سيكولوجية التفوق الرياضي : تنمية المهارة العقلية

سيكولوجية التفوق الرياضي : تنمية المهارة العقلية

سيكولوجية التفوق الرياضي : تنمية المهارة العقلية

تأليف : مصطفي حسين باهي
مكتبة النهضة – القاهرة
 1999

إن المشكلة الكبرى التي تواجه رياضي اليوم، هي حاجته إلى إعداد عقلی جید، حيث لاتكفي الموهبة وحدها ولاقدرته الفنية، ولا لياقته البدنية لكي يتفوق رياضيا. انه في حاجة إلى القوة العقلية والإيمان بالذات وبالقدرة على التركيز في لحظات الشدة والحرج ففي مقدور الكثير منا أن يمشي على حاجز حجرى على حافة الطريق دون الخوف من السقوط ولكن ماذا لو ارتفع هذا الحاجز الحجری عن سطح الأرض آلاف الأقدام؟
وما يبين أهمية الجانب العقلي في الرياضة، تلك المكانة السامية والمنزلة الهامة التي يشغلها في وسائل الإعلام والصحف والمجلات الرياضية واحادیث المدربين والمديرين والرياضيين ، فالجميع يؤكد على اهمية الجانب العقلي في المنافسة فهر العامل الحاسم يوم المباراة نظرا لما تمتع به الرياضة الحديثة من مستويات رفيعة يتضاءل فيها الفارق بين الرياضيين من حيث الجدارة الفنية أو اللياقة البدنية أو تقنيات التدريب أو استراتيجيات اللعب. فاللاعبون عندما يقفون مثلا على خط بداية ۱۰۰م عدو لاتستطيع أن تفرق بينهم من ناحية الموهبة أو التدريب، فالذي يفصل بينهم تم بعيدا عن العيون .
والإعداد العقلی من اهم عناصر التدريب، لتحقيق أفضل اداء رياضي. حيث يتعلم الرياضي أن يتحمل ساعات التدريب الطويلة الشاقة دون ملل أو ضجر، وأن يتعلم كيف يتعامل مع حالات الحظ العاثر من إصابة غير متوقعة، أو عوامل غير قابلة للتحكم فيها ذات تأثير على نشاطه الرياضي حسب برنامجه التدريبي. أي أنه بهذا الإعداد العقلي يتمكن من تجاوز تلك الهزائم والنكسات، ومن ثم تحمل الضغوط التي تترتب على زيادة حمل التشغيل في التدريب المكثف. كما يتمكن من التعامل مع وسائل الإعلام الحديثة التي لاتكف عن التدخل في خصوصيات الرياضي وماتسببه من إزعاج وتطفل ومضايقة ألحقت ضررا بليغا بكثير من الرياضيين.
x
Scroll to Top