مداخل حديثة في إدارة المؤسسات التعليمية

مداخل حديثة في إدارة المؤسسات التعليمية
مداخل حديثة في إدارة المؤسسات التعليمية

تأليف : نبيل سعد خليل
نشر : دار الفجر
تسعى المنظمات والمؤسسات المختلفة في المجتمع – ومنها المؤسسات التعليمية – في ظل ما تفرزه بيئاتها من تحديات مثل زيادة التنافسية ونقص الموارد إلي تحقيق أهدافها بكفاءة وفاعلية، وذلك من خلال تحسين أدائها وتطويره بشكل مستمر، وفي سعيها نحو تحقيق هذه الأهداف اتجهت إلي تسويق ذاتها وخدماتها كوسيلة يمكن أن تحقق لها مستويات عالية من الأداء من ناحية، وتضمن لها البقاء في بيئة تنافسية دائمة التغير من ناحية أخرى. 

وقد تزايد الاهتمام والوعي في الآونة الأخيرة لدي جميع المؤسسات التعليمية على مختلف مستوياتها بالتفوق والنمو والوصول إلى أعلى درجات التميز في ظل المتغيرات الدولية التي يمر بها العالم اليوم والتي تملى علينا العمل الجاد والمستمر حتى يكون لنا دور فعال وقدرة عالية لمواجهة هذه التحديات والتي لن يستطيع أن يواجهها إلا من يدرك بأن الجودة في الأداء هي السبيل الوحيد إلى الاستمرار والتطور. 

لذا تحتاج المؤسسة التعليمية إلى تطوير مخرجاتها التعليمية وخدماتها من خلال عملها بناء علي ما يفيد الطلاب واحتياجات المستفيدين وهم: الطلاب الحاليين والطلاب المتوقعين وأولياء الأمور والجامعات ومؤسسات الأعمال والحكومة والجمهور عامة، الأمر الذي يحتم عليها ضرورة إجراء التقييم المستمر لما تقدمه المؤسسة التعليمية من خدمات وبرامج لجمهورها المستهدف لضمان استمرار تحقيق الجودة والتميز فيها، بالشكل الذي يحسن صورتها العامة أمام المجتمع ويحقق ميزتها التنافسية مقارنة بمثيلاتها من المؤسسات التعليمية الأخرى. 

ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب باعتباره مرجعا ضرورية في إدارة المؤسسات التعليمية، يحاول إلقاء الضوء على أهم المداخل الحديثة في إدارة المؤسسات التعليمية، حيث أخذت الدول المتقدمة بأساليب تخطيطية متعددة للوصول بعمليات التجديد والإصلاح في النظم التعليمية، وكافة القطاعات الخدمية إلي المستويات المطلوبة. 

