الخطط والسياسات الصحية النفسية من أجل الأطفال والمراهقين
إعداد : منظمة الصحة العالمية. المكتب الإقليمي لشرق المتوسط
تعرف الصحة النفسية للأطفال والمراهقين بقدرة الأطفال والمراهقين على تحقيق الوظيفة والعافية النفسية الاجتماعية المثالية والمحافظة عليهما. وترتبط مباشرة بدرجة التطور العمري الملائم النفسي والحيوي والاجتماعي الذي يتحقق باستعمال الموارد المتاحة. وتتضمن الصحة النفسية للأطفال والمراهقين معاني التعرف على الذات وتقدير الذات والاستقرار العائلی وسلامة العلاقات مع الأقران والقدرة على الإنتاج والتعلم والقدرة على استعمال التحديات النمائية والموارد الثقافية لتعظيم النمو والتطور. وكذلك فإن الصحة النفسية الجيدة للأطفال والمراهقين حاسمة في مجال مشاركتهم الاقتصادية والاجتماعية.
يؤكد هذا الدليل على الحاجة لتعزيز النماء عند جميع الأطفال والمراهقين سواء أكان لديهم مشاكل صحية نفسية أم لا. ويمكن أن يكون ذلك من خلال التأثير على العوامل التي تؤثر على الصحة النفسية والتخفيف من عوامل الاختطار وبناء العوامل الواقية أو عوامل المرونة عند السكان مثل تعزيز الأهلية الاجتماعية عند المراهقين، إذ يعاني حوالي 20% من الأطفال والمراهقين من المشاكل الصحية النفسية أو الاضطرابات النفسية الصريحة، وكثيرا ما يكون عبء المرض عند الأطفال والمراهقين أسوأ بسبب تأثيرات الوصمة والتمييز. وفي كثير من الحالات تفهم أسباب هذه الاضطرابات بطريقة سيئة وتؤثر على الأفراد الذين غالبا ما يعتقد بأنهم كسالى أو بأنهم يقومون باتخاذ القرارات السيئة.
ثمة ثلاثة أسباب رئيسية لتطوير التدخلات عند الأطفال والمراهقين بالإضافة إلى التخفيف من المعاناة التي تصاحب الاضطرابات النفسية عند الأطفال والمراهقين، وهي: (أ) لما كانت الاضطرابات النفسية الخاصة تتجلى في عدة مراحل أثناء تطور الأطفال والمراهقين فإن ذلك يقتضي أن تركز برامج التحري screening والتدخلات لهذه الاضطرابات على المرحلة التي يمكن فيها أن تبدو للعيان. (ب) ثمة درجة عالية من الاستمرارية بين الاضطرابات عند الأطفال والمراهقين وبين نظائرها في مرحلة البلوغ والتي تقتضي بأن التدخل المبكر ربما يقي أو يخفف من الإعاقة المديدة. (ج) إن التدخلات الصحية النفسية بين الأطفال والمراهقين، تنقص عبء الاضطرابات النفسية عند الأفراد والعائلات، وتنقص من التكاليف الاقتصادية على الأنظمة الصحية والمجتمعات.
