In this article
كيف تنشئ ثقافة الإنجاز في مدرستك
تأليف : دوغلاس فيشر (و) نانسي فيري (و) أيان بومبين
ترجمة : مكتب التربية العربي لدول الخليج يقدم هذا الكتاب بعض الممارسات والأنماط المقترحة لمساعدة المدارس على الانخراط في حلقة مستمرة من التطور الذي توجهه رسالة المدرسة وتلهمه رؤيتها وتفعله ثقافتها. وهناك أركان أو أعمدة أو أفكار رئيسة تنظم تلك الممارسات وتطلع أصحاب المصالح على كيفية الإبقاء على رسالة المدرسة حية وفاعلة وقادرة على الانتعاش في الحياة اليومية للمدرسة. لقد اختار المؤلفون كلمة “عمود / ركن” لأنها كلمة هندسية تسهم في حمل ثقل البناء. وبعبارة أخرى، فإن الأعمدة تربط الأشياء ببعضها البعض، وهي التراكيب أو الأبنية التي ترتكز عليها رسالة المدرسة. كما تشكل الأعمدة الرابط بين الرسالة والأرض التي يتم عليها التعلم والتعليم. وفي السنوات القليلة الماضية، ومن خلال خبرات المؤلفون التراكمية في المدارس وقراءتهم للعديد من الكتب في التربية وإدارة الأعمال استطاعوا أن يحددوا خمسة أعمدة مهمة لبناء ثقافة التحصيل والإنجاز التي يطمح كل واحد منا أن يرسي قواعدها. وقد خصص لكل عمود/ ركن فصل مستقل، وهي كما يأتي: 1. الترحيب. 2. لا ضرر ولا ضرار. 3. انتقاء الكلمات. 4. اطلب العلم من المهد إلى اللحد. 5. أفضل مدرسة في العالم. وتتضح هذه الأركان في الفصول من الثاني إلى السادس. وتناقش أهمية كل ركن في بناء الثقافة المدرسية ويقدم الكتاب أمثلة من المدارس توضح كيف نفّذ الموظفون ذلك الركن. وعلاوة على ذلك، يركز كل فصل على الممارسات والأبنية التي تضمن تحويل الركن إلى ممارسة يومية في المدرسة. وتتضمن هذه الأمور ما يأتي: 1. المبادئ التنظيمية: العناصر الأساسية المحددة للركن والتي توفر أمثلة وتعاريف لتحقيق الجودة. 2. الدورة الخدمية: سلسلة من الأفعال يدرك الموظفون أهميتها في تفعيل رسالة المدرسة وأركانها. 3. أدوات البحث الإجرائي: وسائل لتحقيق التوازن في الاستثمار في الممارسة التأملية والتخطيط لتلبية الحاجات والأداء الفاعل. ويؤكد المؤلفون أن تعرّف ما يقع فوق سطح مؤسسة المدرسة يساعد في الكشف عمّا هو خفي تحت السطح – العلاقات والهوية والثقافة والبيانات الضرورية لتثبيت المدرسة وتطويرها. إن القوة الجماعية لمجتمع المدرسة التي تسعى لبناء ثقافة تحصيل وإنجاز لا يمكن التقليل من شأنها. وكما هو الحال في تربية الأشجار، فإن صيانة مواردنا ورعايتها توفر لنا الظل الذي نحتاج إليه. وجاء الفصل الأول بعنوان ” إنشاء ثقافة في المدارس” ليبين أن المدرسة الفاعلة تعمل على تحديد متطلبات رسالة المدرسة بدمج المنحى الأكاديمي في عملية بناء ثقافة المدرسة. إذ تُعد ثقافة المدرسة أمراً مهماً في عمل التربويين إذا أردنا أن يكون تحصيل الطلبة على مستوى عال. فالمعلمين عامل مهم وما يفعلونه أهم فلابد من تزويدهم بمهارات التدريس وتمكينهم من فهم المادة التي يدرسونها, من خلال التنفيذ المنتظم للإجراءات التي تبني ثقافة المدرسة بحيث يصبح الطلبة وذوو المصالح الآخرون في المؤسسة التربوية ثنائي الثقافة. فثقافة المدرسة شيء لا يمكن تركه للصدفة، فواجبنا أن نبني ثقافة إيجابية ومرنة وديناميكية، وبذلك نستطيع أن نساعد جميع الطلبة. أما الفصل الثاني فقد جاء بعنوان “الترحيب” فيشير إلى إننا نعتقد أن التجارب والخبرات الترحيبية تشكل جزءاً لا يتجزأ من عملية إنشاء ثقافة للتعلم لأنها ثقافة تعزز الخيارات الإيجابية. فالتجربة التي نريد ان نوجدها كل يوم هي أن تكون المدرسة وكأنها منتجع خمس نجوم. وليس