In this article
التعلم المدمج والتعلم المعكوس
تأليف : عاطف ابوحميد الشرمان
كما هو الحال في أي مشروع يهدف إلى تحسين العملية التعليمية، من الممكن للتعلم المدمج أن يطبق بشكل جيد أو يطبق بشكل رديء. فإذا ما تم تطبيقه بشكل جيد فمن الممكن أن يساهم هذا النمط من التعلم في تحسين مخرجات التعليم. ومن المبادئ الأساسية والمهمة في تطبيق نمط التعلم المدمج أنه نمط يعتمد على إعادة تصميم العملية التعلمية وليس مجرد استخدام للتكنولوجيا. وتبعا لذلك ينبغي الأخذ بعين الاعتبار التغيرات التي تطرأ على دور الطالب ودور المعلم والتغيرات التي ينبغي أن تطرأ على بيئة التعلم.
لربما يكون قارئ هذا الكتاب طالبا أو معلما أو ولي أمر وأيا كان فقد خبر المشاهد المتكررة في غالبية المنازل أن الأولاد (ذكورا وإناثا) منهمكون دائما في عالمهم الافتراضي. فهم يتصفحون الانترنت ويشاركون المعلومات ويساهمون في تكوينها. وهم يمتلكون مهارات متقدمة في التصفح والتعامل مع التكنولوجيا الحديثة. وفي هذا الواقع الجديد، ترمى الكرة في ملعب المؤسسات التعليمية لتتعامل مع جيل جديد مختلف إلى حد كبير عن الأجيال التي سبقته. وعندها تجد تلك المؤسسات نفسها في حيرة، وفي كثير من الأحيان ارتباك، نتيجة للالتصاق بالماضي وضرورة التخطيط للمستقبل. فالنظم التعليمية أصبحت متجذرة بطقوسها وممارساتها وتفكيرها. وهذا نفسه يشكل جزءا من الإشكالية، فالجيل القائم على النظم التعليمية يختلف إلى حد كبير عن الجيل الذي يسعى إلى التخطيط له وتعليمه وإعداده للمستقبل.