كتاب التأهيل المجتمعي: تعزيز رعاية الأذن والسمع من خلال التأهيل المجتمعي

كتاب التأهيل المجتمعي: تعزيز رعاية الأذن والسمع من خلال التأهيل المجتمعي

التأهيل المجتمعي: تعزيز رعاية الأذن والسمع من خلال التأهيل المجتمعي

كتاب التأهيل المجتمعي: تعزيز رعاية الأذن والسمع من خلال التأهيل المجتمعي
إعداد : منظمة الصحة العالمية
يعد فقد السمع الإعاقة الحسية الأكثر انتشارا  ويمثل مشكلة تتزايد على مستوى العالم بأسره. إذ تفيد التقديرات بأن أكثر من 275 مليون شخص لديهم فقد متوسط أو شديد للسمع، وأكثر من ذلك بكثير لديهم فقد بسيط للسمع و/ أو أمراض في الأذن مثل التهاب الأذن الوسطى. وبإمكان هذه المشكلات أن تسبب صعوبات تستمر على مدى الحياة – بل وتشكل تهديدا للحياة في بعض الأحيان ، ويمكن أن يكون لها تأثير بالغ على قدرة الأفراد على التواصل مع الآخرين، وعلى تعليمهم، وعلى قدرتهم على الحصول على فرصة عمل والمحافظة عليها، وعلى علاقاتهم الاجتماعية، ويمكن أن تؤدي إلى الوصم الاجتماعي

إن أحد التحديات المهمة التي تواجه العديد من الأشخاص الفاقدين للسمع وعائلاتهم هو نقص الوعي بشكل عام حول القضايا المتعلقة بفقد السمع في جميع أجزاء المجتمع. وأغلب الأطفال الفاقدين للسمع يولدون لأمهات وآباء سليمي السمع. ولذا فمن الضروري العمل على تحسين الوعي لدى الأمهات والآباء حول فقد السمع وسبل تواصلهم مع أطفالهم، إلى جانب تنفيذ برامج للتحري عن فقد السمع تتيح اکتشافه مبكرا

وإدراك المدى انتشار مشكلة فقد السمع، اعترف قرار جمعية الصحة العالمية رقم 48.9 بوجود نقص عام في الموارد البشرية والبرامج الموجهة نحو أمراض الأذن وفقد السمع حول العالم . فهناك العديد من البلدان التي لا تملك الكادر المدرب على الكشف عن فقد السمع، فضلا عن أنها تفتقر إلى المعدات والمرافق اللازمة لتقديم خدمات الدعم. كما أنه يسود في بلدان عديدة أيضا نقص شديد في العاملين، بما في ذلك المختصين في السمعيات، وفي الموارد اللازمة التوفير المعينات السمعية والدعم وبرامج التأهيل السمعي. هذا فضلا عن أن خدمات رعاية الأذن والسمع كثيرا ما تكون قديمة ومتخلفة عن مواكبة العصر  . وفي واقع الحال، يقدر أن عدد اختصاصيي الأنف والأذن والحنجرة في أفريقيا عموما لا يزيد عن اختصاصي واحد لكل مليوني نسمة، وأن بعض البلدان تفتقر إلى هؤلاء الاختصاصيين كلية.

إن فقد السمع لا يؤثر على الفرد بمفرده بل وعلى الأسرة بكاملها وعلى المجتمع عموما. لذلك فإن أية استجابات للاحتياجات التي تنشأ عن فقد السمع ستكتسب فاعلية أكبر عندما تتبع نهجة مرتكزة إلى المجتمع في التعامل مع هذه القضية – أي عندما تجري ضمن برامج التأهيل المجتمعي.
x