الأثاث الفاخر هو الذي يحدث الفرق، بل هو الشعور بالانتماء والعضوية الذي يشعر به كل فرد. المدارس الفاعلة، كغيرها من المؤسسات الفاعلة، لا تترك هذه الأحلام والطموحات للصدفة. فلابد من قيادة ووضع أنظمة وتنفيذها وإداراتها. ولابد من رفع مستوى الذكاء الانفعالي للمؤسسة بحيث يشعر جميع أصحاب المصالح بالترحيب وحينئذ يلتزمون بالتعليم والتعلم والتطوير والإنجاز. ويعرض الفصل الثالث ” لا ضرر ولا ضرار ” لكيفية تحويل نظرة المعلمين والطلبة إلى إيجاد بيئة منظمة تشجع على التعلم. إن التقاليد والمعتقدات التي يمكن تعديلها لدى كل واحد منهم قد تؤدي إلى مشاعر قوية مضادة للمبدأ الذي تحاول تأسيسه في المدرسة. ويتطلب تأسيس ثقافة تعيد الثقة وتعلم السلوك الفاعل والاختيار السليم التزاماً عاماً في المدرسة وتطويراً مهنياً مستمراً وتدريباً للطلبة. إن الطالب الذي يقول: “أوصاني جدي ألا ابدأ شجاراً، ولكن ينبغي أن أضع نهاية لشجار” عليه أن يوفق بين تقاليد البيت والمدرسة. وهو بحاجة إلى مساعدة كبيرة ليعرف كيف ينفذ ذلك. وعلاوة على ذلك، فالمعلمة التي تريد أن تعرف كم مرة قامت بتوقيف طالب لارتكابه مخالفة في الصف قد جاءت من ثقافة مدرسية كان فيها المدير هو الذي يعالج جميع المشكلات السلوكية. ولذلك ينبغي لمثل هذه المعلمة أن تدرك أن لكل واحد منا دور في تأسيس ثقافة تكون فيها العناية بأنفسنا وبالآخرين وبهذا المكان (المدرسة) معياراً لتقييم أفعالنا وردود أفعالنا. ويركز الفصل الرابع ” انتقاء الكلمات ” على بناء ثقافة تفهم الأثر المدمر للسخرية على الطلبة الذين ما زالوا يسعون لاكتشاف ذواتهم والاحتفاء بأنفسهم. فخطر السخرية وضررها لن يقل قد يمتد لسنوات. لذا يقترح المؤلفون أن تضع المدرسة معايير تحدد استعمال الصراخ والتهديد والسخرية في التفاعلات بين المعلمين وطلبتهم. فهذه الأشياء لا تبني الثقة ومن المحتمل جدًّا أن تلحق ضرراً بالغاً بها، ولن تبني ثقافة يقدر فيها التطور الشخصي كشريك في النجاح التربوي ويساعد في إيجاد البيئة المناسبة للطلبة. وعدم الانتباه لا يقل ضرراً عن هذه الأمور لأن السرعة في إسماع صوتنا للآخرين قد تؤدي إلى ضياع المعنى الذي يحاول الطلبة إيصاله خلال كلماتهم وأفعالهم. نحن لا نتوقع من الطلبة التفكير في المستقبل ووضع الأهداف الشخصية وتحديد الإنجازات والبحث عمـّا يطمحون لتحقيقه ويقدرون مواهبهم وقدراتهم إذا لم يُصمم اليوم المدرسي لهم بطريقة تتجاوز عرض كفاءتهم في المواد الدراسية. إن المزاوجة بين الكلمات والاستماع قد يحوّل قوة “إذا” إلى حقيقة. إن تطوير الهوية والقدرة على الفعل وعقلية الإنجاز في الطلبة يساعد في إيجاد ثقافة الإنجاز في المدرسة. اختر كلماتك بحكمة لأنها مهمة. والفصل الخامس “اطلب العمل من المهد إلى اللحد ” فيتعرض لأركان وأعمدة ثقافة المدرسة ويشبهها المؤلفون بما يحدث في الثقافة المعمارية حيث تعمل الأعمدة أو الأركان على توزيع ثقل البناء وتساعد في تماسك أجزائه، كما أنها تضمن عدم انهيار المبنى بسبب ثقله. إن أي ركن للتعلم ضروري لرسالة المدرسة كضرورة العمود للبناء. فعندما سأل المؤلفون مجموعة من المعلمين ماذا تحتاج مدرستهم لتنفيذ هذا الركن، ذكروا لنا ما يأتي: – تدريس جيد وإعادة تدريس جيدة. – لا تفقد الأمل في أي طالب. – فهم حياة الطلبة. – تطوير علاقات قوية. وكما هو الحال في الأركان الأخرى التي ناقشها المؤلفون، فإن هذا الركن يشكل فلسفة وليس مجرد عدد من الإجراءات. وينبغي أن نتوصل إلى الاتفاقات الفلسفية قبل أن ننتقل إلى السياسة والممارسة، وإلاّ سيكون التنفيذ مخاطرة وستؤول الجهود إلى العدم. وعلى كل حال، يجب أن نتوقع أن التدريس والتصحيح والواجبات البيتية وجهود الإنقاذ الأكاديمي ستتطور بشكل متقطع عندما يبدأ الناس أو أحياناً يفشلون في محاولاتهم الأولى. وكما هو الحال بالنسبة لطلبتنا، ينبغي أن نتمتع بنفس الميزة: اطلب العلم من المهد إلى اللحد. ويعرض الفصل السادس ” أفضل مدرسة في الكون ” لمبدأ كون المدرسة أفضل مدرسة في الكون لا يتحقق في المستقبل فقط، بل هو عمل مستمر في جميع أنواع المدارس والأماكن، ففي كل مدرسة تدرس آلاف الدروس بقصد ودون تخطيط، ويتعلم الطلبة آلاف الأشياء بقصد ودون تخطيط أيضاً. وهناك آلاف التفاعلات المتزامنة بين الراشدين وبين الراشدين والطلبة وبين الطلبة أنفسهم. وفي كل لحظة من اليوم الدراسي تحدث آلاف الأشياء منها الجيد ومنها السيء ومنها العادي ومنها المتميز. والحقيقة هي أن هناك أوقاتاً في اليوم الدراسي لا نعرف إن كان من الممكن أن تكون قد مرت بشكل أفضل. وهناك مزيج من الكفاية التي أدى التدريس والإرشاد والشعور مع الآخرين فيها إلى تعلم مدهش وتطور ونمو وإنتاجية في كفاية أخرى. في تلك اللحظة اتحدت فيها النجوم فأصبحنا الأفضل في الكون. وتأتي المشكلة لاحقـًا عندما يحدث أمر نشعر فيه بالتقصير في أفعالنا، فتكون النتيجة أن يعتقد شخص أنه أقل أهمية وأقل قدرة وأقل قيمة مما كان يشعر قبل لحظات. ولكي نكون الأفضل، ينبغي لنا أن نعترف أن هناك أوقاتاً نخفق فيها في تحقيق الهدف، وفي تلك الأوقات لن نكون أفضل من اسوأ مدرسة في الكون. وفي مثل هذه الأوقات، لابد لنا من مراجعة حساباتنا وبذل المزيد من الجهد والتفكير والشعور بالمسؤولية. إن هدفنا والتزامنا وتوقعنا هو أن نتعلم أن نكون الأفضل مراراً وتكراراً وأن نجعل فكرة كوننا الأفضل جزءاً مما نحن ومما نحن ملتزمون بإنجازه. إن الأركان والمبادئ التنظيمية وتطوير هيئة تدريس وموظفين من الكفاءات المتحمسة كلها استثمارات في ثقافة تدل على فعاليتنا الجماعية. أما الفصل السابع والأخير ” تفعيل ثقافة الإنجاز ” فأوضح أن بناء ثقافة المدرسة يتطلب وقتاً وجهداً، كما يقتضي تعيين الشخص المناسب في المكان المناسب. ولا يقتصر الأمر على هذه الأمور فقط. فالذين يبنون الثقافة ويسهمون في ديمومتها هم جميع أفراد مجتمع التعلم وليسوا المديرين فقط. فمن مسؤولية كل واحد من هؤلاء أن يطبق رسالة المدرسة ورؤيتها. لقد تم عرض عملية بناء الثقافة في خمسة ميادين بما فيها الترحيب وركن لا ضرر ولا ضرار وانتقاء الكلمات وطلب العلم من المهد إلى اللحد وأفضل مدرسة في العالم. فإذا تضافرت هذه الأركان الخمسة مع النشاطات الضرورية لتحقيقها يصبح بوسعنا إيجاد بيئة تشجع على التعلم. وصممت الأدوات في هذا الكتاب لتقييم وإنشاء والمحافظة على ديمومة بيئة ممتعة من التفاعل والمشاركة يزدهر في ظلها الإداريون والمعلمون والطلبة. وألحق المؤلفون للأدوات الإجرائية التي اعتمدوا عليها في إعداد الكتاب وهي : أنموذج تحليل الذات، تحليل المزايا والعيوف والفرص والمخاطر، استبانة تقييم عملية التسجيل في مدرسة جديدة، استبانة الأسرة، مجموعات التركيز الطلابية، استبانة الطالب، مراجعة سجل الانضباط، وجهات نظر المعلم حول سلوك الطالب المُشْكِل، مؤشرات النجاح في العمل التعاوني في مجموعات، تحليل الفيديو ، الملاحظة الصفية المقيدة، استبانة معتقدات التعلم، الزيارة الصفية القصيرة، تقييم الواجب البيتي ، التحليل التأملي، مقياس المثابرة، تقييم الإنقاذ الأكاديمي، مقياس فاعلية المعلم، خطة عمل تحسين المدرسة.