المهارات الاجتماعية والاتصالية – دراسات وبحوث نفسية
تأليف : فرج، طريف شوقي محمد
نشر : دار الغريب للطباعة والنشر والتوزيع, 2003
يعزي الاهتمام بالمهارات الاجتماعية إلى كونها من العناصر المهمة التي تحدد طبيعة التفاعلات اليومية للفرد مع المحيطين به في السياقات المختلفة، والتي تعد في حالة اتصافها بالكفاءة من ركائز التوافق النفسي على المستوى الشخصي والمجتمعي. وحين نفصل القول في المزايا المترتبة على ارتفاع مستوى تلك المهارات سنخالها متعددة ومن أبرزها: تمكين الفرد من إقامة علاقات وثيقة مع المحيطين به ؛ والحفاظ عليها، من منطلق أن إقامة علاقات ودية من بين المؤشرات الهامة للكفاءة في العلاقات الشخصية. فالفرد كما يشير كارليون يحيا في ظل شبكة من العلاقات التي تتضمن الوالدين، والأقران، والأقارب، والمعلمين، ومن ثم فإن نمو تلك المهارات ضروری للشروع في إقامة علاقات شخصية ناجحة، ومستمرة، معهم (1997 ,carlyon)، وقدم بعض الباحثين تفسيرا لذلك الموقف قوامه أننا حين نفحص محتوى المهارات الاجتماعية سنجدها تتضمن مهارات اتصالية متنوعة تعمل على توطيد أواصر الصلة مع الآخرين، كالمحادثة، والتي تحدد طبيعة أسلوب التواصل بين الأشخاص ونمط علاقاتهم (1991 ,Nofsinger)، والقدرة على فهم مغزی رسائلهم غير اللفظية، والاستجابة لها، والإفصاح عن الذات، والتي تعني الانفتاح على الآخر، وفتح خطوط اتصالية معه مما يعمل على تقليل المسافات النفسية بينهما، وهي مهارة يوضح « ألتمان وتايلور» ultman & taylor أنها مركزية لنمو العلاقات الوثيقة حيث يصعب تصور قيام علاقة وثيقة بين فردين بمعزل عن قدر مناسب منها، يتبادله الطرفان، وينمو بالتدريج، من حيث العمق والاتساع، عبر تاريخ العلاقة (1994 , Collins & Miller )، فضلا عن الإنصات، وتفهم الآخرين، ومشاركتهم وجدانيا، وتقديم يد العون لهم. وتيسر المهارات الاجتماعية المرتفعة على الفرد، أيضا، إدارة علاقات العمل سواء مع الزملاء، أو الرؤساء، أو المرءوسين بطريقة أفضل،