لقد أصبح للتوجيه والإرشاد النفسي أهمية بالغة، خصوصًا في ظل الظروف المعاصرة، وما أفرزته الحضارة الحديثة من صراعات نفسية ومتغيرات اجتماعية أثرت سلبًا على الأبناء، وخصوصًا من حيث التكيف النفسي والتحصيل الدراسي، وما نتج عن ذلك من مظاهر سلوكية أثرت على العلاقات الأسرية. هذا بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بتوجيه وإرشاد ذوي الاحتياجات الخاصة، وخصوصًا الإعاقات التي ظهرت في الآونة الأخيرة، ممثلة في صعوبات التعلم واضطراب الانتباه، وكيفية مواجهة الأسرة والمدرسة لمشكلات ذوي الاحتياجات الخاصة. إن الإرشاد النفسي هو عملية بناءة تهدف إلى مساعدة الفرد؛ كي يفهم ذاته ويدرس شخصيته ويحل مشكلاته في ضوء معرفته ورغبته وتعليمه وتدريبه؛ لكي يصل إلى تحقيق الصحة النفسية والتوافق شخصيًّا وتربويًّا ومهنيًّا وأسريًّا وزواجيًّا. فالإرشاد النفسي يركز على مساعدة الفرد على فهم نفسه وتحليل قدراته وإمكانياته، واستثمار هذه القدرات والإمكانيات في حل المشكلات التي تقابله؛ ليعيش متكيفًا من الناحية الشخصية والاجتماعية. وقد تناول هذا الكتاب في عرض شامل معظم الجوانب المتصلة بالإرشاد والتوجيه النفسي التي تهم الأسرة والمربين والمرشدين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين.