العلم: هو الطريقة المنظمة لجمع المعلومات لتوفير وصف للأحداث الجارية تحت ظروف أو شروط محددة، وهي الوسيلة التي تجعلهُ قادرًا على التفسير والتنبؤ والسيطرة على تلك الأحداث ونحن كطلبة علم النفس علينا أن نسلك الطريق العلمية في إصدار الأحكام على الظواهر والسلوكيات النفسية المختلفة.
وسائل الطريقة العلمية:
- الملاحظة: هي الأسلوب المنظم لمراقبة الأحداث وتسجيلها، ولكن ليس كل الأحداث إنما الأحداث النفسية القابلة للملاحظة فقط، كالسلوك الخارجي مثلاً التدخين وهزة الرأس وبعض السلوكيات الداخلية التي يمكن الاستدلال عليها بتصرفات خارجية ملحوظة، مثلاً نحن لا نرى الجوع إنما نعرف أن الإنسان جائع من خلال قيامه ببعض السلوكيات مثلاً الذهاب للمطعم والبحث عن الطعام أو عندما يأكل بسرعة وشراهة. الملاحظة العلمية يجب أن تكون موضوعية ومجردة من التحيز والتوقعات وتحريف البيانات المسجلة الخ.
- القياس: هو عملية تحديد أبعاد الحدث أو السلوك، فالأبعاد الفيزيقية مثلاً (الطول، العرض، الارتفاع) فنحن في علم النفس علينا أن نحدد أيضاً إذا ما أردنا مثلاً قياس القلق ونصنفهُ إلى مستويات (قلق عالي، قلق متوسط، قلق منخفض) وهكذا بالنسبة لكل المتغيرات النفسية. فلا يصح مثلاً أن نقول أنهُ ذكي ولا نحدد درجة الذكاء.
- التجريب: هو سلسلة من العمليات المنظمة تجري تحت ظروف وشروط محددة ومسيطر عليها لفحص واختبار وجهة نظر أو افتراض بغرض الكشف عن شيء جديد أو برهنة وأثبات مفهوم سابق. وسنتعرف على الافتراضات والتجربة في بنود أخرى بالتفصيل.
- التفكير الجيد: وهو الوسيلة الرابعة للطريقة العلمية ويقصد به أن تنظيم وجمع البيانات يجب أن يكون عقلانياً ومنظماً ويتبع قواعد المنطق، كما يجب أن يكون تفكيرنا موضوعياً طوال مرحلة كتابة البحث ، ويجب أن تكون قراراتنا ونتائجنا نابعة من بياناتنا التي تم جمعها سواء اتفقت النتائج مع وجهة نظرنا أو لم تتفق (أي أن الأمانة العلمية والتفكير الموضوعي شرطاً اساسياً في أي عمل علمي)… وفي التفكير الجيد يجب أن تكون المعلومات دقيقة وواضحة وسهلة تبتعد عن التعقيد والغموض والشروحات غير الضرورية وهذا يسمى((مبدأ الاقتصاد في العلم)).
- الإعادة: الإعادة أو التكرار أو التثبيت يقصد بها يجب أن يكون بالإمكان إعادة اجراءاتنا والحصول على نفس النتائج مرة أخرى إذا استعملنا (الملاحظة والقياس والتجريب والتفكير المجرد) وبعبارة أخرى أي أن نكون قادرين على الوصول إلى نفس النتائج إذا طبقنا التجربة بنفس الظروف والشروط والإجراءات السابقة وهذا نسميه (الثبات في العلم).
التفسير العلمي والتجربة النفسية:
التفسير العلمي: يحدد الشروط السابقة للحدث أو السلوك، فإن تمكنا من تحديد جميع الظروف السابقة للسلوك في الواقع الزمني وتمكنا من التنبؤ بالسلوك المستقبلي فيما لو حدث الظروف السابقة نفسها. وفي التجربة فنحن نحدد الشروط أو الظروف السابقة ونتحكم بها وندعوها ب ((المعالجات)).
التجربة النفسية: هي إجراءات مضبوطة ومسيطر عليها ويطبق على الأفراد المشتركين فيها بما لا يقل عن شرطين مختلفين للمعالجة ثم يقاس سلوك أولئك الأفراد ويقارن لغرض فحص أو اختبار فرضية عن آثار تلك المعالجات على السلوك، وبعد إتمام التجربة يقوم الباحث بتحليل البيانات احصائياً ليتوصل إلى حكم علمي.