In this article
الذكاء المتعدد
المؤلف : نبيل رفيق محمد ابراهيم
بيانات النشر : دار صفاء, عمان
2011
الطبعة : ط1
يعد الذكاء المتعدد أحد الأشكال الراقية للنشاط الإنساني، فقد أصبح في هذا العصر مشكلة من مشكلات البحث في عدد من دول العالم المتقدم بإعتباره هدفاً رئيساً من أهداف التعليم، وأساساً لبناء الحضارات وإنتاج العقول المبدعة، ولذلك أصبحت تنمية الإمكانات البشرية والمهارات الفكرية ضرورة للتوافق مع التطورات التكنولوجية والمعرفية المتلاحقة التي يواجهها الإنسان، ويفرض ذلك على العملية التعليمية عدم الإعتماد على حكم المعرفي بقدر الإعتماد على كيفية إستعمال المعرفة وتطبيقها في مجالات الحياة المختلفة، كما أن تعدد الذكاء وإختلافه لدى الفرد يتطلب أتباع مداخل تعليمية – تعلميه متنوعة لتحقيق التواصل مع كل الأفراد الموجودين في البيئات التعليمية.
ولهذا فإن الكشف عن الذكاء المتعدد من شأنه أن يلقي مزيداً على الضوء على هذا المفهوم مما يزيد المعرفة النظرية والعملية خصوصاً وأن الأمر يتعلق بطلبة المرحلة الثانوية والذين يشكلون رافداً مهماً في التنمية وهدفاً جديراً بالبحث والدراسة.
لذا يهتم “علم النفس المعرفي” (Cognitive Psychology) بدراسة الإنسان والإهتمام بوجه خاص بطرائق إحرازه المعرفة، أو في أداء النشاط الذي يقوم به، والدراسة في الذكاء المتعدد وتناولها من خلال وجهة نظر علم النفس المعرفي تمثل تطوراً في دراسة السلوك الإنساني، والذي يُعدّ حجر الزاوية لإهتمامات علماء النفس المعرفيين.
ولقد قدم هوارد كاردنر (Howard Gardner) أنموذجاً معرفياً يحاول أن يصف كيف يستعمل الأفراد ذكاءهم المتعدد كونه أحد النماذج التي جاءت بها نظرية الذكاء المتعدد (Multiple Intelligence Theory) في كتابه أطر العقل (Frames of Mind) عام (1983) تمثل رؤية جديدة لتطوير التعليم ذات بنية معرفية.
لهذا كله، تضمن البحث الحالي عدد من النظريات التي فسرت الذكاء، ثم التأكيد على نظرية كاردنر للذكاء المتعدد، فصلاً عن عدد من الدراسات السابقة التي تناولت الذكاء المتعدد؛ حيث قام الباحث بإعداد ثمانية مقاييس على أساس مفهوم كاردنر (Gardner) للذكاء المتعدد وهي: الذكاء اللغوي، والمنطقي، والمكاني، والجسمي، والموسيقي، والشخصي، والإجتماعي، والطبيعي، وإستخرج نوعين من الصدق