تمويل الصحة النفسية
إن التمويل عامل حاسم في تحقيق النظام الصحي النفسي القابل للحياة. وهو الآلية التي يمكن بوساطتها ترجمة السياسات والخطط إلى العمل من خلال تخصيص الموارد، ومن دون التمويل الكافي تبقى الخطط في عالم الخطابة والنوايا الطيبة. وأما مع التمويل فإن الموارد تسهم في القيام بالخدمات وإيتائها، وفي تنمية القوى العاملة وتدريبها، وفي البنية التحتية والتقنيات المطلوبة.
ويجب أن يجيب المخططون وصناع السياسات عن الأسئلة الرئيسية التالية لتمويل النظام الصحي النفسي: اما مقدار الأموال الكافية لتحريك التمويل من أجل الخطة الصحية النفسية التي تتضمن الخدمات الصحية النفسية والبنية التحتية المطلوبة؟ . ما طريقة تخصيص هذه الأموال وكيف يمكن تنظيم إيتاء الرعاية الصحية النفسية لتحديد الحاجات والأولويات المطلوبة؟
كيف يمكن التحكم بتكاليف الرعاية؟
يوفر هذا الدليل مرشدا عمليا يساعد الدول على تمويل الرعاية الصحية النفسية. إن مثل هذا التمويل ليس نشاطا معزولا ولكنه يحدث ضمن السباقات الاقتصادية والسياسية المتباينة بعمق وغالبا ما يحدث ضمن سياقات التمويل الأشمل للرعاية الصحية العامة.
ينضوي تمويل الصحة النفسية في كثير من الدول تحت بنود تمويل الصحة العامة وغالبا ما لا يكون متميزة. وفي كثير من الحالات يصاغ تمويل الصحة النفسية إن لم يحدد عبر أغراض تمويل الرعاية الصحية العامة.
إذا ينضوي تمويل الصحة النفسية ضمن سياقات أوسع من هذا الدليل الذي أعد مع بقية الدلائل الأخرى في هذه المضمومة. وترتبط الخطوات والنشاطات الموصوفة في تلك الدلائل إلى حد كبير مع التمويل.