لمحة موجزة عن تاريخ الطب النفسي فى بلاد المسلمين

لمحة موجزة عن تاريخ الطب النفسي فى بلاد المسلمين

لمحة موجزة عن تاريخ الطب النفسي فى بلاد المسلمين

تأليف : طارق بن علي الحبيب

لقد كثر حديث الناس في هذه الأيام عن الطب النفسي، وانقسموا حول ذلك إلى فريقين : فريق يرفضه تماما، لأنه – في نظرهم – في أصله وأساسه وماله علم غربي بحت لا يمكن أن يتفق أو يتوافق مع أصول الدين الإسلامي أو العادات والتقاليد العربية، وفريق آخر – وهم قلة – يمجدونه ويقدسونه ويظنون أنه قادر على تغيير أحداث الكون الجسام . ورغم قناعتي بخطأ الفريق الأول – ولا شك – فإني أرى أيضا أن الفريق الثاني قد أسرف جدا في المبالغة. ويبدو أن الطريقة التقليدية عند بعض الناس في النظر إلى الأمور باعتبارها إما خطأ بحتة أو صوابا بحتا لم تستطع أن تستوعب أن يكون للطب النفسي محاسن ومثالب في آن واحد، وأن مثالبه ليست ذات بال عند محاسنه، وأن تلك المثالب ربما كانت قابلة للعلاج.


ولقد كتبت في مفاهيم الناس الخاطئة عن الطب النفسي كتابا أسميته «مفاهيم خاطئة حول الطب النفسي». ورغم أن ذلك الكتاب قد ساهم بعض الشيء مع غيره من الكتب والمحاضرات في هذا المجال في نشر الوعي وقبول الناس للطب النفسي، إلا أن فريقا من الناس مازال يراوده شيء من التحفظ تجاه الطب النفسي نظرا لاعتقادهم بغرابة هذا العلم عن الدين الإسلامي وارتباطه بالجذور والموروثات الغربية. ولذلك فقد وجدت نفسي محتاجة للبحث في جذور هذا العلم في بلاد العرب والمسلمين، وتقديم تاريخ هذا العلم عندهم بصورة مختصرة تسد – إلى حد ما – حاجة المثقف، وتزيد من مدارك سواه .

x