ما وراء التقويم التكويني في الممارسة

ما وراء التقويم التكويني في الممارسة : نظرة من الداخل


ما وراء التقويم التكويني في الممارسة

تأليف : دبليو جيمس بوبهام
نشر : مكتب التربية العربي لدول الخليج
تاريخ النشر :
2014


يأتي هذا الكتاب  تتمة لكتاب مؤلفه “جيمس بوبهام” المعنون بـ”ما وراء التقويم التكويني” الذي سبق أن نقله للغة العربية مكتب التربية العربي لدول الخليج في العام 1434هـ/2012م. ويركّز الكتاب كما يقول معالي الدكتور علي بن عبدالخالق القرني في تقديمه له على التحدي الحقيقي للتقويم البنائي: القرارات المشتركة في تخطيطه وتطبيقه. متى يكون أفضل وقت مناسب لجمع بيانات التقويم من أجل تعديل التدريس والتعلـّم؟ بمجرد جمع البيانات، أي نوع من التصرّف ينبغي أن يُتّخذ؟  وما السرعة المناسبة؟ ما حجم ونوع الإعداد الذي يتطلبه التقويم البنائي؟ كيف يتوافق مع وحدة وخطط دروس موجودة؟ وكيف يضمن المعلمون بطريقة أفضل أن جهودهم في التقويم البنائي ستصنع الفرق فعلاً؟ ويغطي الكتاب الناحية الأساسية (النظرية) للتقويم البنائي وتطبيقاته؛ فالفصل الأول يقدم إطارًا مرجعيـًّا جديدًا يهدف إلى إعطاء التربويين معرفة أقوى في التطبيقات المتنوّعة لعملية التقويم البنائي. من خلال عمل حزمة من التفكير حول إطار مرجعي يسهل فهمه، وتلك الأفكار وجّهت فعليـًّا بمئات من المداخلات مع المعلمين والإداريين في الولايات المتحدة الأمريكية. هذا الإطار المرجعي لن يحتاجه جميع التربويين، ولكن بالتأكيد يساعد في التفكير بوضوح أكثر حول أكثر اللحظات مناسبة لتوظيف عملية التقويم البنائي. ويلقي الفصل الثاني نظرة أقرب إلى النسخة الأولية للتقويم البنائي الفاعل ـــ تقدّم التعلـّم ـــ ومحاولات المعلمين لكشف تقدّم التعلـّم والذي ربما أنه أصبح مقدما في خططهم للوحدة. ويستمر الكتاب في تطبيقات التقويم البنائي وتوضيحاتي الخاصة؛ ففي الفصول من الثالث إلى الثامن، يعرض القرارات المتنوّعة ـــ أو نقاط الاختيار ـــ المشتملة في تخطيط تطبيقات متنوّعة للتقويم البنائي ومن ثم يعرض ما يقدم في بعض الفصول الدراسية للتركيز على طرق محددة يستخدم من خلالها المعلمون تلك التطبيقات. مباشرة بعدما ينتهي وصف (تصوير) الفصول الدراسية، يقدم الكتاب مقابلة مع معلم الصف الذي شاهده المؤلف في حيـّز التنفيذ. هذا المعلم يعلـّق على ماذا كان يفكر فيه، تخطط له، أو يقرر عند نقاط رئيسة في عملية التقويم البنائي. وعند نهاية المقابلة في كل فصل، يقد المؤلف لرؤية المسؤول.
السؤال الواضح: من المعلمين الذين التقاهم المؤلف أثناء التنفيذ يقدمون نظرة داخلية في علمية التقويم البنائي؟ إذ إنهم خليط، كل يتخيّل مزيجـًا مبنيـًّا على ما تعلـّمته من: (1) المعلمين الذين يستخدمون التقويم البنائي بنجاح؛ (2) المشرفين الذين لاحظوا وناقشوا التقويم البنائي مع المعلمين الذين يستخدمونه؛ (3) ما تقترحه الشواهد البحثية عبارة عن طرق عملية (تطبيقية) لتقويم المعلم بنائيـًّا ليتصرّف في مثل تلك الأوضاع. هؤلاء المعلمون ليس مكتوبـًا لهم بأنهم لن يفعلوا أي خطأ نموذجي مفاهيمي (معرفي)، ولكنهم بدلاً من ذلك يتصرفون كمهنيين ينظرون إلى خبراتهم أو نتائج البحوث ذات العلاقة، ويصلون إلى قرارات تدريسية يعتقدون بأنها مقبولة لطلابهم الذين يدرسونهم.
إن أحد أكثر النتائج تأكيدية لأبحاث التقويم البنائي ألا يحتاج إلى تطبيق التقويم البنائي بأسلوب فردي موصوف. فالمعلمون في تلك المقابلات قـُصد لهم أن يكونوا تربويين تطبيقيين حاولوا استخدام أساليب محددة، أخفقوا أحيانـًا، لكنهم مع ذلك وصلوا إلى، ما يمكن أن يكون بالنسبة لهم، طرقـًا تطبيقية (محسوسة) لاستخدام عملية التقويم البنائي. وكما “تراهم” أثناء التنفيذ، اقرأ تعليقاتهم في المقابلات، واقرأ توصيات المؤلف التعقيبية على تعليقاتهم، وفكر  حول كيف أنك كمعلم بنفسك أو قائد مدرسة تعمل مع المعلمين، سوف تواجه نفس القرار الذي واجهوه. 
أخيرًا، بعد أن استخرج المؤلف جميع الرؤى من المعلمين، الحقيقيين والمتخيلين، أغلق الكتاب ببعض خطوات التنفيذ للتربويين الذين يريدون أن يشاهدوا التقويم البنائي مُستخدمـًا على نطاق أكبر.

x
Scroll to Top