كتاب تدريس مبادئ العلوم مرجع للمدرس فى موضوعات العلوم وكيفية تدريسها

تدريس مبادئ العلوم مرجع للمدرس فى موضوعات العلوم وكيفية تدريسها
كتاب تدريس مبادئ العلوم مرجع للمدرس فى موضوعات العلوم وكيفية تدريسها
تأليف : جلين أ. بلاو،  جوليوس شوارتز، ألبرت ج. هيوجت
ترجمة : الدمرداش عبد المجيد سرحان، محمد صابر سليم
مراجعة : يوسف صلاح الدين قطب 
نشر : دار نهضة مصر للطباعه والنشر – القاهرة
الطبعة الثانية : 1980
ولعل أهم ما يتميز به هذا الكتاب الذي نقدمه إلى قراء العربية هو أن طريقته تساعد على تحقيق كثير من الأهداف … . فالكتاب قد ألف لمساعدة المعلمين على تدريس العلوم مع مراعاة الاتجاهات التربوية السليمة . فهو يقدم للمعلم نوعا من التنظيم المتكامل لمناهج العلوم مع مراءة تسلسل موضوعاتها وتتابعها وربط الخبرات اللازمة لدراستها بعضها ببعض. كما أنه يقدم الحقائق العلمية المتصلة بدراسة كل موضوع بأسلوب يربط فيه بين الحقائق وبين أثر اکتشافها في حياة الانسان والمجتمعات ، وما أدت اليه من تطوير في المدنية الحديثة .

كما أن الكتاب يحاول الاجابة على كثير من الأسئلة التي قد تقوم في أذهان التلاميذ الذين سيتولى المعلم تدريس العلوم لهم ، ويقدم الكثير من الاقتراحات الأوجه النشاط التي يمكن أن يقوم بها التلاميذ للحصول على الاجابات السليمة عن طريق التجربة والملاحظة مستعينين في ذلك ببعض المواد والأدوات التي يمكن الحصول على كثير منها في المنزل أو المدرسة أو البيئة المحلية . 

كما يقدم الكتاب اقتراحات ببعض الرحلات التي يمكن للمعلم الاستعانة بها في دراسة بعض الموضوعات والتسجيلات المنظمة التي يكلف التلاميذ بعملها والقرارات الخاصة التي تفيدهم في دراستهم وغير ذلك مما سيجده القاريء بين صفحات هذا الكتاب .. فالكتاب قد حاول أن يجمع بين الحقائق العلمية التي يقدمها وبين الطريقة التي يمكن أن تقدم بها هذه الحقائق للتلاميذ بحيث تتاح الفرص للتلميذ ليكون ناشطا وايجابيا في عملية التعلم . وفي تفكيره ؛ فيقوم بالتجربة والملاحظة وجمع الحقائق للوصول منها إلى النتائج التي يسعى اليها .

وقد سبق لنا أن أكدنا أهمية ربط الحقائق التي تقدم للتلاميذ بحياتهم وبيئتهم ربطا يجعلهم يدر كون العلاقة أنتي بين هذه الحقائق وبين المشکلات السائدة في مجتمعهم ومواقف الحياة اليومية لديهم . فالتربية العلمية التي نحتاج اليها في مجتمعنا هي التي تكون لدى الطلاب الاتجاهات العقلية التي تؤثر في سلوكهم وتوجه ه ذا السلوك إلى الوجهة المرغوب فيها . أما اذا اقتصر تدريس العلوم على تحفيظ التلاميذ بعض الحقائق المنفصلة عن حياتهم ومطالبتهم بتكرارها، وتسميعها فان هذا التدريس لن يثمر في احداث التعلم المطلوب ، أي احداث التغيير الملائم والنمو المطلوب في عقلية الطالب وسلو که وعلاقاته الاجتماعية .

وقد جاء هذا الكتاب محققا لهذه الاتجاهات التربوية بصورة تساعد المعلم على أداء عمله .على أنه يلاحظ أن الكتاب يهتم في بعض فصوله بالحقائق التي تتصل بالبيئة التي ألف من أجل أبنائها . وهذه الحقائق وان كانت حقائق مفيدة الا أنها لن تثير اهتمام الطالب العربي الناشىء قد ماتثيره الأحداث والظواهر الشائعة في بيئته العربية .

لذلك نرجو أن نوجه نظر القراء والمعلمين الذين يستخدمون ه ذا الكتاب إلى وجوب التقصي عن الحقائق التي تتصل ببيئتنا العربية عند تدریس مثل هذه الموضوعات . فالأمثلة التي تعطي عن حياة النبات ، أو الحيوان ، او عدات الطيور ، او الثروة القومية الطبيعية، أو الخامات المعدنية في البيئة وغير ذلك من الحقائق والأمثلة التي تعطى للطالب الناشيء في الولايات المتحدة الأمريكية تختلف بطبيعة الحال عن الأمثلة التي تعطى للطالب العربي في القاهرة ، أو دمشق ، أو الدار البيضاء . فلا شك أن من أهم أهداف التربية العلمية تزويد الطالب الناشيء بالحقائق العلمية التي تساعده على تكوين الاتجاهات العقلية السليمة نحو بيئته وكيفية السيطرة عليها وادراك العلاقات بين المشكلات السائدة في مجتمعه وبين تقدم العلوم والمكتشفات العلمية بحيث يوجه كل فرد إلى استخدام هذه الحقائق في حياته واستغلالها لصالح المجتمع .

لذلك يجب أن يبدء المعلم بتقديم الحقائق التي تثير اهتمام الطالب بما في بيئته من أحداث وظواهر ، ولا بأس أن ينتقل بعد ذلك إلى ماهو كائن في البيئات الأخرى كلما اتسعت مدارك الطالب أو كلما احتاج الأمر إلى تعميم القواعد العامة والنظريات العلمية .
ومع أن هذا الكتاب قد كتب أساسا لاعداد معلم العلوم في المدرسة الابتدائية ، الا أنه في رأينا يصلح لأن يكون أحد المراجع العظيمة الفائدة التي يسترشد بها من يعدون لتدريس العلوم في المدرسة الاعدادية وكذلك في المدرسة الثانوية . فالكتاب – سواء من ناحية مستوى مادته ، أو من ناحية تعدد المقترحات التي يقدمها في كل فصل من فصوله ، أو من ناحية المباديء التربوية التي يسير عليها – يصلح لأن يكون مرجعا من خير المراجع المعلم العلوم في أي مرحلة من مراحل التعليم العام .

ولا شك أن الجهد الذي بذل في ترجمة هذا الكتاب إلى اللغة العربیة وفي اختيار المصطلحات المناسبة والكلمات المرادفة لكثير من الكلمات الانجليزية ، كان جهدا مشكورا ورائدا في هذه النواحی . ونحن نأمل أن يتقدم الزملاء من القائمين بتدريس العلوم او المشرفين عليها أو المهتمين بها بابداء مايعن لهم من ملاحظات حتى يمكن تحسين الطبعات التالية من الكتاب : فاننا لا نبغي سوى أن ينتفع من هذا الجهد أكبر عدد من المعلمين والطلاب في البلاد العربية، وأن نأخذ من هذا الكتاب مانجده متفقا مع بيئتنا ومحققا لأهدافنا من التربية العلمية في الوطن العربي


x