السلوك الطائفي : الانجذاب والنفور تجاه الآخر
تأليف : مأمون طربيه
نشر : دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع
سنة 2014
في كتاب سوسيولوجي هام يقول الباحث الالماني تيودور هانف بأن لبنان »يشكل موضوعاً لدراسة تجريبيبة حول مشكلة التعايش في دولة تعددية وذلك لسببين : فهو يضم بين سكانه من جهة تجمعات اثنية ومن جهة اخرى طوائف دينية، وخلال أكثر من ثلاثة عقود من الزمن اعتبر هذا البلد نموذجاً لتعايش ناجح وسلمي وديموقراطي، وكان لبنان احدى الدول القليلة خارج اوروبا نجحت فيها ديموقراطية التوافق لكن منذ عقد ونيف من الزمن تحول هذا البلد الى ارهب نموذج مزقته الحرب المقيتة، حتى بدا التحذير من لبننة النزاعات في دول تعددية اخرى فالتعايش السابق والنزاع الحاضر يشكلان موضوعا للبحث يحتاج كل منهما في الواقع إلى تفسير… » يؤشر هذا القول في بعض مدلولاته إلى ما يعتبر سمة من سمات البنية الفسيسفيائية في المجتمعات المتعددة الطوائف 6 والمذاهب والقوميات والإيديولوجيات مما يجعل السؤال مشروعاً على الدوام: ما هو حال هذه البنية واقعاً لناحية الانسجام والتنافر؟ ما هو مآل التفاعل القائم بين مكونات تلك البنية لجهة التجاذب والنفور؟
ما الذي يجعلنا نقبل بعض ما لدى الآخر أو نرفضه؟
-لماذا نحافظ على مسافات إجتماعية مفترضة مع أبناء الأقليات الأخرى؟.
-أين وكيف تظهر دلالات التجاذب والنفور؟.
-بسؤال أكثر دقة: ما الذي يدفع أفراد/ جماعات/ أقليات إلى معاملة الآخر المختلف بناءً على سلوك تعصبي؟.
إشكاليات متداولة حاول الدكتور مأمون طربيه الإجابة عليها من خلال مؤشرات ومتغيرات العلاقة القائمة بين أفراد المجتمع اللبناني، بعدما عمد إلى إستطلاعات رأي متتابعة عن الأنا والآخر الطائفي، مستخدماً مقياس المسافة الإجتماعية لرصد الإتجاهات والمواقف بين الجماعات المتشاركة وطن واحد واللامتجانسة عقيدة ورأياً.
وتقنية تحليل المضمون لتبيان الأبعاد النفسية والخلفية الثقافية والذهنية الكامنة وراء المعلن نصاً كان أو شعاراً أو صورة.
ولعل أهم ما يميز دراسات كتابة هذا هو التعاقب الزمني للبحث، ففي إحدى محوريه (الأول) يتوقف عند علاقة الأنا بالآخر الطائفي في محطات تاريخية ثلاث (2012/ 2007/ 2002) مما يجعل الدراسة تقع ضمن الدراسات الثقافية المقارنة، كما – وفي محوره الثاني – يتضمن الإشارة إلى المنحى التعصبي الظاهر عبر الشعارات المكتوبة والمواقع الإلكترونية.