  1. وقد تكون هذا الكتاب من الفصول التالية: 
  2. الفصل الأول: مدخل التخطيط الإستراتيجي: حيث أصبح التخطيط سمة من سمات الحياة المعاصرة، وما من أمة تسعى إلى مستقبلي أفضلي إلا وتضع التخطيط سياسة لها تسير على هديه وتستفيد منه، فقد أصبح العالم أشد حاجة للتخطيط بعد أن تعقدت وسائط معیشته، وتشابكت وسائلها، وتشعبت جوانبها، وتعددت إمكاناتها، وينسحب ذلك على التخطيط التعليمي بصفته العنصر الأساسي والفعال في عمليات التقدم والتنمية وزيادة كفاية وفعالية الأفراد. وقد أخذت الدول المتقدمة بأساليب تخطيطية متعددة للوصول بعمليات التجديد والإصلاح في النظم التعليمية، وكافة القطاعات الخدمية إلى المستويات المطلوبة، وذلك من خلال ما يعرف بالتخطيط الإستراتيجي Strategic Planning كأحد أحدث الأساليب التخطيطية، وفيه يشارك كافة أعضاء المنظومة التعليمية في صنع واتخاذ القرارات الإستراتيجية حتى يكون هناك دافع لتنفيذ تلك القرارات الإستراتيجية. 
  3. وفي الفصل الثاني: مدخل ستة سيجما Six Sigma لتحسين الأداء المدرسي: حيث تعد منهجية ستة سيجما Six Sigma اتجاهة إدارية حديثة يحقق مستوى عالي في جودة أداء المؤسسات الإنتاجية والخدمية، وهي من الأساليب الناجحة في تطوير بنية النظم التعليمية بمكوناتها المادية والبشرية، بل أصبحت تلك المنهجية خیارة استراتيجية تمليه طبيعة الحراك التربوي في الوقت الحاضر، لأنها تسهم في حل كثير من مشكلات المؤسسات التعليمية والتربوية. لذلك فقد اتجهت العديد من جامعات العالم – حاليا نحو دمج منهجية ستة سيجما Six Sigma في عملية التخطيط الاستراتيجي لمستقبل المؤسسات التعليمية وكمدخل لتقييم البرامج، وعملية التنمية المهنية المستمرة لأعضاء هيئة التدريس، وتنظيم المحتوى التعليمي، وأساليب تقدمه، وفي تحسين العمليات الإدارية وأداء الجهاز الإداري بها. | 
  4. وفي الفصل الثالث: مدخل إدارة تسويق الخدمات التعليمية: تعتبر إدارة تسويق الخدمات التعليمية مدخلا لتحقيق الميزة التنافسية للمؤسسات التعليمية من خلال تقديم خدمة تعليمية متميزة، حيث ينظر إلي التعليم باعتباره خدمة يتم تقديمها لمجموعة من المستفيدين، ونجاح التعليم في تحقيق أهدافه يتطلب تسويق الخدمات التعليمية من خلال تطوير وتعديل برامج المؤسسات التعليمية كاستجابة لاحتياجات ورغبات الأسواق المستهدفة والتي تشمل الأسر، وأولياء الأمور، والطلاب، واستخدام وسائل اتصال فعالة لفهم تلك الاحتياجات، وتهتم المؤسسات التعليمية بالتسويق الناجح من خلال مقابلة احتياجات ورغبات الجمهور الداخلي والخارجي للمؤسسات التعليمية، وتتلقى القيمة بعد ذلك والتي تتمثل في زيادة معدلات التسجيل وتحقيق عائد ودخل بهذه المؤسسات، وجودة المعلمين، ومشاركة أكبر من أولياء الأمور، ومتطوعين أكثر في العمل داخل المؤسسات التعليمية، فضلا عن دعم مجتمعي متطور وعلاقات مثمرة مع المؤسسات الخارجية. 
  5. وفي الفصل الرابع: مدخل إدارة المعرفة: يشير مدخل إدارة المعرفة إلى أنه: تدعيم للقضايا الحاسمة التي تؤدي إلى تكيف المؤسسة التعليمية، وزيادة قدرتها علي المنافسة، وذلك لمواجهة المتغيرات المتزايدة والمستمرة في البيئة المحلية التي تحيط بها، ويؤكد هذا المفهوم علي أهمية إدارة المعرفة في تمكين وزيادة قدرة المؤسسة التعليمية على البقاء والمنافسة، خاصة إننا في بدايات القرن الحادي والعشرين ظهرت الحاجة الملحة لتسويق الخدمات التعليمية، والتي جعلت المنافسة شديدة بين المؤسسات التعليمية، حيث تحاول كل مؤسسة تعليمية أن تقدم أجود ما لديها، حتى تكون قادرة على الاستمرار، وقادرة على مواجهة التغيرات التي تحدث عالمنا المعاش، لذا فان إدارة المعرفة تساعد تلك المؤسسات التعليمية على التكيف مع هذه المتغيرات. 
  6. وفي الفصل الخامس: مدخل القدرة المؤسسية: يقصد به تحقيق الجودة الشاملة للمؤسسة التعليمية من خلال مجموعة القواعد المحددة لبنيتها التنظيمية وإمكاناتها البشرية والمادية. وتتضمن خمسة مجالات فرعية هي: المجال الأول: رؤية المؤسسة ورسالتها، المجال الثاني: القيادة والحوكمة، المجال الثالث: الموارد البشرية والمادية، المجال الرابع: المشاركة المجتمعية، المجال الخامس: ضمان الجودة والمساءلة. 

لذا نرجو أن يقدم هذا الكتاب رؤية ومدخلا مترابطا للحديث عن بعض المداخل الحديثة في إدارة المؤسسات التعليمية يكون لبنة أساسية في المكتبة التربوية وإثراء حقيقية للمعرفة في مجال إدارة المؤسسات التعليمية. 

x
Scroll to Top