الفلسفة البراجماتية

       ترتبط الفلسفة البراجمانية ارتباطاً وثيقاً بالتراث التجريبي البريطاني ، الذي يؤكد الخبرات الحسية ، فلا نستطيع ان نعرف شيئاً الا من خلال خبرتنا الحسية .

       والبراجمانية لفظ مشتق من اللفظ الاغريقي pragma اي العمل ويقال انها قديمة قدم الانسان نفسه ، لانها تعني اسلوب الحياة ايا كان هذا الاسلوب .

       فالبراجمانية وليدة عصرها ، فكانت استجابة لمطالب بيئتها وصورة للواقع الامريكي ، وتأثرت نظرية التطور في القرن التاسع عشر ، ونتائج بحوث علم النفس الحديث .

       الرواد الاوائل للبراجمانية هم ، بيرسي (price) ووليم جيمس (William james ) وجون ديو (John Dewy) .

       ويعد بيرسي (1839-1914) مؤسس الفلسفة البراجمانية ، او الفلسفة التجريبية او الوسيلية ، ويقول ديوي : فالبراجمانية في رأي بيرس (pirce) حسبما وردت في المبادئ التي تضمنها منهجه ( ليست مجرد اداة لنفع خاص ، او فائدة معينة ، وهي لا تجد العمل لذاته ، وانما هي تعني اننا لكي نفهم المدركات العقلية فلا بد ان نكون قادرين على تطبيقها ، والفكرة التي لا تقبل التطبيق تكون فكرة لا معنى لها ) .

       اما وليم جيمس (1842-1910) الذي ناهض المذاهب المثالية لتفكيرها المجرد ، لان فلسفته تجريبية ، فاهتم بتحديد معنى المشكلات الفلسفية ، ويرى جيمس ان الانسان يتأثر في سلوكه واقع ميله الغريزي ، لذا كان من حق الانسان ان يختار اعتقاداته .

       يقوم مذهب جيمس العملي على التغير والصيرورة والتعدد فيرى ان المستقبل مفتوح دائماً وليس جامداً ثابتاً . ويقول ان اية قضية عبارة عن نتائجها المباشرة التي يمكن التحقق منها بالتجربة ، فنجاح اية فكرة مقياس لصدقها ، ويرى ايضاً ان هناك نتائج غير مباشرة سببها الايمان بفكرة او عقيدة كما نلحظ في حياة المؤمن بالله .

       (ولجيمس ) نزعة اخلاقية تؤمن بان العالم خير ، لان ليس الا ما نجعل منه ، وانا لجاعلون منه شيئاً خيراً .

       اما جون ديوي ( 1859-1952) فيلسوف امريكا وهو احد صناع التراث الامريكي فانه يعد بحق صاحب الفضل في تحديد معالم الفلسفة البراجمانية الحديثة.

x
Scroll to Top