علم نفس النمو

علم نفس النمو
علم نفس النمو
المؤلف : ناريمان محمد رفاعي
نشر : دار الزهراء  – الرياض

يتناول علم النفس الارتقائي دراسة مراحل النمو المختلفة للإنسان منذ لحظة الإخصاب حتى مرحلة الشيخوخة تلك المراحل التي حيرت عقل البشرية حينة من الدهر، فالإنسان معجم ضخم تكمن فيه أسمى عظات الخلق ففيه العقل المدبر الواعي، والموهبة الفذة، والقدرة الإبداعية الخلاقة (زينب شقير، ۱۹۹۹) فإذا سألنا أنفسنا عن طبيعة النمو الإنساني فسنواجه بتعقيد الوجود البشري لأن التطور البشري عملية دينامية مستمرة في سلسلة من المراحل بدأ من “جنين” فرضيع، فطفل، فمراهق، فشاب، فكهل”.
وفي كل مرحلة تطرأ عليها تغيرات بنائية على الجوانب العقلية والجسمية والحاسية والانفعالية والحركية وتتصف بخصائص وسلوكيات خاصة بها.
وحقيقة الأمر أن هناك علومة أخرى تهتم بظاهرة النمو مثل علم الحياة وعلم الأجنة والطب والتربية، تتكامل فيما بينها لبناء إطار كامل وشامل لفهم ظاهرة النمو الإنساني (محمود عقل، ۱۹۹۲م).
ومن هنا فعلم نفس النمو فرع من فروع علم النفس والذي يتجه اهتمام علماء النفس فيه إلى الكشف عن القاعدة الأساسية في السلوك الإنساني وكذلك إلى وضع المبادئ العامة التي تكشف عن العلاقات والتفاعلات بين المتغيرات المختلفة والوصول إلى معايير النمو، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فهو علم له أهميته في مجال الصحة النفسية. على أساس أن توافق الفرد يرتبط ارتباطا وثيقة بمراحل نموه وتغيراتها، ومشكلات كل منها و مطالبها، وطبيعة الظروف المحيطة بالفرد، وما إذا كانت مواتية لنمو الفرد نموا صحيحة سوية أم معوقة لهذا النمو، ومعرقلة له، وبمدى إشباعنا لاحتياجات كل مرحلة من مراحل النمو إشباعة متوازنة دون إفراط أو تفريط لا سيما خلال مرحلة الطفولة التي يعدها معظم الباحثين والعلماء بمثابة أساس الشخصية في بلوغها ورشدها. (عبد المطلب القريطي، ۱۹۹۸)
ومن هنا يمكن تعريف علم النفس بأنه “ذلك العلم الذي يدرس السلوك الإنساني دراسة علمية موضوعية بهدف فهم هذا السلوك ومعرفة القوانين المنظمة له حتى يمكن ضبطه والتنبؤ بإمكانية حدوثه». .
کما يعرف علم نفس النمو بأنه “الدراسة العلمية لكافة التغيرات التي تحدث للكائن الحي بمظاهرها الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية والسلوكية بهدف وصفها وبيان ارتباطها مع بعضها ومع غيرها، والكشف عن القوانين والمبادئ المنظمة لها بغية تحقيق أهداف معرفية أو تطبيقية مستخدمة في ذلك المنهج العلمي”. (محمود عقل، ۱۹۹۲م)

ميادین دراسة علم نفس النمو
تدور أبحاث علم النفس بشكل عام حول ظاهرة النمو الإنساني وما يطرأ على الفرد من تغيرات عضوية ووظيفية عبر مراحل نموه المختلفة، ولكن علم النفس لا يكتفي فقط بوصف هذه التغيرات بينها يهتم أيضا بتفسيرها ولذلك يمكن تحديد ميادين الدراسة في علم نفس النمو إلى ما يلي: . دراسات تناولت مظاهر النمو المختلفة (الجسمية والعقلية والحركية والاجتماعية والانفعالية لدى الفرد وكذلك ما يطرأ عليه من تغيرات بنائية ووظيفية خلال مراحل نموه المختلفة لنستطيع تحديد مظاهر النمو السوي.


x
Scroll to Top