الاعاقة السمعية دليل علمي و عملي للاباء و المتخصصين

الاعاقة السمعية دليل علمي و عملي للاباء و المتخصصين
الاعاقة السمعية دليل علمي و عملي للاباء و المتخصصين

المؤلف: د. هلا السعيد
الناشر: مكتبة الأنجلو المصرية

سنة النشر: 2016


نبذة المؤلف : 
الحمد الله الذي اعانني على استكمال كتابي السابع من مجموعة التربية الخاصة (( الاعاقة السمعية)) برغم انه يعتبر اول كتاب قد بدأت بكتابته عام 2006 وذلك بسبب اعاقة ابنتي وكانت كل محاولاتي لانهاء الكتاب تأتي بالفشل بسبب شعوري الدائم انه مازالت هناك امور كثيرة لم اتطرق لها حيث يرجع هذا الشعور من معاشرتي لابنتي دانيا التي تعاني من ضعف بالسمع والتي اصبحت الان الواحدة والعشرون من عمرها فانا اريد تدوين كل ما رأت عيني وما سمعت اذني من خلال ابنتي لعله يكون نبراص ينقاد به او دليل يسترشد به . وحيث حاولت قدر الإمكان في هذا الكتاب من الالمام بجميع ما يخص الاعاقة السمعية من ( تعريف واسباب وانواع وطرق التشخيص والتقييم وطرق العلاج ) حيث تعتبر الإعاقة السمعية من أشد وأصعب الإعاقات الحسية التي تصيب الإنسان , ولاهمية حاسة السمع حيث تعد واحدة من أهم الحواس التي يعتمد عليها للفرد في تفاعلاته مع الآخرين أثناء مواقف الحياة المختلفة، نظرا لكونها بمثابة الاستقبال المفتوح لكل المثيرات والخبرات الخارجية، ومن خلالها يستطيع الفرد التعايش مع الآخرين. وحاسه السمع لها تأثير سلبياً على التطور اللغوي لديهم، إذ لا يمكن أن يحدث هذا التطور بشكل سليم إلا إذا تمتع الأطفال بحاسة سمع سليمة في الأساس. ولتدارك الأمر وضمان تطور لغوي سليم للطفل، لا بد من اكتشاف مثل هذه الاضطرابات بشكل مبكر وعلاجها في الوقت المناسب. وهنا أأكد على دور الاسرة الفعال في تقبل اعاقة اطفالهم وما يعود عليه من تطور ابنائهم بمختلف المجالات. واركز بكتابي هذا على اهمية التنشئة في سن ما قبل المدرسة ( التدخل المبكر) للاطفال ضعاف السمع واهميتها حيث تبقي وتتأصل خلال الحياة المدرسية، ومن ثم فإن العناية بالتكوين النفسي وتقبل الإعاقة لدي الطفل الأصم مع إتاحة الفرصة له للنمو والتواصل والتفاعل مع أفراد الأسرة في مواقف عادية تصقله وتساعده علي نمو شخصيته. واتمنى ان يكون هذا الكتاب نبراص يسترشد به لكل من يتعامل مع طفلاً يعاني من اضطرابات سمعية من (أم – أب – اخوة – معلمين – مربين ) . واخيرا نستخلص من الكتاب الاهمية الكبرى لحاسة السمع التي تظهر بعملية اكتساب اللغة وتعلم مهارات مختلفة يعتمد عليها الطفل بحياته العامة ، فالإنسان يتلقى معظم المهارات والمعارف من خلال السمع بل أن تقليد الأصوات وتعلم الكلام لا يتم إلا عن طريق السمع فالطفل الأصم لا يستطيع الكلام لعدم قدرته على سماع الأصوات ، لذا فأن لحاسة السمع الأهمية الأولى في التعلم وقد ذكرنا في الفصول الاولى على تقدم ذكر حاسة السمع في القرآن الكريم على بقية الحواس في كثير من آيات الذكر الحكيم قول تعالى (( وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون )) مما يدل على أهمية السمع حيث أن حاسة السمع تتكون لدى الإنسان وتستجيب للأصوات منذ الولادة بل ان حاسة السمع تكون أثناء وجود الجنين في رحم أمه. فنمو الحواس وتطورها تكون على مراحل ,ويسبق بعضها بعضاً . وأثبت العلم الحديث أن حاسة السمع بالفعل تسبق حاسة البصر في التكوين فحاسة السمع عند الجنين فتبدأ أبكر مما يظن الجميع ، حيث تبدأ في الأسبوع السادس عشر ، على الرغم من أن الأذن نفسها تأخذ شكلها النهائي المكتمل في الأسبوع الرابع والعشرين. وعندما يحين موعد الولادة يمتلك الجنين قدرة سمعية مطابقة تقريبا لقدرتنا نحن البالغين على السمع. (سبحان الخالق). فالنمو المعرفي والاجتماعي للإنسان خاصة في سنوات العمر الأولى يعتمد على السمع حيث يتفاعل مع الأصوات التي يسمعها ويبدأ في اكتساب مهارات ومعلومات تحقـق لـه التواصل مع المحيطين به . وفقدان جهاز مهم في تحقيق هذا النمو يستوجب أن يكون هناك نوع خاص من التعليم ملائم لطبيعة هذه الإعاقة وذلك باستخدام منهج يتوافق مع حاجات وخصائص المعاقين سمعياً. وهذا الكتاب قد اجتهدت الكاتبه به لتقديم رؤية تربوية في تخطيط وبناء مناهج تربوية لذوي الاعاقة السمعية تهدف إلى تعليمهم إلى أقصى درجة تؤهلهم للعملية التكيف والتعلم التي تأهلهم لعملية دمجهم بالمجتمع، باستخدام الطرق والوسائل الفاعلة القادرة على تطورهم بجميع الجوانب.


x
Scroll to Top