ولقد قدم العرب مساهماتهم في هذا المجال ولاسيما في عصور الازدهار الحضارة العربية التي تمتد من القرن الثامن الميلادي حتى القرن السادس عشر حيث اكتشفوا المنهج العلمي الخاص بهم ولذى مكنهم من المشاركة في تطوير العلم والمعرفة وقد ظل اثرهم بارزا في بناء الفكر والمؤسسات الثقافة العربية الى فترة طويلة . ( الكبيسي وآخرون ، ص 26 )
ولذا نجد ان ( فون كريمر ) يصف نشاط العرب العلمي بأنه اعظم نشاط فكرى يبدو لنا جليافي حقل المعرفة التجريبية ضمن دائرة ملاحظتهم واختباراتهم فأنهم كانوا يبدون نشاطاً واجتهاداً ويراقبون ماتعلموه من التجربة . ولو تتبعنا الآثار المتبقات من الجاحظ مثالاً ليكشف لنا عن منهج فكري قائم على الملاحظة والتحليل والمقارنة والنقد . وفي القرن الثالث عشر ادرك ( روجر بيكين ) المستقبل الباهر الذي ينتظر
المنهجية التجريبية في التفكير العلمي ( 82 ، ص26 ) .
وفي القرن السابع عشر تميز المنهج العلمي بعناية المفكرين . حيث صاغ الفيلسوف الانكليزي ( فرنيس كون ) ( Bacon ) وفي كتابه اركوان الجديد ( المنطق الجديد ) قواعد لمنهج التجريبي بكل وضوح .
والذي وصفه (بيفردج ) بأنه اروع ما كتب من المنهج الاستقرائي للعم التجريبي الحديث .
وكان غاليلوا ( 1564 ـ 1642 ) اول من بلور الاسلوب العلمي التجريب بشكله المتكامل ، واول من فند آراء ارسطو تفنيداً علمياً تجريبياً بعد ان كانت تلك الآراء تلقى دعماً من السلطة الساسية.( الكبيسي ،ص 26)