التعليم الجامعي بين رهانات الجودة و تحديات التنمية المستدامة
مقاربة سوسيولوجية لواقع و أفاق التعليم الجامعي في الجزائر
أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة دكتوراه
إعداد : أسماء هارون
إشراف : نور الدين بومهرة
2020
ملخص الدراسة
لقد تغير دور الجامعة من نقل المعرفة الى انتاج واعادة انتاج المعرفة وتكوين رأس مال بشري قادر على تحقيق معدلات انتاجية عالية والصمود أمام العولمة والتنافس الاقتصادي ، وتعتبر وظيفة خدمة المجتمع أكثرها تحقيقا لهذه الأهداف ، وهذا يتطلب تغييرا للأسس التقليدية التي يرتكز عليها التعليم الجامعي واستحداث برامج جديدة ومرنة تلبي متطلبات تطوير مهارات المورد البشري وفقا للظروف الاقتصادية والاجتماعية ، وحتى تصل هذه المؤسسة التعليمية لبناء نظام متكامل فقد عززت من جودة تعليمها برسم الأهداف التي من شأنها تطوير وتجديد وظائفها وفقا لمتطلبات التنمية المستدامة ، والجامعة الجزائرية على غرار باقي الجامعات وجدت نفسها أمام تحدي كبير ، وهو ربط الأسس العلمية بالأسس التطبيقية في العملية التعليمية لتتمكن من تلبية احتياجاتها التنموية ، وحتى تستطيع كسب رهان تطبيق الجودة يجب أن تحقق المواءمة بين مخرجاتها ومتطلبات التنمية المستدامة .
إشكاليات الدراسة
- هل تؤدي معايير العملية التعليمية في الجامعة الجزائرية إلى تلبية احتياجات سوق العمل ؟
- هل يساهم تطور البحوث العلمية في الجامعة الجزائرية في زيادة التطوير المؤسساتي ؟
- هل نجحت آليات ادارة الجامعة الجزائرية في توفير متطلبات المسؤولية المجتمعية ؟
للاجابة عن هذه التساؤلات اخترنا عينة من الأساتذة بجامعة 20 أوت 1955 سكيكدة و المقدرة ب 208 أستاذ من أصل 1040 وذلك بنسبة 20 % ، فعمدنا بذلك الى اختيار عينة عشوائية طبقية لإتاحة الفرصة اللسحب من كل الطبقات بنسب متناسبة مع حجم كل طبقة ، ونظرا لطبيعة الموضوع فقد وظفنا المنهج الوصفي واستخدمنا مجموعة من الأدوات الميدانية منها الملاحظة المقابلة ، الاستمارة ، السجلات والوثائق ، وأساليب التحليل الكمي والكيفي لنتوصل من خلال هذه الدراسة إلى النتائج التالية:
- بالرغم من الموارد الموجهة لتحقيق جودة معايير العملية التعليمية بالجامعة ، إلا أنها لم تستطع أن تلبي احتياجات سوق العمل من اليد العاملة المؤهلة والقادرة على انجاح مشروع التنمية المستدامة
- بالرغم من الجهود المبذولة والامكانيات التي سخرتها الجامعة لتطوير البحث العلمي إلا أنه مازالت بعيدة عن مجتمعها ، فهي تعيش في عزلة عنه بسبب البعد الأكاديمي الذي غلب عليها على حساب البعد الانتاجي الذي يعمل على تطوير مختلف مؤسساته.
- الجامعة الجزائرية لم تصل بعد التحقيق التنمية المستدامة التي تحتاج الى بيئة ديناميكية فعالة مرنة في علاقاتها مع كل القطاعات الانتاجية و الخدماتية ، مما يدل على عدم تحقيق المواءمة لأوضاعها الأكاديمية والإدارية والمالية ومتطلبات تحقيق الجودة المرهون بالقيادة الاستراتيجية .
- لم يستطيع التعليم الجامعي في الجزائر أن يكون محور تحقيق التنمية المستدامة ، فلم يحقق نقلة نوعية في تطبيق مبادىء الجودة بما يسمح بتكامل وتضامن مكوناته وفقا للمعايير العالمية.
الكلمات المفتاحية:
التعليم الجامعي – الجودة – التنمية المستدامة – سوق العمل – التطوير المؤسساتي – المسؤولية المجتمعية.
رابط الرسالة