إدارة السلوك الإنساني
تأليف : علي سلمي
دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع
تلعب منظمات الأعمال في العالم المعاصر دورا بالغ الأهمية في مجالات استثمار وتنمية الموارد القومية لإنتاج السلع والخدمات وتحقيق احتياجات المجتمع ، ومن ثم إنتاج الثروة وخلق فرص العمل وتهيئة الظروف المناسبة لانتقال المجتمع (وأفراده) إلى مستويات متعالية من النمو الاقتصادي والرفاهية الاجتماعية .
ففي المجتمعات الرأسمالية يطبق نظام اقتصادي يقوم على أساس الحرية الاقتصادية ، وتفاعل قوى العرض والطلب وإعمال آليات السوق لتحديد قيم السلع والخدمات ، والحكم بالنجاح أو الفشل على المبادرات التي يقوم بها الأفراد والجماعات في مجالات الأعمال . وتكون « منظمة الأعمال » سواء اتخذت شكل شركة فردية أو شركة أموال ( مساهمة ) هي أساس النظام الإنتاجي في تلك المجتمعات ، ويكون لها تأثير واضح في اتجاهات السوق ، ومعدلات النمو والحركة الاقتصادية .
ومع انتشار الأفكار الداعية إلى حرية التجارة ، والأخذ بنظم اقتصاد السوق ، بدأت منظمات الأعمال تنهض بدور أكبر في المجتمعات التي كانت تسير على نهج اقتصادي مرکزي يعتمد على ملكية الدولة لوسائل الإنتاج ، ويباشر النشاط الإنتاجي بآليات ومعايير إدارية لا تتفق مع حقائق السوق .
ثم كانت حركة الخصخصة Privatization أو نقل الملكية من القطاع العام إلى القطاع الخاص سببا إضافيا في لفت الأنظار إلى الدور المهم الذي تقوم به منظمات الأعمال في اقتصاد الوطن ، وضرورة العمل على رفع كفاءتها وتحسين أساليب إدارتها ، وإخضاعها المعايير التقويم السليمة .