تعتبر التنشئة الاجتماعية من أهم العمليات الاجتماعية للطفل ، فهي تحوله من كائن بيولوجي ، أو مادة إنسانية خام إلى كائن اجتماعي. فالطفل يترك حراً ودون توجيه في نموه ، وعليه تشكل التنشئة الاجتماعية السلوك الإنساني والاجتماعي للفرد ، إذ تصب الدوافع والقدرات في أنماط من السلوك الانساني .
والتنشئة الاجتماعية هي تشكل شخصية الفرد على منوال المعايير والقيم الاجتماعية لثقافة المجتمع الذي يعيش فيه , واذا كان تكيف الكائنات الحية يجري وفق انظمة غريزية مسجلة في فطرتها فان الانسان هو الكائن الوحيد في مملكة الكائنات الحية , الذي يتكيف ويتواصل وفقا لمعايير اجتماعية مسجلة في ثقافته والثقافة اختراع انساني تفرد به الانسان دون غيره من الكائنات الحية ومن اجل المحافظة عليها ترتب عليه ان يحقق لها تواصلها من جيل الى جيل , ومن مرحلة تاريخية الى اخرى ,عبر اولويات النقل والتحويل الثقافي حيث تأخذ التنشئة الاجتماعية دورها الاساسي في عملية تحقيق التواصل الثقافي والتنشئة الاجتماعية هي العملية التي يتم من خلالها دمج الفرد في المجتمع ودمج ثقافة المجتمع في الفرد وهي (عملية تعلم في اصولها يستطيع الفرد من خلالها ان يتكيف مع معايير وتصورات وعادات وقيم الجماعة التي يعيش في وسطها ).
وتتصف عملية التنشئة الاجتماعية بخاصة الديمومة والاستمرار, اذ ترافق الفرد في مختلف مراحل حياته , من الطفولة حتى الشيخوخة , وهي عملية مكثفة في المراحل الاولى من حياة الانسان وخاصة في مراحل الطفولة المبكرة , وهدفها اعداد الفرد من اجل حياته الاجتماعية وتشكيل شخصيته وفق المعايير الثقافية السائدة في المجتمع , وخاصة في اطار الجماعات الاولية مثل الاسرة والمدرسة وجماعات الاقران .