عالمياً، ظهر الاهتمام بالتربية الخاصة، وتحديداً الاهتمام بالطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في منتصف القرن العشرين، وكذلك الحال في الكويت، حيث واكب هذا الاهتمام بهؤلاء الطلبة إنشاء مدارس تربية خاصة لهم، والتي كانت تعد الأولى من نوعها على المستوى العربي آنذاك . شخصياً، تولدت لدي الرغبة في إعداد كتاب يكون مرجعاً تعليمياً وأكاديمياً في عملية تعليم الطلبة، بما فيهم الطلبة ذوو الاحتياجات الخاصة، بجميع مستويات التعليم، وذلك بعد العديد من البحوث والدراسات التي قمت بها وأجريتها في السنوات الثلاث الأخيرة من خبرتي العلمية والوظيفية كأستاذ للمناهج وطرق التدريس والتربية الخاصة. إن هذا الكتاب له من الأسس النظرية والعلمية المثبتة بحجم التأثير لكل إستراتيجيات التدريس المستخدمة على جميع المستويات في التعليم. ولذلك أسأل الله أن يستفيد منه جميع الطلبة والأكاديميين في برامج إعداد المعلمين، والمعلمين والمعلمات في جميع مراحل التعليم بالمدارس، والباحثين والمتخصصين التربويين في حقل التعليم المدرسي. جاء الفصل الأول من هذا الكتاب مركزاً على تطور عملية التدريس، وانتقالها من الطرق التقليدية إلى الطرق المثبتة علمياً في كل ما يتعلق بعملية التدريس، وللطلاب عموماً ولذوي الاحتياجات الخاصة خصوصاً، بالإضافة إلى بيان ما المقصود بحجم التأثير وأنواعه ودرجاته، ومن ثم إستراتيجيات التدريس المثبتة علمياً وذات حجم تأثير. بينما جاء الفصل الثاني من الكتاب مشتملاً على الموضوعات التي لها علاقة بأنواع إستراتيجيات التدريس السلوكية المثبتة علمياً وذات حجم تأثير، مثل: التدريس المباشر، وتحليل السلوك الوظيفي، والتقويم البنائي، والتقييم، والتغذية الراجعة، ففي كل من هذه الإستراتيجيات المختارة في التدريس سيتم تقديم المعلومات من حيث المفهوم، والأهمية، والأهداف، والخطوات والإجراءات المستخدمة لكل منها أثناء عملية تعليم الطلبة في الفصول الدراسية بالمدارس. أما الفصل الثالث من هذا الكتاب فقد اشتمل على الموضوعات التي لها علاقة بأنواع إستراتيجيات التدريس المعرفية المثبتة علمياً وذات حجم تأثير، مثل مهارات الدراسة، والخريطة المفاهيمية، والتدريس التبادلي. وكذلك في هذا الفصل سيتم تقديم المعلومات حول هذه الإستراتيجيات المختارة في التدريس من حيث المفهوم، والأهمية، والأهداف، والخطوات والإجراءات المستخدمة لكل منها أثناء عملية تعليم الطلبة في الفصول الدراسية بالمدارس. وأخيراً، يأتي الفصل الرابع مشتملاً على الموضوعات التي لها علاقة بأنواع إستراتيجيات التدريس البنائية المثبتة علمياً وذات حجم تأثير، مثل تعليم الأقران، والتعلم التعاوني جيجساو. كما سيتم أيضاً في هذا الفصل تقديم المعلومات حول هذه الإستراتيجيات المختارة في التدريس من حيث المفهوم، والأهمية، والأهداف، والخطوات والإجراءات المستخدمة لكل منها أثناء عملية تعليم الطلبة في الفصول الدراسية بالمدارس.