وهي أربع غدد صفراء مسمرة وتُعدُّ من أصغر الغدد الصماء ، ويقع كُلُّ اثنين منها على الجانب الخلفي لفصي الغدة الدرقية. إما وظيفتها الأساسية فهي إفراز هرمون الباراثوركسين الذي يحافظ على نسبة الكالسيوم والفسفور في الجسم اللتان تساعدان على نمو العظام وخاصة في مرحلة الطفولة. وإن اضطراب هذه الغدد في مرحلة الطفولة يعني اضطراب في تشكيل الهيكل العظمي للطفل ، أما إذا اضطربت في مرحلة المراهقة فيصاحب المرض الجسمي للفرد اضطرابات سلوكية حادة مثل توتر الأعصاب والعضلات وسرعة الهيجان الانفعالي والعاطفي (عكاشة،2009).
خامسا : الغدد الكظرية (الادرينالية) (Adrenal Gland).
وتدعى أحيانا بالغدد فوق الكلية نسبة إلى موقعها في الجسم واحدة فوق كل كلية من الكليتين ،وتُعدُّ هاتان الغدتان مهمتان جدا وذات مكانة خاصة من وجهة النظر السيكولوجية. (عدس وآخرون ، 1995)، وتتكون الغدد الكظرية من قسمين هما:
1- القسم الداخلي (اللب).
يعتمد هذا القسم على تحت المهاد والجهاز العصبي المركزي في إفراز هرمون الأدرينالين أو الابنيفرين (Pinephrine) وهرمون النورادرينالين أو النوربينفرين (Nerpinephrine)، إن هرمون الأدرينالين مهم في النشاطات الحيوية للكائن الحي خاصة في حالات الخطر كالخوف المفاجئ والقلق النفسي وغيرها مما يؤدي إلى زيادة كمية السكر في الدم والى سرعة خفقان القلب والتنفس ، وفي مثل هذه الحالات يشعر المرء بأن حياته مهددة فيقوم الجهاز العصبي بإصدار الأوامر إلى الغدد الكظرية لتنتج كمية اكبر من الأدرينالين وتفرزانها في الدم مباشرة فتثور العضلات بقوة وتتحمل الإرهاق الحركي المصاحب وهذا هو السبب في أن الإنسان يتحمل الإرهاق الجسدي الزائد في حالات الطوارئ والكوارث دون إن يشعر بالتعب. وعندما تنتهي الظروف النفسية غير العادية يفرز هرمون النورادرينالين لإعادة التوازن الذاتي للحالة الانفعالية للفرد ويعرف هذا الهرمون بالهرمون المهدئ. وان الإفراط في إفراز هرمونات اللب يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة سكر الدم.
2- القسم الخارجي (القشرة).
إن القشرة مرتبطة مباشرة مع الهرمون المنبه للقشرة الكظرية الذي تفرزه الغدة النخامية من الفص الأمامي ووظيفته أثارة القشرة الكظرية لكي تفرز هرمون الكورتيزون، إذا فشلت الغدة النخامية في إفراز الهرمون المنبه للقشرة الكظرية فبالإمكان إعطاء المريض هرمونات الكورتيزون بالحقن وبذلك يمكن إنقاذه وذلك لأنه في حالة قلة وجود هرمون الكورتيزون في الجسم لسبب أو لآخر فإن الإنسان يخضع لتغيرات جوهرية في شخصيته، إذ يضعف جسمه ويهتاج بسرعة ويفقد ميله الجنسي وشهيته للطعام وتعرف هذه الحالة (مرض اديسون). أما في حالة زيادة إفرازات القشرة الكظرية فيؤدي إلى تغيرات جوهرية في معايير النمو الجسمي والنفسي عند الفرد ومن مظاهره بقاء الفرد قصير القامة خشن المظهر والملامح وتصبح له ملامح الرجل الكامل في سن الطفولة المبكرة. وبالنسبة لالتهاب القشرة الكظرية فيؤدي إلى تحول جنسي عند الفرد حيث تظهر صفات الرجولة عند الأنثى المصابة كنمو الشعر في الوجه وخشونة الصوت والميل نحو النساء جنسيا وأما الذكر فتظهر عليه الصفات الأنثوية المقابلة (راجح، 2007). إذ إن قشرة الكظر تفرز هرمونات متعددة تنظم استخدامات الدهون والبروتينات والكاربوهيدرات في الجسم، كما يفرزالهرمونات الجنسية (ذكرية وأنثوية) والكورتيكويدات المعدنية التي تنظم ضغط الدم ومستويات الملح والبوتاسيوم في الجسم(الأمير،2002).