In this article
أنماط التعلم ودورها فى تعليم الشباب
تأليف : محمد أبراهيم محمد
نشر : مركز فور شباب للدراسات والبحوث
2010
وصف الكتاب
إن فهم كيفية تعلم الطلاب يعتبر محورا مهما في اختيار استراتيجيات التعلم، ولكن السوء الحظ، فإن التعليم في كثير من الأحيان يستمر بالطرق القديمة، متجاهلا الفروق الفردية بين الطلبة وأنماط التعلم. إن الحاجة لفهم أنماط تعلم الطلاب تتزايد في ظل الدعوة إلى التعلم الجماعي داخل الصفوف غير المتجانسة، وقد أولى الأدب التربوي هذا الجانب نصيبا من البحث لا بأس به.
وتعرف أنماط التعلم على أنها أساليب التعلم التي تعبر عن الاختلافات في طرق تعلم الأفراد ويعد أسلوب التعلم اتجاها دائما نسبيا ومميزا لعدد كبير من الأنشطة الفكرية والمميزة، والمهام والمواقف.
إن الفائدة المبدئية لأنماط التعلم هي النظر إليه كأداة للتفكير بالفروق الفردية، وعندما نساعد الطلبة على اكتشاف أساليبهم التعليمية الخاصة، فإننا نمنحهم فرصة التوصل إلى الأدوات التي يمكن أن تستخدم في الموضوعات المدرسية وفي مواقف كثيرة خارج المدرسة.
التعلم عملية أساسية في الحياة، لا يخلو منها أي نشاط بشري، بل هي جوهر هذا النشاط. فبواسطته يكتسب الإنسان مجمل خبرته الفردية، وعن طريقه ينمو ويتقدم، وبفضله يستطيع أن يواجه أخطار البيئة، وأن يقهر الطبيعة من حوله ويسيطر عليها، ويسخرها، وأن يكون أنماط السلوك على اختلافها وأن يقيم المؤسسات الاجتماعية، ويصبح منتجا للعلم والفن والثقافة وحافظا لهم وناقلا إياهم عبر الأجيال يتعلمهم ويعلمهم ليكونوا بمثابة الطاقة التي تؤدي إلى تغييره الدائم وتجدده المتواصل.
ولهذا تمثل عملية التعلم جانبا هاما من حياة كل فرد وكل مجتمع حيث أنشئت لها المؤسسات المسئولة عن إدارتها وجريانها وتوجيهها. ولكي لا تترك هذه العملية الحاسمة عرضة لعوامل المصادفة والعشوائية. ونظرا لدور مكانة التعلم في الحياة عموما فقد اهتم الناس به على اختلاف مشاربهم، بنفس الوقت انكب فيه العلماء والدارسون على تبين طبيعته ومعرفة آلياته والوقوف على الشروط المؤثرة فيه إيجابا وسلبا سعيا وراء الوصول إلى قوانينه الخاصة