كتاب النفس لأرسطوطاليس – الطبعة الثانية
يعد كتاب “النفس” لأرسطو واحدا من أهم مؤلفاته على الإطلاق ؛ فهو يمثل بالنسبة للفلسفة والعلوم الأرسطية واسطة عقد لها جميعًا ، فدراسات أرسطو فى علوم الحياة وعلوم الإنسان تعتمد عليه اعتمادًا كبيرًا ، فهو يمثل بالنسبة لعلوم الحياة ما يمثله كتاب “الطبيعة ” فى العلوم الطبيعية فضلاً عن أن نتائج دراسة أرسطو للنفس وقواها فيه لعبت الدور الأهم فى فهم طبيعة الإنسان وتميزه عن بقية الأنواع الحيوانية ، كما لعبت الدور الأهم فى نظرية المعرفة الرسطية وبيان قوى الإنسان المعرفية ودور كل واحدة منها وخاصة الحواس والعقل بشقيه الاستدلالى والحدسى ، ولايمكن إغفال الأثر الكبير لهذا الكتاب على دراسات أرسطو الأخلاقية ؛ إذ إن ملكة الأخلاق عن الإنسان ومنبع الفضيلة لديه تبدأ بتحكم القوة العاقلة وتوجيهها لقوى النفس الأخرى ، فلا فضيلة لدى الإنسان الإحينما تنمو القوة العاقلة لديه ، فتدرك بالحدس المبادئ الأخلاقية التى يمكن بمقتضاها توجيه السلوك الإنسانى نحو الطريق المستقيم ، فالفضيلة بشقيها الخلاقى العملى والتأملى الفلسفى أساسها العقل ، فالعقل إذن هو القوة المميزة للإنسان ، وهو أعلى قوى النفس الإنسانية تأثيرًا فى حياته؛أخلاقية كانت أو سياسية او معرفية .