علم اللغة التطبيقي وتعليم العربية لــ عبده الراجحي
“علم اللغة التطبيقي” علم متعدد الجوانب، يستثمر نتائج علوم أخرى كثيرة تتصل باللغة من جهة ما، أنه يدرك أن تعليم اللغة يخضع لعوامل كثيرة، لغوية، ونفسية، واجتماعية، وتربوية.
ويهدف هذا الكتاب إلى تقديم هذا العلم إلى قراء العربية، وقد قصدنا قصداً أن يأتي الكتاب موجزاً أشد الإيجاز، ملتزماً بالخطوط العامة لهذا العلم مبتعداً عن الجزئيات الفنية، وهي ضرورية لمن يعمل في هذا الحقل، وهي كثيرة أيضاً في كل مجال من مجالاته، لكنا أردنا أن تكون “القضية” العامة ظاهرة ظهوراً واضحاً، لا تخطئها العين، ولا تستهلكها متاهات البحوث الجزئية المفصلة.
وقد اقتضانا هذا المنهج أن نجعل الكتاب في سبعة فصول خصصنا الأول والثاني منها للتعريف بعلم اللغة التطبيقي ومصادره العلمية، وقدمنا في الفصول الثلاثة التالية أهم أساليبه الفتية، وهي: المقارنة الداخلية، والتحليل التقابلي وتحليل الأخطاء، واختيار المحتوى وتنظيمه، ثم نظرنا في الفصلين الأخيرين في تعليم العربية لأبنائها ولغيرهم في ضوء هذا الذي قدمناه أولاً