خريف العمر أسرار مرحلة الشيخوخة
المؤلف : لطفي الشربيني
الناشر : دار العلم والايمان للنشر والتوزيع
تاريخ النشر : 2015
يحتوي هذا الكتاب على المسنين الذين يعيشون مرحلة السن المتقدم برغم تزايد أعدادهم لكنه بالدرة الأولى يحتوى على معلومات تهم كثيرا القائمين على رعاية المسنين……
منتصف العمر، أو الكهولة، أو خريف العمر، هو المرحلة الواقعة بين الشباب والشيخوخة، هذه المرحلة قد تعني لبعض الناس قمة الحياة العملية وذروة العطاء، وغاية النجاح الشخصي، و حافزاً وتحدياً مهماً لإعادة روح الحياة وتصميمها واسترجاع النشاط بحيث تصبح بحق فترة إحساس بالكيان وتحقيق للأهداف والغايات، وهي بالنسبة لغير هؤلاء جرسٌ يذكر بقرب الشيخوخة والهرم وفقدان كل آمال الشباب، فهناك من بلغوا الخمسينات أو ممن يصغرونهم بكثير تبدو عليهم مظاهر الكبر مبكراً ويتصرفون بشئ من الجمود الذي يتصف به بعض كبار السن . والواقع ان التغيرات البدنية التي تحدث اثناء مرحلة الكهولة هي نتاج لماكنة العمر التي تتقدم باتجاه الزيادة على الدوام بمعنى انها عملية متصلة تستمر طول الحياة ، وهذا التقدم في العمر أمر لا يبدأ في منتصف العمر وإن كنا نشعر به أول الامر في هذه المرحلة ، وعلى ذلك فنحن نبالغ في وصفه وتقديره ، فالعظام تفقد بعض محتوياتها من الكالسيوم وتصبح اكثر قابلية للكسر ، والغضاريف بين فقرات العمود الفقري تصبح أرق مما يسبب بعض الانحناء في الظهر ، ويفقد الجلد نضارته ومرونته ، وتبدأ التجاعيد في الظهور ، ويغزو الشيب شعر الرأس وقد يخف الشعر وربما يصله الصلع الذي يبدأ عادة بين 20 – 30 سنة وينتهي في الخامسة والاربعين ، ويضعف السمع والبصر بعض الشئ ولكن لا يظهرأثر الضعف تماماً إلا في الستينات أو حتى بعد ذلك ، وإذا لم تكن الاسنان موضع عناية فإن الانسان يفقدها في هذه المرحلة، مما يجعل الوجه منكمشاً، وهذا العيب لا تتغلب عليه الاسنان الاصطناعية كلية ، ويصبح الجسم أكثر تعرضاً للأمراض والآلام العامة . ومن حسن الحظ أن نقص كفاءة الجسم تتغير بدرجة هائلة من شخص لآخر ، فمن الناس من يبدو عليهم الهرم قبل الأوان بوقت طويل ، ومنهم من يحتفظ بنضرة الشباب الى مرحلة متأخرة من العمر ، ولسنا نعرف السبب في ذلك وإن كنا نعرف أن العناية بالصحة ونظام الاكل والرياضة كلها تساعد على الحد من آثار الشيخوخة ، ولكنها لا تضمن الشباب الى الابد .