ممارسة العلاج النفسي – الأسس النظرية للتحليل النفسي والعلاج السلوكي
المؤلف : سامر جميل رضوان
الناشر دار الكتاب الجامعي
تاريخ النشر : 2009
مر العلاج النفساني منذ نشوئه وحتى اليوم بمجموعة كبيرة من التطورات والتغيرات بفضل البحث العلمي والخبرات الإكلينيكية التي أدت إلى توسيع معارفنا، وبشكل خاص فيما يتعلق بالعلاج النفساني والعلاج الدوائي، وإلى مزيد من الفهم للأسس النفسية والبيولوجية للاضطرابات النفسية، وإلى تحسين الوسائل التشخيصية النفسية والطبية النفسية، وتحديد أوضح للحدود والإمكانات. وهذا ما يفتح الباب واسعاً على مصراعيه نحو الدعوة إلى التعاون بين المدارس والاتجاهات بدلاً من المواجهة. وهذا لا يعني إزالة الفروق بين الاتجاهات المختلفة، فالفروق ستظل بين الأساليب والطرق المختلفة موجودة وهي ليست بالقليلة على الإطلاق. وهو في النهاية يسعى نحو تهديم الجدار بين المدارس العلاجية والمجموعات المهنية. وهو بهذا يتطرق لأهم اتجاهات النقاش الراهنة في العلاج النفساني، ويهدف إلى الإسهام في هذه الاتجاهات في الوقت نفسه. وهو ككتاب مرجعي يقدم إمكانية التعرف على أسس أهم اتجاهين رئيسيين في العلاج النفساني بشكل منهجي ومؤسس وموضوعي ومتمركز حول الممارسة في الوقت نفسه. ومن هذا المنظور يحاول الكتاب توضيح الأسس النظرية للتحليل النفساني والعلاج السلوكي مبتدئا بمحاولة الإجابة عن السؤال المتعلق بماهية العلاج النفساني، وهي إجابة ليست سهلة في كل الأحوال، وقد تتطلب قراءة الكتاب كاملاً قبل أن يستطيع الإنسان الوصول إلى تصور عما يمكن أن تكون عليه ماهية العلاج النفساني. ويعطي لمحة عن الأسس البيو-نفسية للسلوك للعلاج النفسي من أجل تمكين المعالج النفساني من فهم المعادِلات البيولوجية للسلوك الإنساني وفهم آلية تأثير الأدوية النفسية بشكل أفضل وفيما يتعلق بالأسس الفيزيونفسية للتدخلات الطبية السلوكية. ولا يقتصر هذا الكتاب على عرض للأسس النظرية التي يقوم عليها كل من التحليل النفسي والعلاج السلوكي، وإنما يوضح أيضاً مسألة التشخيص وأساليبها في كلا الاتجاهين، مبيناً في البداية أهمية التصنيف والتوثيق والأسس التي يقوم عليها التشخيص في التحليل النفسي والعلاج السلوكي والتشخيص بالاختبارات في العلاج النفساني عموماً والمركز الذي يحتله هذا التشخيص بالنسبة للممارسة العلاجية. وينتقل بعد ذلك لمعالجة أسس العلاج النفساني التحليلي باتجاهاته المختلفة وموضحاً أعمدة العلاج التحليلي “النقل، والنقل المعاكس والمقاومة” متتبعا إياها عبر الاتجاهات التحليلية المختلفة والأهمية التي تعطى لهذه أو تلك من المتغيرات. ثم يناقش العلاج السلوكي وأسسه ومفهومه للعلاج باعتباره عملية تعديل، وتشخيص السلوك وتحليله واستخداماته المختلفة. وفي الفصل الأخير من الكتاب يحاول الكتاب الإجابة عن السؤال عن الكيفية التي يؤثر فيها العلاج النفساني ويناقش الأسس المنهجية والمفاهيمية لأبحاث العلاج النفساني. وعوامل تأثير العلاج النفساني، العامة منها والخاصة. أما الفئة الهدف التي يتوجه إليها هذا الكتاب فهي: طلاب وطالبات علم النفس والطب الذين يهتمون بالعلاج النفساني ويرغبون في تأهيل وإعداد أنفسهم في هذا الميدان. والمتعلمين الذين يحتاجون إلى أساس لتأهيلهم وتدريبهم المستمر. والمعلمين الذين يجدون المحتويات الأساسية معروضة بشكل واضح وشامل من خبراء معترف بهم، والمعالجين النفسانيين المحترفين الذين يتجرؤون على إلقاء نظرة خارج جدارهم الخاص، ناهيك عن الجمهور المهتم الذي يمكنه من خلال هذا الكتاب الحصول على انطباع موضوعي تفريقي. يأتي هذا الكتاب ليسهم بإضافة مهمة إلى المكتبة العربية من جهة طريقة العرض والمحتوى، معبراً في الوقت نفسه عن التطورات الحديثة المتعلقة بالتشخيص والتصنيف والتوثيق والأسس النظرية التي تعطي القارئ المتخصص البعد المعمق للممارسة التحليلية والسلوكية، وتتيح للقارئ الذي هو على طريق التخصص إمكانية اختيار الاتجاه الذي يجد نفسه فيه. ولعلنا في الوطن العربي بأمس الحاجة إلى مثل هذا النوع من الكتب التي تسعى إلى ترسيخ وتعميق مبادئ الممارسة النفسية العلاجية بأشكالها المختلفة من أجل مزيد من التأصيل وكي تصبح الممارسة النفسية في وعي الجمهور (والمتخصصين) عملية علمية تقوم على أسس نظرية عميقة الجذور ومؤصلة علمياً.