كتاب أساليب و طرائق تدريس الرياضيات للمرحلة الأساسية

أساليب و طرائق تدريس الرياضيات للمرحلة الأساسية

كتاب أساليب و طرائق تدريس الرياضيات للمرحلة الأساسية

تأليف : فتحي ذياب سبيتان

نشر : دار الخليج

2012 

مقدمة عن الكتاب

لقد نشأ علم الرياضيات منذ القدم لسد حاجات المجتمع وتنظيم حياته ومعاملاته المختلفة وأموره الخاصة، وما زال علم الرياضيات يتطور ويتجدد بتطور حاجات وظروف المجتمع، فقد انتشر استخدام الحاسوب والإنترنت في علم الصناعة والتجارة وكافة الأعمال مما جعل استخدام الرياضيات ضرورة حتمية في معظم أعمالنا وحياتنا اليومية، كما صبغ هذا العصر بصبغة رياضية عامة وهذا ما ألقى على المؤسسات التعليمية واجب إعداد الأجيال الحاضرة والقادمة لخدمة المجتمع وسد حاجاته من الخبرات المختلفة ومنها الرياضيات، وكما أن عليها أن تعيد النظر في المناهج والمواد الدراسية المختلفة لنواكب تطور المجتمعات ونلحق بركب الحضارة ونلبي حاجات مجتمعنا من القدرات والكفاءات المطلوبة في شتى المجالات ومنها الرياضيات، وكان لا بد لمؤسساتنا التربوية أن تواكب تطورات العصر وأن تتبنى الوسائل والأساليب الحديثة وأخر ما توصلت إليه النظريات الحديثة في التدريس والابتعاد عن الطرق والأساليب العشوائية والتقليدية القديمة.

وقد تناولت في الفصل الأول من هذا الكتاب فكرة عامه عن أهداف تدريس الرياضيات حيث أنها النتاجات المتوقعة والتي يسعى كل معلم لتحقيقها.

كما أن أهداف تدريس الرياضيات تتحول وتتغير من عصر إلى آخر تبعا للتطور الذي يطرأ على عليها وبسبب تغير أهداف التعليم من حين إلى آخر، لذا تتحمل الرياضيات قسطا كبيرا من مسؤولية تحقيق أهداف التعليم في المجتمع بصورة عامة نظرا لتغير حاجات وظروف وتطور المجتمع

أما عن كيفية تحقيق هذه الأهداف فهو محور الفصول المختلفة في هذا الكتاب والتي أحاول من خلالها أن أقدم عرضا مختلفا للأفكار والمفاهيم والمواضيع الحديثة والتي لها دلالة في تدريس الرياضيات.

كما تناولت في الفصل الثاني أراء بعض کبار علماء التربية وعلم النفس أمثال بياجيه وبرونر ممن ساهموا مساهمة فعالة على التأثير في تدريس الرياضيات، كما تطرقت إلى تقسيمات العالم بياجيه لمراحل عملية النمو عند الطفل وخصائص كل مرحلة. كما تطرقت إلى المبادئ العامة والممارسات الصفية المرغوبة والتي تؤدي إلى تلم أفضل في الرياضيات، ثم عرضت نماذج مختلفة من الخرائط المفاهيمية والتي يمكن أن يلجأ إليها المعلم كأسلوب حديث في تعلم الرياضيات من خلال المنحى التكاملي التربيطي للمواد المختلفة.

أما في الفصل الثالث فقد تطرقت إلى أهمية معلومات وخبرات الطلاب ما قبل المدرسة في تعلم الرياضيات، لأن العديد من المعلمين يجهلون أن هناك بعض المعلومات والخبرات والمفاهيم الضرورية والتي يجب أن يمتلكها الطلاب قبل التحاقهم بالمدرسة والتي تعتبر جسرا هاما لتعليم الرياضيات في المدرسة، كما أن الكثير من إخواني يجهلون أن الاستعداد الرياضي ليس هبة يختص بها
بعض الطلاب دون

غيرهم، إنما يتوقف غالبا على طبيعة ونوعية البداية في تعلم الرضيات، كما أثبتت البحوث أن تعلم الرياضيات المعاصرة والتي يعتمد على المسلمات السيكولوجية للأطفال يبعث على البهجة والسرور والمتعة خلال دراستها ويقلل من حالات الذين يخفقون فيها.

وفي الفصل الرابع تطرقت إلى أهم الأساليب التي تؤدي إلى ضعف تحصيل الطلاب في مادة الرياضيات حتى لا يقع فيها المعلم وحتى يتداركها خلال مسيرته في تعليم الرياضيات لطلابه، کما تطرقت إلى الأسس السيكولوجية الحديثة في تعلم الرياضيات من خلال مناقشة أبحاث العالم التربوي بياجيه والمتعلقة بنمو المفاهيم الرياضية للعدد والفراغ والقياس والمنطق.

أما الفصل الخامس فقد ناقشت من خلاله مفهوم الاستعداد للتعلم وإلى بعض أساليب تعلم الرياضيات كأسلوب حل المشكلات والتعلم بالاكتشاف وتفريد التعليم والتعليم المبرمج، واستخدام الحاسوب في تعلم الرياضيات، كما تطرقت إلى نظرية التعلم ذي المعنى للعالم التربوي أوزبل وإلى مراحل تعلم الرياضيات المختلفة. 

أما الفصل السادس فقد تعرضت فيه إلى أساليب تدريس الرياضيات لطلاب المرحلة الأساسية الدنيا، لأن هذه المرحلة تعتبر من أهم وأخطر مراحل التعلم لدى الطفل ولأنها تعتبر مرحلة تأسيس وبناء، كما أشرت في نهاية هذا الفصل إلى أهم الصعوبات التي تواجه طلاب هذه المرحلة في تعلم الرياضيات حتى يسعى المعلم إلى دراستها والعمل على تجاوزها وعلاجها في الوقت المناسب وأولا بأول والحيلولة دون وقوع طلابه فيها.

أما الفصل السابع فقد ناقشت فيه أساليب تدريس بعض المواضيع الهامة في الرياضيات مثل العد والعدد والعمليات الحسابية والكسور العادية والكسور العشرية لتكون هذه الأساليب معينا وعاملا مساعدا للمعلم في تدريسه الرياضيات.

أما الفصل الثامن فتناول موضوع الرياضيات والتقويم التربوي والتعرف إلى مفهوم التقويم التربوي واستراتيجياته وأهدافه ومستوياته وأساليبه.

إن هذا الكتاب هو جهد متواضع وضعت فيه معلوماتي وخبرتي وتجربتي الميدانية كمعلم ومدير مدرسة ومشرف تربوي، وأرجو من الله عز وجل، أن أكون قد وفقت في جهدي هذا والذي أقدمه لإخواني من المعلمين ورجال التربية والمهتمين. وأرجو أن يحقق هذا الكتاب الأهداف التي وضع من أجله.

رابط الكتاب


x