كتاب العلاج النفساني قديمًا وحديثًا

 العلاج النفساني قديمًا وحديثًا

كتاب العلاج النفساني قديمًا وحديثًا

تأليف : حامد عبد القادر

نشر : وكالة الصحافة العربية

2020

وصف الكتاب

“العلاج النفسي قديماً وحديثاً” كتاب لا يعني بالحياة النفسية للإنسان، كما أنه لا يعني بشكل مباشر بالأمراض النفسية وأنواعها وأسبابها وصورها، ولا حتى بعلاجها بشكل عام، وإنما يقتصر على ناحية واحدة من نواحي علاجها وهي ما اصطلح عليه بالعلاج النفسي، وذلك أن هنالك نواحي أخرى تستعمل في علاج الأمراض النفسية غير الطرق النفسية، منها الطرق المادية كالعقاقير والكهرباء وغيرها من الوسائل الطبيعية، والجراحة العصبية، والعلاج الاجتماعي، والمحيطي والوظيفي، والعلاج الخلاق، والعلاج التربوي، وغيرها من طرق العلاج للأمراض والاضطرابات النفسية. 

والمؤلف في اختياره للعلاج النفسي موضوعاً لهذا الكتاب لا يقصد بالتدليل على هذا العلاج كأفضل طرق للعلاج، وإنما كما يجد فيه ارتباطاً أعظم بالوضع الإنساني منذ القدم وحتى الآن، وهو أكثر من أي شئ آخر يدلل على قدم وعمق وانتشار المعاناة الإنسانية، وفيه الدليل أيضاً على محاولة الإنسان الدائبة واليائسة أحياناً، تخليص نفسه من وطأة المعاناة النفسية، ثم أن في انتشار طرق العلاج النفسي في هذا العصر وتعدو تقنياتها، واقتراب الكثير منها إلى اللامعقول في التبرير والتطبيق، كل ذلك يقيد بأن وطأة المعاناة المعاصرة هي أكثر شدة من أي وقت مضى، وبأن الإنسان بالرغم من علمانية العصر، يجد نفسه مضطراً لتسليم نفسه لقوى علاجية لا يعلم عنها شيئاً، وهو لا يجد ما يضيره في هذا التسليم ما دامت تعد بالانفراج، وقد تناول المؤلف بالبحث العديد من الطرق العلاجية القديم منها والحديث، ولعلها في كثرتها وتنوع أساليبها واختلاف أسسها النظرية تدلل على أن ما من طريقة منها تفي بالحاجات والتوقيعات العلاجية لمعظم الحالات النفسية. 

وفي ذلك أيضاً الدلالة بأن الإنسان ما زال بعيداً عن الفهم الحقيقي والكافي للأمراض النفسية، وهو الفهم الذي لا بد منه قبل إمكانية التوصل إلى علاج مناسب لهذه الأمراض. والكتاب هو واحد في سلسلة المؤلف أبواب العقل الموصدة والتي يحاول فيها استعراض المحاولات المختلفة في مجالات المعرفة المتمددة لفتح باب أو آخر في هذه الأبواب المطلة على الظواهر العقلية.


مقدمة الكتاب

توجهت أَذهان القدماء والمحدثين من الأَطباء إِلى دراسة أَمراض الجسم، ومعرفة أَسبابها، ووسائل علاجها فأَجادوا في ذلك وأَفادوا. ولم يشغلهم ذلك عن البحث في أَمراض العقل، وتعرف وسائل علاجها، فأَصابوا حينًا وأخطأوا حينًا؛ ذلك لأَن العقل البشري تكتنفه الأَسرار، وتحيط به المعميات، وتقف في سبيل تعرف أَسراره العقبات وتكثر الزلات.

ولا غرو فهم يُحاولون إِدراك أَسرار الروح، والروح من أَمر الله، الذي يعلم السر وأَخفى. ومع ذلك فقد هدتهم تجاربهم، وأَلهمهم ملهم الحكمة والهادي إِلى الصواب، فعَرِفوا كثيرًا من أَسرار النفس، وأَلموا بوسائل علمية لا يُستهان بها لعلاج أَمراضها وعيوبها، وقد وفقوا في ذلك أَو كادوا.


رابط الكتاب

x