الاستقرار الزواجي – دراسة فى سيكولوجية الزواج

الاستقرار الزواجي – دراسة فى سيكولوجية الزواج

الاستقرار الزواجي - دراسة فى سيكولوجية الزواج
إعداد : كلثوم بلميهوب
تقدم هذه الدراسة موضوعا مهما يتعلق ببناء الأسرة واستقرارها, وبالتالي بناء المجتمع على أسس سليمة. ولا شك أن الزواج باعتباره عقدا رسميا بين شخصين راشدين, أساس لبناء العائلة. إلا أن العائلة مثل باقي المؤسسات الاجتماعية, قد تتعرض لمشكلات مهددة للعلاقة بين الزوجين, تؤدي في أسوأ الأحوال إلى الطلاق. وقد بينت دراسة ميدانية أجراها الديوان الوطني للإحصاء بالجزائر سنة 2002 , أن نسبة الطلاق العامة في البلاد, قد بلغت 4 %, إلا أن هذه النسبة عند الإناث أعلى بكثير مما هو عند الذكور, حيث كانت النسبة الإجمالية عند الإناث هي 7,2 % مقابل 0,8 % عند الذكور. ويرجع التباين بين النسبتين, كما بينت نفس الدراسة, إلى أن الرجال, أكثر من النساء, لجوءا إلى إعادة الزواج, سواء . كان ذلك في الحضر أم في الريف 1 وقد تشكل هذه الدراسة الرائدة في الجزائر, التي أجرتها الدكتورة / كلثوم بلميهوب, مدخلا لدراسات عيادية ونفسية – اجتماعية جديدة متعمقة. وذلك من خلال دراسة العوامل التي تسهم في تحقيق استقرار الحياة الزوجية، ومن خلال استعمال مقاييس موضوعية لتشخيص المشكلات التي يواجهها الأزواج, ومن ثم وضع البرامج الوقائية والعلاجية المناسبة على مستوى الأزواج والأفراد. وفي الواقع، فإن مما يساهم في تفاقم المشكلات الزوجية وارتفاع نسب الطلاق في الجزائر, هو عدم لجوء الأزواج لتحكيم الأهل, إلا عند تفاقم المشكلات بين الأزواج, وعدم اللجوء للاستشارة النفسية, بسبب عدم توفرها بسهولة, وبأسعار معقولة من جهة، ولعدم رغبة الأزواج في اطلاع الآخرين على أسرارهم, والخوف من كلام الناس وسقوطهم في أعين الآخرين. فقد بينت هذه الدراسة أن نسبة الأزواج .% الذين يطلبون الاستشارة النفسية في الجزائر لا تتعدى 3 ومهما يكن، فإن تعقد الحياة, وخاصة في الحضر, وارتفاع نسب الطلاق باطراد, يستدعيان ضرورة تدريب الأزواج على كيفية الاستمتاع بالحياة الزوجية من مختلف الجوانب, وليس من جانب اللذة فقط. وهذا يستدعي فهم حاجات كل طرف, وتفهم موقفه. مما يستدعي التدريب على مهارات التواصل, وخاصة مهارة الاستماع للطرف الآخر, وتفهم موقفه ووجهة نظره, وكيفية نظره للقضايا وإدراكه لها. وقد أحسنت الباحثة في تعميق هذا الجانب في الفصل الخاص بمهارات التواصل بين الأزواج. ولا شك أن توفير الإرشاد الزواجي (العائلي) على مستوى عيادات خاصة أو حكومية, تابعة لوزارة العدل مثلا. سيمكن الأسر على اكتساب آليات ومهارات تساعدهم على تحقيق الاستقرار العائلي, والاستمتاع به, وتربية أطفال متوافقين نفسيا واجتماعيا. كما سيساعد الشباب المقبل على الزواج أو المتزوج قريبا على اكتساب المهارات التالية :
1 –اختيار الشريك المناسب واتخاذ القرارات المرتبطة بالزواج وتكاليفه.
2 – حل الخلافات وإدارة النزاعات قبل وأثناء الحياة الزوجية.
3 – حل المشكلات العائلية وغيرها من المشكلات العامة.
وعليه، فإن دراسة مثل هذه, لجديرة بالقراءة والاستفادة منها من طرف الجمهور العام, وجديرة بأن تكون منطلقا لدراسات وبحوث ميدانية أخرى. كما أنها تشكل قاعدة لاقتراح مؤسسات على مستوى الوطن, كفتح مراكز للإرشاد الأسري تابعة لوزارة العدل, أو وزارة الشؤون الاجتماعية, بهدف العمل على بناء الأسرة المتوازنة, وتحقيق الاستقرار العائلي, وتوافق الأزواج والأبناء من الناحيتين النفسية والاجتماعية.

x
Scroll to Top