويتيح للفرد اكتشاف ميوله المهنية ورغباته كما يفسح المجال لنشاطه وتصريف انفعالاته الزائدة ،

لا يواصل جميع المراهقين دراستهم الجامعية او حتى الثانوية بل الكثير منهم يتوجه الى الالتحاق بعمل ما احساسا منهم بان المدرسة لا تحقق له رغباته او لان والديه فشلا في تنمية الادراك الصحيح لقيمة التعلم في حياته المستقبلية او للحالة المادية المتدنية للعائلة او لان ميوله وقدراته توجهه بعيدا عن مواصلة التعليم وهذا لا يعني ان العمل لا يجدي نفعا للمراهقين بل على العكس من ذلك فهو ينمي لهم الشعور بالمسؤولية وإنهم اعضاء منتجين بالنسبة للأسرة والمجتمع حتى لو كان على مستوى الاعمال البسيطة في المنزل .

ان العمل خارج المنزل يتيح للمراهق فرصة الشعور بنفسه كعضو في مجتمع اكبر من الاسرة وهذا الشعور مهم جدا ، لان المراهق في هذه المرحلة يشك في مركزه الاجتماعي فانتمائه لعمل يشعره بالاطمئنان والأمن والإحساس بالذات ، كما ان الاجر الذي يتقاضاه مقابل عمله يشعره بالاستقلال الاقتصادي ، اضافة الى ان مجتمعنا المعاصر يتطلع فيه الفتيان والفتيات الى اليوم الذي يساهمون فيه بتحمل اعباء العائلة المادية والانتماء الى فئة العاملين ، غير ان المراهقين يتعرضون الى ضغوط من جهات مختلفة لاختيار هذه المهنة وقد صيغت هذه على شكل عوامل على النحو التالي :

x