الاضطرابات النفسية أثناء جائحة فيروس كورونا المستجد
أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تفشي فيروس كورونا المستجد (2019-nCoV) في مدينة ووهان الصينية في كانون الأول / ديسمبر 2019، ويعتبر هذا الفيروس أحد أفراد سلالة فيروسات كورونا، حيث أنه يسبب مرض كوفيد-19 وهو مرض معد تم اكتشافه مؤخرا. تصيب سلالة فيروسات كورونا الجهاز التنفسي وتسبب أمراضا لهذا الجهاز الحيوي جسم الانسان، والتي تتدرج من نزلات برد خفيفة إلى أمراض شديدة في الجهاز التنفسي تتسبب في دخول بعض المرضى إلى العناية المركزة، ومن أنواعها متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس)، وكذلك كوفيد -19، الذي تحول الآن إلى جائحة تؤثر على العديد من بلدان العالم.
الصحة النفسية هي جزء أساسي لا يتجزأ من صحة الإنسان بالتوازي مع الصحة الجسدية، وهذا بناء على تعريف منظمة الصحة العالمية لمفهوم الصحة: “الصحة هي حالة من كمال العافية بدنية وعقلية واجتماعية، لا مجرد انعدام المرض أو العجز”. الصحة النفسية في تفسير منظمة الصحة العالمية هي حالة من العافية يمكن فيها للفرد تكريس قدراته أو قدراتها الخاصة، والتكيف مع أنواع الإجهاد العادية، والعمل بتفان وفعالية ، والإسهام في مجتمعه أو المجتمع العالمي.
تعتبر الصحة النفسية خط دفاع أولي وأساسي لدى الإنسان، حيث يتم الاهتمام بها وتعزيزها في كل المجتمعات بواسطة الحكومات والمنظمات المعنية، ومن باب أولى يتم الاهتمام بها أكثر في ظل تفشي جائحة كورونا الآن، لأنه في حال تدهور الصحة النفسية للأشخاص، مما قد يؤدي ذلك إلى مضاعفات جسيمة على جميع الأصعدة كالخسائر الاقتصادية الناتجة عن عدم الإنتاجية، وكذلك التأثيرات والمضاعفات المباشرة على الجانب الجسدي والذي يتمثل في انخفاض مناعة الإنسان. واليوم وخلال تفشي فيروس كورونا كوفيد- 19 والذي له تأثير نفسي سلبي هائل على الصحة النفسية، حيث أنه يزيد من انتشار الضغط النفسي والقلق والمخاوف والاكتئاب لدى الأشخاص بشكل فردي، والتي تؤثر سلبا على المجتمع بشكل كلي، وبناء على ذلك فإنه يجب على الدول والمنظمات الصحية والنفسية المعنية بالأمر، تلبية الاحتياجات النفسية للأشخاص والمجتمعات الناتجة من أو خلال الأزمات الوبائية أو الأزمات المختلفة.
وبالبحث في المصادر العربية النفسية التي تتطرق لهذا الموضوع بشكل علمي، فقد كانت نادرة، مما حفزنا إلى العمل على إعداد هذه المادة العلمية النفسية الموجزة و المبسطة، (وهي موجهة للكادر الطبي فقط وليست للعامة) ولا تشكل هذ المادة العلمية بديلا عن المشورة الطبية من المختصين، أو التشخيص أو العلاج، وإنما هي مادة إرشادية تتطرق بشكل علمي نفسي مبسط للاضطرابات النفسية التي يواجها الأفراد والمجتمعات أثناء جائحة فيروس كورونا المستجد (2019-nCoV)، وأهمية دور فرق الصحة النفسية في المستشفيات والمراكز والمحاجر الصحية والتي حرصت على تطبيقها وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية منذ البدء، حينما أعلنت منظمة الصحة العالمية عن هذه الجائحة.
- وتنقسم هذه المادة العلمية إلى ثلاثة أجزاء وهي على النحو التالي:
- 1. حقائق عن الصحة النفسية في الحجر الصحي والعزل.
- 2. مهام وخطوات فريق الصحة النفسية خلال جائحة فيروس كورونا المستجد (2019-nCoV) بالمنشأة الصحية أو المحاجر الصحية.
- 3. الاضطرابات النفسية المتوقع معاينتها وحدوثها أثناء الأوبئة أو الكوارث.