In this article
صعوبات التعلم في ضوء النظريات
تأليف : عبد الغفار عبد الحكيم الدماطي
الناشر : دار الزهراء للنشر والتوزيع
تاريخ النشر : 2013
وصف الكتاب
يعتبر موضوع صعوبات التعلّم، من الموضوعات الجديدة نسبياً في ميدان التربية الخاصة؛ حيث كان اهتمام التربية الخاصة سابقاً منصباً على ذوي الإحتياجات الخاصة، كالإعاقة العقلية والسمعية والبصرية والحركية، ومع ظهور مجموعة من الأطفال الأسوياء الذين يعانون مشكلات تعلمية، بدأ المختصون في التركيز على هذا الجانب بهدف التعرف على مظاهر صعوبات التعلّم وخاصة في الجوانب الأكاديمية الحركية والإنفعالية.
إن الكتاب الذي بين يدي القارئ يتناول بالعرض والمناقشة أبرز المفاهيم والأفكار التي تضمنتها نظريات أسهمت في بناء حجر الأساس لحقل صعوبات التعلم، والتي وضعها علماء ينتمون إلى حقول علم النفس الثلاثة:النمائي والسلوكي والمعرفي التي أشرنا إليها أعلاه. فقد لعبت هذه النظريات. وما زالت تلعب – أدوارا هامة في عمليات تقييم وتشخيص وتعليم ذوي صعوبات التعلم، وفي دفع عجلة التقدم في البحوث والدراسات وعلى الأخص في العقدين الأخيرين من القرن العشرين، كما كان لها أبلغ الأثر في إثراء فهمنا الحقل صعوبات التعلم وفي الارتقاء بالخدمات والبرامج التربوية العلاجية المقدمة للتلاميذ والأطفال الذين يعانون من تلك الصعوبات.
يضم هذا الكتاب بين دفتيه سبعة فصول: قدم الفصل الأول منها استعراضا عاما وسريعا للصورة الحالية العامة لحقل صعوبات التعلم من منظور تاريخي، كما حاول إبراز ملامحها الأساسية وبخاصة تلك التي تبدت بشكل واضح في العقدين الأخيرين من القرن العشرين المنصرم.
وفي الفصل الثاني تم تتبع الجذور التاريخية لنشأة حقل صعوبات التعلم، كما تم استعراض الجهود والإسهامات التي قدمها لفيف من العلماء والباحثين البناء هذا الحقل وتطوير أفكاره ومفاهيمه وتأصيل هويته. بالإضافة إلى تتبع العوامل السياسية والاجتماعية العامة التي شكلت صعوبات التعلم كحقل تطبيقي
وتناول الفصل الثالث تحديد مفهوم النظرية عموما، ومراحل تكوينها، وأنواعها، وفوائدها، والهدف منها، ومدى الحاجة إلى الإلمام بنظريات صعوبات التعلم، ودور النظريات في هذا المجال.
وفي الفصل الرابع تم عرض وتحليل بعض نظريات النضج التي أسهم بها في حقل صعوبات التعلم علماء اشتهروا في علم النفس النمائي بمفاهيمهم وأفكارهم.
أما الفصل الخامس فقد اختص بعرض ومناقشة وتحليل النظريات السلوكية والتدريس الموجه التي أسهم بها علماء النفس السلوكيون في تطوير مجال صعوبات التعلم، والتي تحمل أهمية حيوية لتدريس الطلاب الذين يعانون من تلك الصعوبات.
ويتناول الفصل السادس بالعرض والمناقشة ثلاث نظريات من علم النفس المعرفي، وهي اضطراب العمليات النفسية، واضطراب العمليات المعرفية، ونظرية معالجة المعلومات.
أما الفصل السابع فإنه يتناول بالحديث نظرية المعرفة العليا وبعض استراتيجيات التعلم وأساليبه التي يمكن استخدامها في علاج وتدريب ذوي صعوبات التعلم، مع التركيز على طريقة الإثراء الواسطي لفيورشتاين.
وقد اختتم الكتاب بالفصل الثامن الذي تم فيه إيجازوعرض أهم الاستنتاجات والأفكار والمفاهيم التي تضمنتها فصول الكتاب ككل.
والكتاب الذي بين أيدينا يعد ثمرة جهد كبير، واطلاع واسع، ومعاناة طويلة في سبيل تبسيط أفكاره، وشرح مصطلحاته، وعرضها جميعا بأسلوب عربي سهل وسليم. وقد اجتمعت فيه خبرة المؤلف العملية والتدريسية في مجال المعوقين عموما وذوي صعوبات التعلم خصوصا زهاء ربع قرن من الزمان بحثا وتدریسا وممارسة وتعليما. وإني إذ أقدم هذا الكتاب للقارئ العربي والمكتبة العربية فإنما يحدوني الأمل في أن يفيد منه القائمون على برامج إعداد وتأهيل الدارسين المتخصصين في العمل مع ذوي صعوبات التعلم من الأطفال والطلاب بوحه خاص، وفي المجالات الأخرى من التربية الخاصة بوجه عام، وأن يفيد منه كذلك طلاب الدراسات العليا في إجراء بحوثهم ودراساتهم.