مقدمات في علم النفس

مقدمات في علم النفس لــ جاك كوسنييه – ترجمة رالف رزق الله
مقدمات في علم النفس

كان علم النفس، خلال تاريخه، دائم التأثر، بالميادين الاخرى، وظلّ لحقبة طويلة من الزمن تابعاً للفلسفة التي كانت- على حد تعبير كوسنييه- بمثابة الأم الطاغية. ولم يستقلّ عن الفلسفة إلا بعد التمييز الذي اقامه الفيلسوف الفرنسي ديكارت بين كيانين مستقلّين : “النفس” أو “الروح” أو حتى “الوعي” من جهة، والجسد من جهة أخرى. فتحوّل علم النفس، بفضل الثنائية الديكارتية، إلى علم “للحياة النفسية” ليصبح في بداية هذا القرن، وأثر “البيان السلوكي” الذي 
اصدره واطسن، “علماً للسلوك”. وكان خلال مراحل تطوّره هذه متأثراً بالعلوم البيولوجية والنماذج الرياضية. أما في مرحلتنا المعاصرة هذه، فيبدو علم النفس شديد التأثر بميدانين حديثين نسبياً وهما الاتولوجيا من جهة والالسنية من جهة أخرى. ويميل إلى أن يتحوّل تدريجياً إلى “علم للاتصال”. حتى أن كوسنييه يدعونا إلى التخليّ نهائياً عن عبارة “علم النفس” التي أضحت، في رأيه، عبارة بالية لاستبدالها بعبارة “علم الاتصال”. 
x
Scroll to Top