كتاب الوقاية من اساءة معاملة الطفل

الوقاية من اساءة معاملة الطفل: دليل لاتخاذ الاجراءات العملية و توليد البينات

كتاب الوقاية من اساءة معاملة الطفل

إعداد : منظمة الصحة العالمية




عادة ما يتم الربط وبشكل بديهي بين مشكلة العنف ونظم الأمن والعدالة. ولم يتغير هذا الوضع إلا في عهد ليس بالبعيد مع تنامي وانخراط العديد من المهنيين العاملين في مجال الصحة العمومية ، حيث تبلور إدراك متزاید الضرورة اتباع نهج تخصصي أوسع مدى في النضال لوضع حد لإنهاء العنف. إن مقاربة متعددة الاختصاصات يجب أن تضمن علاوة على بناء استراتيجية متكاملة تتصدى للعنف بشكل فعال، أن تكون تلك الاستراتيجية متسقة و مستندة على البينات للوقاية من العنف.

وهذه الخبرة العريضة تغدو أكثر أهمية عند معالجة العنف الممارس ضد الأطفال داخل المنازل وفي الأسر. وبالرغم من عدم وجود أدنى شك في أهمية مساعدة الضحايا وتأمين سلامتهم، فيجب أن تعطى الأولوية دوما الوسائل الوقائية . إن دراسة الأمين العام للأمم المتحدة حول العنف ضد الأطفال اشتملت على الكثير من الدراسات والأمثلة عن تجارب الحكومات في هذا المجال، والتي تؤكد بشكل حتمي على أهمية وجود استراتيجية وقائية تجمع بين خبرات الكثير من المهنيين والتي تستند بشكل رئيسي على عملية جمع البيانات بصورة معول عليها.

إن الحجة التقليدية حول “حاجز الخصوصية” بين الكيان المحلي والكيان العمومي أحبطت تطوير السياسات والأدوات القانونية الكفيلة بمنع العنف داخل الأسرة وتوفير الخدمات الضرورية لضحاياه. إن غياب المعطيات الدقيقة والشاملة هو أحد الأدلة الواضحة على وجود هذه العقبة التي تعيق تطوير وتقييم استراتيجيات ناجحة للتصدي لهذه المشكلة الخطيرة. وعلى الرغم من وجود معايير دولية لحقوق الإنسان وحقوق الطفل، ما تزال بعض الأطر القانونية الوطنية عاجزة فيما يتعلق بفرض حظر صریح على العنف داخل المنزل. لقد لفتت منظمة الصحة العالمية (World Health Organization (WHO على الدوام أنظار العالم إلى الأهمية الحتمية لوجود سياسات وقائية تشرك قطاع الصحة العمومية وإلى الحاجة الملحة لتحسين عملية جمع المعطيات والبيانات. وبدورها تضم الجمعية الدولية للوقاية من الاعتداء على الأطفال وإهمالهم International Society (for Prevention of Child Abuse and Neglect ( ISPCA ، مجموعة عالمية فريدة متعددة التخصصات من المهنيين الذين قادوا خلال العقدين الأخيرين مسيرة إعداد عدد كبير من الاستراتيجيات الهادفة إلى إعادة صياغة الأساليب المكرسة لوقف العنف ضد الأطفال. وتعاونت هذه الجمعية حديثا مع الكثير من الشركاء لوضع الآليات اللازمة لتحسين عملية جمع المعلومات بشأن العنف الممارس ضد الأطفال في الأسرة و في أي محيط آخر.

يضم هذا الدليل في ثناياه الخبرة المتراكمة لهاتين المنظمتين ويوفر الأدوات والمعلومات الضرورية للحكومات والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية في مساعيها الرامية إلى الوقاية والتصدي للعنف ضد الأطفال. وهاهو اليوم بين أيدي من يعنيهم الأمر للاستفادة منه بشكل فعال .

————

باولوسيرجيو بنهيرو 

خبير مستقل

 دراسة الأمين العام للأمم المتحدة حول العنف ضد الأطفال



x