التربية وصلتها بالفلسفة

      ان الفلسفة تقوم بدور يتعلق بالخبرة الانسانية وتحليل هذه الخبرة ونقدها ومن ثم نعيد اليها التناغم والانسجام وتوضيح الاسس والمسلمات التي يقوم عليها اتساق هذه الخبره ولما كانت الخبره الانسانية بانواعها المختلفة تقوم التربية على نقلها من جيل الى اخر كما ان هذه الخبرة الانسانية ذاتها هي التي تعمل الفلسفه على تحليلها ونقده وانسجامها واتساقها فان علاقة الفلسفة والتربية نتيجه لذلك علاقة وثيقة

    ان هذه العلاقة تبادليه أي هناك فاعلية قوية ومؤثرة تؤكدها عملية التأثير والتأثر(التغذية الراجعه) لكل من الفلسفة والتربية ويرى (جون ديوي) ان الحقيقة القائمة على ان مصدر المشاكل الفلسفية هو وجود مشاكل يشعر بها جميع الناس في اساليب العمل الاجتماعية انما مرده الا ان الفلاسفة اصبحوا طبقة اختصاصية تستعمل لغة فنية مغايرة لتلك التي يعبر بها الناس عن صعوبات المباشرة في الحياة. اما اذا قدر للمذهب الفلسفي الشيوع فان من الميسور دائما اكتشاف خلاصة يتنازع المصالح التي تدعو الى ايجاد منهج للتكيف الاجتماعي وهنا تظهر العلاقة الوثيقة بين الفلسفة والتربية..

     اما اذا قربنا المسائل الفلسفية من ناحية ما يقابلها من ضروب الاتجاهات الفكرية او من ناحية مايترتب العمل بها من تبديل في التربية العملية فلن تغرب عنها اوضاع الحياة التي تعبر عنها مسائل الفلسفة وبمعنى اخر ان كل نضرية فلسفية لا تؤدي تبديل العمل التربوي لا بد من ان تكون مصطنعة وذلك لان وجهة نظر التربية تساعدنا على تفهم المشاكل الفلسفية التي نشأت في مواطنها الطبيعية..

وبهذا الاتجاه يكون معنى فلسفة التربية كما يراها(الهادي عفيفي) في كتابه (في اصول التربية-الاصول الفلسفية للتربية). هي الرؤية الفكرية والنظرة الشاملة الكاملة التي تستند اليها الاهداف العامة التي توجه النظام التعليمي او النشاط التربوي .

وعلى هذا الاساس فان فلسفة التربية او التربية بعبارة ادق تعد الجانب التطبيقي للفلسفة فهي الممارسة الفعاله لتأكيد المبادئ وتاصيل الاتجاهات والمثل العليا عن طريق  غرسها عمليا في الاجيال القادمة وتربيتها تشكل منها  شخصياتها في ضوء المباديء الفلسفية التي تعبر عنها ثقافة المجتمعات التي تعيش فيها..

x
Scroll to Top